أفاد تقرير صحفي أميركي بأن تنظيم داعش الإرهابي يمر بأضعف مراحله في العراق، لافتاً إلى قلة تأثير هجماته مقارنة بالسابق.

وذكر تقرير نشره موقع (The World) الأميركي، أن سارة سالم عندما سمعت صوت قرقعة الباب الحديدي لمنزلها في قرية لهيبان وهو يفتح بينما كانت تنوي الذهاب للنوم في احدى ليالي شهر تشرين الأول من العام الماضي، تملكها الخوف والرعب مباشرة.

وتابع التقرير، أن سكان قرية لهيبان الواقعة قرب جبل قرة جوغ في قضاء مخمور شمالي العراق اعتادوا المكوث في بيوتهم بدلا من الخروج منها عند غروب الشمس.

وأشار، إلى أن أكثر من أربع سنوات مرت الان منذ اعلان الحكومة العراقية النصر على تنظيم داعش الارهابي، ولكن ما تزال مجاميع صغيرة من المسلحين تتجول في هذه المناطق.

وبين التقرير، أن سالم، 22 عاماً، وقبل ان تتمكن من التحقق ممن هو في الباب، اقتحم أربعة مسلحين يرتدون زيا عسكريا المنزل.

وينقل التقرير عن سالم قولها، إن "المسلحين صرخوا بوجهي بالقول: أين مام حسن؟"، موضحاً أن "المسلحين كانوا يبحثون عن والد زوجها، حسن محمد حسن، الذي يشغل منصب مختار القرية".

وأورد، أن "تنظيم داعش الإرهابي يستغل الثغرات الأمنية الموجودة في تلك المناطق النائية والمتنازع عليها حيث غالبا ما تكون خالية من التواجد الأمني".

ويواصل التقرير، أن "العائلة اخبرت المسلحين بان حسن خارج المنزل عند المزرعة، ولكنهم لم يصدقوهم، وأخذوا يبحثون عنه في كل غرف المنزل".

وتابع، أن "سالم تسرد ما حصل وهي تشير الى ابن حسن البالغ من العمر خمسة أعوام، حيث قالوا لنا: اذا لم تخبرونا اين هو؟، فسنأخذ الطفل هذا بدلا منه، وسحبوه من ذراعه".

وأردف التقرير، أن“المسلحين وبينما كانوا في المنزل وصل الخبر الى أبناء القرية عن وجود المسلحين الأربعة وتمكنوا من مطاردتهم.

وشدد، على أن هذه الأنواع من الهجمات واعمال الابتزاز والترهيب غالبا ما تقوم بها خلايا مسلحي داعش، وأفاد، بأن تنظيم داعش الارهابي لم يعد يمتلك تلك القوة التي كان يتمتع بها في ذروة مراحله عام 2013 و2014 عندما اجتاح مناطق واسعة من العراق وسوريا.

وتحدث التقرير، عن “مجاميع صغيرة في الوقت الحالي، تشن هجمات كر وفر متقطعة تستهدف فيها بنى تحتية وقوات امنية وتبتز وتقتل مدنيين”.

واكد أن عناصره لا يستطيعون مسك الأرض لأكثر من عشر دقائق، وأن نشاطهم يقتصر على التسلل من كهوفهم لطلب الطعام والابتزاز.

ولفت، إلى أن مسلحي داعش كانوا قد أقدموا على اقتحام سجن الحسكة في سوريا في كانون الثاني، وبعد ذلك بيوم شن التنظيم هجوماً مميتاً على قوة امنية عراقية، مشدداً على أن هذه الاحداث تثير مخاوف من انها قد تكون بوادر لظهور التهديد من جديد.

ويسترسل التقرير، أن هجوم مسلحي التنظيم على مجمع السجن في سوريا كان هو الأكبر منذ اعلان هزيمته وفقدانه آخر معقل له في سوريا عام 2019.

وبحسب التقرير، فأن الباحث مايكل نايتس، المتخصص بالشأن الأمني والعسكري للعراق ومنطقة الشرق الأوسط من معهد واشنطن للدراسات يجد أن تنظيم داعش يمر بأضعف مراحله في العراق.

وقال نايتس، إن هجمات داعش في الوقت الحالي، تتميز بأدنى مستوياتها في العراق، لا يقتصر ذلك على عدد الهجمات فقط بل ما يتعلق بحجمها وتأثيرها.

وأردف التقرير، أن نايتس، الذي شارك بإعداد دراسة عن مدى حجم وتأثير هجمات المجاميع الإرهابية، قال ان ذلك ناجم عن الضغط الذي تمارسه قوات مكافحة الإرهاب على التنظيم بالإضافة الى مقتل قياديي داعش وانتشار القوات الأمنية العراقية في المناطق الريفية النائية.

وذكر التقرير، أن مجاميع وخلايا التنظيم ما تزال قادرة على شن هجمات مميتة في مناطق نائية منذ مقتل زعيم تنظيم داعش السابق أبو إبراهيم القريشي، في شباط عندما فجر نفسه اثناء غارة لقوات خاصة أميركية على مخبئه شمال شرقي سوريا والاعلان عن خليفته الذي لا يعرف عنه الكثير.

اضف تعليق