تجري أجهزة المخابرات المصرية محادثات مع طهران وراء الكواليس بشأن حماية المصالح المصرية في العراق، وفق ما كشفته مجلة استخباراتية.

وكانت وزيرة التجارة المصرية "نيفين جامع" قد أعلنت في 5 يوليو/تموز عن زيادة قدرها 36% في التجارة الثنائية بين مصر والعراق في عام 2020، فيما يعد إشارة أخرى على تعمق العلاقات بين البلدين.

أما وراء الكواليس، فإن المخابرات العامة المصرية تتفاوض بشأن كل خطوة مع طهران، وفق ما كشفته "انتلجنس أونلاين".

وأضافت المجلة الفرنسية أن رئيس المخابرات العامة المصرية "عباس كامل" حريص على ضمان ألا تتصادم طموحات مصر الدبلوماسية في العراق مع مصالح إيران الواسعة في البلاد.

وعشية زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى بغداد في 27 يونيو/حزيران للقاء رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، التقى مسؤولين في المخابرات العامة المصرية مع 6 مسؤولين رفيعي المستوى من وزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية في القاهرة، وفق ما كشفته "انتلجنس أونلاين".

وأضافت المجلة أن وفد وزارة الاستخبارات الإيرانية كان بقيادة رئيس مكتب رعایة المصالح الإيرانية في القاهرة، السفير "ناصر كنعاني".

وفي الاجتماع، أكد وفد كامل على أهمية سلامة الشركات المصرية في العراق، فيما يعد رسالة ضمنية إلى الحكومة الإيرانية لإبقاء وكلائها هناك بعيدًا عن المصالح المصرية.

وبحسب "إنتلجنس أونلاين"، تضمنت المناقشات أيضا المسائل المتعلقة بالملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، والهجمات ضد المواقع السعودية الاستراتيجية ووقف إطلاق النار في اليمن. وخلُص الوفدان إلى التوافق على الاجتماع بانتظام بالرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين.

وساطة علي مملوك

وتأتي المحادثات بين جهازي المخابرات العامة المصرية والاستخبارات الإيرانية (والتي بدأت في أعقاب حادث الناقلات في خليج عُمان في يونيو/حزيران 2019) برعاية علي مملوك مدير مكتب الأمن القومي في سوريا.

وكشفت المجلة الاستخباراتية أن مملوك بدأ عملية التقارب في عام 2018، حيث سافر إلى القاهرة مرتين لإقناع كامل بدخول محادثات مع إيران.

ووفقا لمصادر "إنتلجنس أونلاين"، فقد كانت آخر زيارة لـ"مملوك" إلى القاهرة في مايو/أيار من هذا العام، بعد فترة وجيزة من لقائه رئيس المخابرات التركية "هاكان فيدان" في موسكو.

كما التقى رئيس المخابرات العامة السعودية "خالد الحميدان" مسؤولين إيرانيين في بغداد في 9 أبريل/نيسان، وكذلك التقى “مملوك” في دمشق في 4 مايو/أيار.

وتحرص القاهرة على إطلاع حليفتها الرياض على تطورات علاقاتها مع طهران.

وكشفت المجلة الاستخباراتية أن "السيسي" أطلع ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، خلال لقائهما في شرم الشيخ في 11 يونيو/حزيران، على جوهر المحادثات مع مسؤولي المخابرات الإيرانية.

اضف تعليق