اعتاد المواطن العراقي زياد قادر على زيارة قبرهُ في المقبرة العامة في محافظة كركوك منذ 31 عاما،قد تستغرب كيف يكون لقادر قبرا وهو مازال على قيد الحياة.

قد تبدو حالة غريبة للوهلة الاولى ،لكنها كثيرا ما تكررت على مسامع العراقيين أبان الحرب العراقية الايرانية.

حين وصل جثمان شهيد الى عائلة زياد قادر والتي قامت بدفنه في المقبرة العامة في قبر يحمل أسم زياد قادر الذي قتل في عام 1982 إثناء المعركة، وكان حينئذ لم يمض إلا 5 أشهر على ولادة مولوده البكر.

وبعد مضي 8 سنوات حدثت مفاجئة، حين كشف عن أن زياد قادر أسير لدى إيران وما زال على قيد الحياة، وأن العظام التي دُفنت لم تكُ له وإنما لجندي آخر.

وعاد الأسير العراقي إلى أهله عام 1990 بعد أن أمضى 8 سنوات في الأسر، ولكنّه بقي يزور قبره الذي ما زال يحمل اسمه وتاريخ وفاته، ويقرأ سورة الفاتحة عنده.

ماالسبب الذي يدفع قادر على استمرار زيارته لهذا القبر الذي يحمل اسمه كل هذه السنين؟، قد يكون حزنا على العظام البالية التي حملت أسمه وسجل مفقودا لدى أهله وذويه ومحبيه.

وأستذكرت شيرين أحمد (58 عامًا) زوجة الأسير السابق معاناتها في تلك السنوات مع الملابس السوداء التي ارتدتها حزنا عليه، وحالة الفقر التي عاشتها مع ابنها الوحيد آنذاك، إلا أنها تستذكر أيضا لحظات الفرح بعد علمها أن زوجها ما زال على قيد الحياة، وكيف خلعت السواد وارتدت اللون الأحمر، وكيف أقيمت له مراسم خاصة تخللتها الدبكات والهلاهل العراقية بحضور ومشاركة الأهل والأصدقاء والأقارب، وهي الآن أم لـ4 أبناء.

الجزيرة نت

اضف تعليق