تلعب مراكز الأبحاث والدراسات في معظم دول العالم، دورا هاما في وضع السياسة العامة للدولة في مختلف المجالات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والتعليمية ، ولها أدوار واضحة تعمل عليها في كل المجلات المتخصصة فيها في رسم الملامح الاساسية لمرحلة ما.

 

يقول الكاتب الصحفي علي الطالقاني إن "مراكز الأبحاث سلة غذاء غنية أمام مطحنة السياسة التي لاتذر". منوها "متى يشعر صاحب القرار في العراق بأن مراكز الأبحاث المتخصصة برسم السياسات العامة بأنها عنصراً راسخاً يصنع القرار في المشهد السياسي؟ ومتى نرى ان البرلماني أو الوزير أو المسؤول يستعين بشهادات الخبراء، بشرط ان لا تضعف قيمة المعرفة التي ينتجها من يعمل بشكل مستقل بمعنى ان الكثير من هذه المراكز تم "مأسستها" وتعمل وفق سياقات مؤسسة معينة.

 

ويشير الكاتب في حديثه لوكالة النبأ للأخبار"نحن امام تحديات كبيرة ينبغي ان تأخذ مراكز الابحاث دورها في عدة قضايا عراقية مرتبطة دوليا وتحديات قراءة الساحة السياسية فلو ادرجنا هذه التحديات التي تحتاج قراءة كافية فان تداعيات الانتخابات العراقية وتشكيل الحكومة من الاولويات لاننا امام اختبار سياسي ازاء العلاقات مع كل من ايران وامريكا حيث تشعر هذه الدول بان الفرص متساوية في ان يخرج العراق من قبضة احداهما على المستوى القريب".

ويبين الطالقاني في حديث لوكالة النبأ للأخبار، أن "المؤشرات الاستراتيجية والبعيدة تقول بأن واشنطن تتجه للسيطرة بشكل أكبر لعدة اسباب منها تحالفاتها مع بعض الجهات الشيعية والسنية اضافة الى الاكراد يضاف الى ذلك سياستها الناعمة".

 

ويتابع الكاتب حديثه قائلا: "المؤشرات عديدة لكلا الفرصتين فان فرصة ايران تتمثل في تحالف يخرج منه كتلتي سائرون والنصر اضافة الى ان ايران تتحرك في جميع الاتجاهات من اجل تفادي خسارتها في العراق لان واشنطن بدأت تقيد اذرع ايران من خلال تحجيم قدراتها السياسية والعسكرية وافساح المجال أمام قوى سياسية عراقية تصل الى الحكم".

 

الى ذلك أشار الكاتب إلى التحديات التي تواجه التحالفات المستقبلية وبما يخص النفوذ الايراني وأثره في الشأن الداخلي، حيث يقول "التحدي الاخر الذي ظهر مؤخرا، عن انباء تتحدث عن مواجهة ايرانية مع السيد مقتدى الصدر في العراق بعد اكتساح قائمته الساحة، حيث لاتوجد مؤشرات حقيقية على ان الصدر سيواجه نفوذ ايران في العراق كما يروج له من خلال بعض وسائل الاعلام ومايدور من حديث حول ذلك انما هو اعلام موجه الغاية منه خلق صراع جماهيري، ومن أجل احراج الصدر للانجرار خلف صراع جديد ومع كتل سياسية لها علاقات قوية مع ايران.

 

ويرى الكاتب ان "بعض النخب وشريحة عراقية تعتقد ان الصدر وضع يده مع السعوديين من اجل ضرب المصالح الايرانية، فيما الصدر لايمتلك علاقات مع الامريكان كما مع السعودية لاسباب عقائدية اما داخليا فهو لايعول الا على اتباعه"، مستخلصا حديثه ان "الصدر يفهم اللعبة جيدا".

 

 

يقول الطالقاني إن "بعد ظهور نتائج الانتخابات يوم بعد آخر تفقد القوى السياسية العراقية قدرتها على فهم وتشكيل بيئة مناسبة لبناء عملية سياسية ناجحة، محاولات مستمرة تأتي لملء الفراغات التي تركتها تلك القوى من خلال الخطابات والصراعات الدولية.

 

ويضيف "انها لازالت تبتعد عن الشراكة المثالية مما سيمكن الخصوم من التدخل بشكل أكبر، بحيث سيطغي الخوف من الاخر كلما تباعدت المصالح المشتركة وخصوصا خلال تشكيل الحكومة". مشددا "المطلوب انهاء الشراكات السيئة والاستفادة من الماضي ويمكن لبلد مثل العراق ان يتكيف مع تحسين الأوضاع نتيجة للمآسي التي مر بها وتلافي تعريض النسيج الاجتماعي للخطر".

 

ويؤكد الكاتب في ختام حديثه بقوله أن "السياسي العراقي لم يستثمر الازمات لمصلحة شعبه وسبب ذلك لانه "لم يمتلك مشروع بناء دولة" فعلى سبيل المثال لو اخذنا تجربة قطر واستثمارها للازمة بينها وبين السعودية حيث اعتمدت على التعامل مع المصالح الأمريكية والاقتصادية بشكل ذكي".موضحا "فبعد مجيء ترمب اتجهت بوصلة واشنطن نحو المصالح المالية بشكل ملفت للنظر فعندما شنت السعودية هجوما سياسيا واعلاميا واقتصاديا على قطر، تعاملت الدوحة بحكمة عالية واعتمدت مبدأ دع عملك يتحدث". مشيرا أن قطر "جلبت الاستثمارات الامريكية واستطاعت ان توقف السعودية عند حدود معينة وتمكنت أن ترعى الخدمات المالية والمصرفية، بعد مواجهتها اشرس حملة مقاطعة من قبل اربع دول. انتهى/ ع

اضف تعليق