قالت الباحثة في مركز بوركل للعلاقات الدولية بجامعة كاليفورنيا بمقال في مجلة "فورين بوليسي"، أن التعاون الإقليمي لم يؤد إلى سلام في مؤتمر مدريد عام 1991 ولن يؤدي إليه اليوم.

وذكرت داليا داسا كاي أن الرئيس الأميركي جورج بوش الأب، عقب انتصاره في العراق عام 1991، سعى إلى ترجمة الهيمنة الأميركية العالمية إلى عائد سلام، معلنا أن "الوقت قد حان لوضع حد للصراع العربي الإسرائيلي". ولكن بعد 30 عاما لا يزال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بعيدًا عن الحل كما كان دائمًا. ولسوء الحظ، لا يزال هناك صدى لدرس رئيسي، ألا وهو أن الارتباط الدبلوماسي والاقتصادي الإقليمي مع إسرائيل لم يعزز السلام الإسرائيلي الفلسطيني.

وترى كاي أنه على الرغم من أن التعاون الإقليمي -بما في ذلك اتفاقيات التطبيع الأخيرة بين إسرائيل والدول العربية- له فوائده الخاصة، فإنه لم ييسر السلام في ذلك الوقت، وليس هناك ما يشير إلى أنه سيفعل ذلك الآن.

وأضافت أن دوافع هذه الاتفاقيات الإقليمية لا علاقة لها بالفلسطينيين، وتتعلق بالأعمال والتجارة والسياحة ومشاركة الاستخبارات والتقنيات المتقدمة. كما أن استمرار النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في عمق الضفة الغربية، حتى بعد استبدال نتنياهو واختيار حكومة ائتلافية واسعة، يزيل أي ادعاء باق بأن التطبيع كان يهدف إلى تعزيز السلام مع الفلسطينيين.

وتابعت الباحثة أن تاريخ الثلاثين عاما الماضية يعلمنا أنه من غير المرجح أن تنجح محاولات الربط بين صنع السلام على الصعيدين الإقليمي والثنائي. فهي تطلب القليل جدا من إسرائيل بشأن القضايا الجوهرية في قلب الصراع. وهناك القليل من الأدلة على استخدام الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل وسيلةَ ضغط للحصول على تنازلات بنجاح بشأن قضايا رئيسية مثل المطالبات الفلسطينية في القدس الشرقية أو وقف الاستيطان الإسرائيلي، ناهيك عن التسوية الإقليمية.

استمرار النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في عمق الضفة الغربية، حتى بعد استبدال نتنياهو واختيار حكومة ائتلافية واسعة، يزيل أي ادعاء باق بأن التطبيع كان يهدف لتعزيز السلام مع الفلسطينيين

ونبهت كاي إلى أنه يجب على صانعي السياسة ألا يخدعوا أنفسهم بأن التطبيع بين الدول، التي لم يكن معظمها في حالة حرب قط، أو "تقليص" الصراع الفلسطيني من خلال التنمية الاقتصادية يمكن أن يحلا مكان حل الصراع بين الخصمين الرئيسيين: الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأضافت أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لم يكن يدور حول الاقتصاد. وفي انتظار أن تُحل القضايا الأساسية بشأن الطريقة التي يستطيع بها شعبان أن يعيشا على أرض واحدة بكرامة وأمن ومساواة، فإن الدبلوماسيين لا يتعاملون مع جوهر النزاع.

وخلصت إلى أن الوقت قد حان للتخلي عن فكرة أن الصفقات الإقليمية يمكن أن تدفع صفقة سلام إسرائيلي فلسطيني. وكما تعلّم العالم من السنوات التي تلت مؤتمر مدريد، فإن الإسرائيليين والفلسطينيين هم وحدهم الذين يستطيعون أن يفعلوا ذلك.

المصدر : فورين بوليسي

اضف تعليق