يقول المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله):

 

إنّ قضيّة عاشوراء ستبقى إلى يوم القيامة وسيُمتحن فيها الملايين من البشر. والامتحان بقضية عاشوراء ليس اليوم فقط أو في عاشوراء عام 61هـ وإنّما كان من قبل. فقد امتُحن نبيّ الله نوح وإبراهيم الخليل عليهما السلام.

 

وكذلك نحن جميعاً نُمتحن، ولذلك لابدّ أن نحذر ونحتاط فلا نسيء إلى شيء من قضايا الإمام الحسين صلوات الله عليه، فإنّ الله تعالى يعفو عن معصية العبد بحقّه أسرع من عفوه عن التقصير في حقّ الإمام سيّد الشهداء صلوات الله عليه، وهذا نظير ما في الرواية أنّ الله تعالى ينظر إلى زوّار قبر أبي عبد الله يوم عرفة قبل أن ينظر إلى زوّار بيته الحرام.

 

انظروا لما يحدث اليوم من قتل وتفجير الزوّار القاصدين زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه، فهل سيمتنع بسببه الزوّار من المجيء ثانية إلى مرقد الإمام سيّد الشهداء صلوات الله عليه؟ وهل تصوّر الأعداء أنّ أفعالهم ستعيق الناس عن زيارته سلام الله عليه؟

 

لقد التقيت بالعديد من المظلومين في العراق، فكان بعضهم يقول: فقدتُ أولادي الخمسة ولا أعلم عن مصيرهم شيئاً، وغير ذلك من قتل الشباب وانتهاك الأعراض والتجرّي على العلماء، ومع كلّ ذلك لم يتراجع الموالون عن قضيّة الإمام سيّد الشهداء صلوات الله عليه ولن يتراجعوا إلى يوم القيامة.

 

إنّه لمن سعادة المرء أن يقيم مجلساً للإمام الحسين صلوات الله عليه وإن لم يحضره إلاّ القليل ولم يقدّم فيه إلاّ اليسير، فهو عند الله عظيم، فضلاً عن دفعه لبلاء الدنيا والآخرة.

 

أمّا الذين لم يُوفَّقوا لذلك فليصمّموا من اليوم أن يقيموا في بيوتهم مجالسه سلام الله عليه.

 

 

 

اضف تعليق