كربلاء / عدي الحاج

ناقش مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث ضمن ملتقى النبأ الإسبوعي الذي تستضيفه مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام في كربلاء المقدسة، الورقة النقاشية الموسومة (التسامح في المجتمع العربي من إمكانية التنظير الى إشكالية التفعيل) للباحث في المركز، التدريسي محمّد الصافي، بحضور عدد من مدراء مراكز الدراسات والبحوث وأكاديميين وناشطين وصحفيين ومهتمّين بالشأن العربي.

وقال الصافي، لمراسل وكالة النبأ للأخبار، أنّ "التسامح يعني الإحترام والقبول والتقدير للتنوّع الثري لثقافات عالمنا ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية لدينا، وجاء في المعجم الفلسفي لـ (ألاند) أن: التسامح هو طريقة تصرّف شخص يتحمّل بلا إعتراض أذى مألوف يمس حقوقه بينما في إمكانه رد الأذى، وهو كذلك إستعداد عقلي أو قاعدة مسلكية قوامها ترك حرّية التعبير عن الرأي لكل فرد حتى وإن كنّا لا نُشاطره الرأي".

وأضاف "هناك عدّة دلالات للتسامح أهمها: الدلالة الأخلاقية وهو التحلّي بالحلم والكياسة في السلوك والإمتناع عن إستعمال كل الوسائل العنيفة التي تُسبّب الضرر للآخر مثل العنف المادي والقدح والذم، وهناك الدلالة الدينية وهي تساهل أهل الفرقة مع الفرق الأخرى والإيمان بحرّية المُعتقد وإحترام الديانات الأخرى، وأيضاً هناك الدلالة السياسية وهي المشاركة في إبرام العقد الإجتماعي والإلتزام ببنوده والإحتكام الى مبدأ الإنصاف الذي يحل محل التطبيق الصارم لمبدأ العدالة، وهناك الدلالة الفكرية وهي التسامح أي قبول الرأي المُخالف والدفاع عن الفكر الحر والعمل على تقديم الأفكار دون فرضها بالقوة".

وأشار الصافي، الى أنّه "جاء في إعلان المبادئ بشأن التسامح الذي إعتمده المؤتمر العام لليونسكو بدورته الثامنة والعشرين في باريس بتاريخ 16 نوفمبر 1995، إنّ التسامح لا يعني المساواة أو التنازل أو التساهل بل يعني قبل كل شيء إتّخاذ موقف إيجابي فيه إقرار بحق الآخرين في التمتّع بحقوق الإنسان وحرّياته الأساسية المُعترف بها عالمياً".

وأوضح أنّ "مفردة التسامح لم تأخذ الحضور الموسّع ضمن الأدبيات الدينية ولكنّها إنضوت تحت مفردات متعدّدة منها (الرفق، إحمل أخاك سبعين محملاً، خير ما في الدين أن تلقى أخاك بوجه طليق، إدفع بالتي هي أحسن، وكأنّ الذي بينك وبينه عداوة كأنّه ولي حميم)، لذا يظهر لدينا ممّا سبق نص إسلامي يُمارس دفعاً معنوياً وأخلاقياً من أجل ممارسة القبول والتسامح يستند الى شعار الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام): الناس إثنان أمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق".

اضف تعليق