ارتفاع غير مسبوق في أسعار بيض المائدة تشهده الأسواق المحلية العراقية، دونما سابق إنذار، اذ ارتفع سعر طبقة البيض الواحدة من (2500_7500) ألف دينار أي بما يعادل ضعفي سعرها السابق، الأمر الذي واجه برفض شعبي.

نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا حملة مقاطعة حملت عنوان #قاطعوهم احتجاجاً على ارتفاع أسعارها، فيما بررت وزارة التجارة ذلك الارتفاع بجشع التجار المسيطرين على السوق والمنتجين المحليين، بعد إعلان العراق الاكتفاء الذاتي لمادة بيض المائدة، والاعتماد على الإنتاج المحلي وإيقاف الاستيراد.

وأعلنت وزارة الزراعة الأسبوع الماضي عن حصول الاكتفاء الذاتي لمادة البيض في العراق مؤكدة في ، إنها "شهدت تحقيق قفزة نوعية بإنتاج بيض المائدة".

وأشار البيان: إلى وجود خطة وضعتها الوزارة للتحكم بدخول المنتج المستورد للبلاد، ما سيحقق الاكتفاء الذاتي بمنتج بيض المائدة المحلي.

 سيطرة التجار

حميد النايف المتحدث بأسم وزارة الزراعة اعتبر أن ما شهدت الأسواق المحلية من ارتفاع بأسعار بيض المائدة خطة منظمة تحاول تقويض الإنتاج المحلي واستغلال متعمد من اصحاب الدواجن ومنتجي البيض المحلي.

وأضاف ان "الوزارة ماضية بإيقاف استيراد  البيض الأجنبي، والاعتماد بشكل تام على الإنتاج المحلي"، لافتا إلى أن "الوزارة لديها تنسيق مع الجهات الأمنية وحماية الحدود والمنافذ الحدودية بمنع دخول البيض المستورد".

في هذا السياق أعلنت السلطة الكمركية في مركز كمرك سفوان الحدودي في محافظة البصرة عن احباطها لمحاولة تهريب اكثر من (١٥٠٠) كارتون بيض مائدة محملة داخل ثلاث برادات تم أخفائها خلف منتجات غذائية في محاولة لتهريبها خلافا للضوابط والتعليمات النافذة.

جهات متنفذة

الخبير الاقتصادي صالح الهماش أعتبر ارتفاع أسعار البيض مع إعلان وزارة الزراعة اكتفاء البلاد من هذه المادة خطة تستهدف الإنتاج المحلي العراقي واستقرار الأسعار محكوم بحجم الاستيراد عبر جهات منتفذه داخل العراق وذات تنسيق وتعاون خارجي لدول اقليمة تعتبر العراق من أول وأفضل مستورديها".

وأضاف أن "ارتفاع الأسعار جاء بعد حظر وزارة الزراعة استيراد البيض الأجنبي، والاعتماد على الإنتاج المحلي، مما دفع بعض التجار لرفع أسعاره حتى بلغ ضعفين عن سعره الحقيقي".

تطبيق القوانين اجبارياً

وطالب الهماش الجهات المسؤولة في وزارة الزراعة والأمانة العامة لمجلس الوزراء بأحكام سيطرتها على السوق بدل تركها تحت تصرف التجار الذين يكسب غالبيتهم إرباحهم على حساب المواطن، داعياً وزارة الزراعة الى دعم الإنتاج المحلي ولو بالقوة في السوق، وتفعيل قانون توحيد الأسعار والسيطرة على السوق وحماية الإنتاج المحلي.

 من جهته طرح المحلل الاقتصادي عبد الله الربيعي جملة من المقترحات للحد من تضخم الأسعار للمنتجات المحلية تتمثل بتشكيل لجنة مختصة بتقييم المنتجات تحت ضوابط محددة حسب التعليمات التي تطرحها اللجنة المحافظة على الجودة العالية والسيطرة النوعية.

وقال الربيعي ان "من البدائل التي تحتاجها عملية دعم الإنتاج المحلي هو عدم استيراد المواد الأولية من دول الجوار التي ستقدم أسوء الخدمات من أجل العودة إلى التصدير بشكل أكبر وأقوى".

وأكد الربيعي على ضرورة "إلزام أصحاب الدواجن والقائمين على الثروة الحيوانية بإتباع الشروط والأحكام التي تنص عليها اللجنة، وبعكس ذلك سيعرض المخالف لغرامة مالية كبيرة وقد تؤدي إلى السجن والتشهير على القنوات الفضائية".

نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا حملة لمقاطعة البيض احتجاجا على ارتفاع أسعاره جاءت تحت عنوان #أرجوك لا تشتري البيض.

محمد طارق مدون وناشط مدني دعا عبر حملة المقاطعة إلي السعي الحقيقي للمقاطعة الشعبية لإجبار التجار على تخفيض الأسعار، وطالب الحكومة بالتدخل وإسناد حملة المقاطعة ذاكر حادثة لارتفاع أسعار البيض في الأرجنتين وكيف أن المقاطعة الجماهيرية مع التدخل الحكومي أدت إلى إخضاع التجار لإعادة استقرار أسعار هذا المنتج مع تقديم الاعتذار للشعب.

ناشط آخر دعا للمقاطعة الجماهيرية مع فتح الاستيراد، كنوع من أنواع الدروس التوبيخية لمنتجي بيض المائدة المحليين والذي استغلوا وقف الاستيراد برفع الأسعار ضد المواطن".

سوء تخطيط حكومي

مدون أخر وهو أستاذ جامعي في كلية الإدارة والاقتصاد علق بالقول ان "مشكلة العراق تكمن في كونه بلد بلا تخطيط"، لافتا إلى دعمه لزيادة وتشجيع الإنتاج الوطني، لكن دون الاستغلال.

وأضاف "منع استيراد البيض قرار يبدوا خاطئ لأن الإنتاج المحلي لا يغطي حاجة السوق وفق نظام العرض والطلب، والسبب في ذلك سوء الخطط الحكومية في السيطرة على السوق".

اضف تعليق