تداول مثقفون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة للشاعر العراقي الكبير مظفر النواب وهو بحالة صحية متردية وقد ضعف جسده، وتعبيرا عن حزنهم لما وصل إليه حاله ناشد هولاء، الحكومة العراقية لتقديم المساعدة والاهتمام بصحته بعد أن ساءت حالته.

والنواب يعاني من مرض الزهايمر حيث يعيش في وضع صحي ومعاشي سيئ حيث يفقد القدرة على المشي وتآكلت ذاكرته بسبب المرض. واضطرّ النواب إثر صحته الانتقال إلى بيروت بعد تعذر بقائه في سوريا نظراً لتردي الأوضاع الأمنية فيها.

النواب شاعر عراقي معاصر ومعارض سياسي بارز وناقد، تعرّض للملاحقة وسجن في العراق، عاش بعدها في عدة عواصم منها بيروت ودمشق ومدن أوربية اخرى. وينتمي إلى أسرة ثرية مهتمة بالفن والأدب، ولكن والده تعرض إلى هزة مالية أفقدته ثروته. ولد مظفر عبد المجيد النواب في بغداد عام 1934.

اكمل دراسته الجامعية في كلية الآداب ببغداد.. وبعد انهيار النظام الملكي في العراق عام 1958 تم تعيينه مفتشاً فنياً بوزارة التربية في بغداد. في عام 1963 اضطر لمغادرة العراق، بعد اشتداد التنافس بين القوميين والشيوعيين الذين تعرضوا إلى الملاحقة والمراقبة الشديدة من قبل النظام الحاكم، فكان هروبه إلى الأهواز عن طريق البصرة، إلا ان المخابرات الإيرانية في تلك الأيام ألقت القبض عليه وهو في طريقه إلى روسيا وسلمته إلى الأمن السياسي العراقي، فحكمت عليه المحكمة العسكرية هناك بالإعدام، إلا ان المساعي الحميدة التي بذلها أهله وأقاربه أدت إلى تخفيف الحكم القضائي إلى السجن المؤبد.. وفي سجنه الصحراوي الشهير "نقرة السلمان" القريب من الحدود السعودية - العراقية، أمضى وراء القضبان مدة من الزمن ثم نقل إلى سجن (الحلة) الواقع جنوب بغداد.

في هذا السجن قام مظفر النواب ومجموعة من السجناء بحفر نفق من الزنزانة يؤدي إلى خارج أسوار السجن، وبعد هروبه المثير من السجن توارى عن الأنظار في بغداد، وظل مختفياً فيها ثم توجه إلى الجنوب (الأهوار)، وعاش مع الفلاحين والبسطاء حوالي سنة.. وفي عام 1969 صدر عفو عن المعارضين فرجع إلى سلك التعليم مرة ثانية.. غادر بغداد إلى بيروت في البداية، ومن ثم إلى دمشق، وراح ينتقل بين العواصم العربية والأوروبية، واستقر به المقام أخيراً في دمشق. وقد عاد للعراق في 2011 ومن قصائده، "القدس عروس عروبتنا" ،"قمم قمم"، "اصرخ"، "البراءة"،"سوف نبكي غدا"،"أيام العشق"، "رحيل" وغيرها.

 

اضف تعليق