بغداد-أسامة مهدي

 

لطالما حذرت وزارة الصحة من قلة التخصيصات المالية التي ستؤثر على مفاصل مهمة في القطاع الصحي والتي كان اخرها مستشفى الأورام السرطانية في مدينة الطب التي كانت خالية ومنذ مدة من ادوية العلاج الكيمياوي الخاص بعلاج الامراض السرطانية وتحدث عدد من المرضى عن ازمة حقيقية بعد تأخر تلقي العلاج لقرابة الأربعة اشهر .

 

ستار عبد الحمزة ، والذي كان يبحث عن الدواء في الصيدليات القريبة من مدينة الطب في منطقة باب المعظم نتيجة عدم توفره في المستشفيات الحكومية حيث قال لمراسل وكالة (النبأ) للأخبار ان" المستشفى لا يوجد فيها علاجات كمياوية لذلك ابحث عنه خارج المستشفيات الحكومية عسى ولعل ان اجده بسعر مناسب لكون حالتي المادية ضعيفة ولا استطيع ان ادفع ثمنه الباهض ، فيما اشارت الى حدوث العديد من حالات الوفاة نتيجة عدم توفر العلاج بصورة مستمرة وانقطاعه لفترات طويلة .

 

وبين بأنه" أصيب بهذا المرض في منطقة الرئتين منذ قرابة سنتين ، وأشار الى انه، قام ببيع منزله وكل ما يملك من اجل ان يوفر سعر العلاج الى انه وصل الى حد الإفلاس نتيجة الجرعات المتواصلة التي قام بأخذها خلال السنوات السابقة .

 

المواطنة (ام علي) ، تعاني من ورم خبيث في منطقة الصدر حيث قامت بإجراء عملية لها لإزالة هذا الورم بعد ذلك قال لها الطبيب المعالج بضرورة استخدام جرعات من العلاج الكيميائي لغرض القضاء على هذا المرض الخبيث ، ولكنها تفاجئت بعدم وجود الدواء وتوفره في المستشفى وهذا مما أضطرها للجوء الى العيادات الاهلية في شارع السعدون والحارثية لتلقي العلاج الكيميائي بمبلغ يصل الى اكثر من نصف مليون دينار للجرعة الواحدة .

 

علي هاشم ، وهو منتسب في الشرطة الاتحادية ، التقينا به قرب مدينة الطب في منطقة باب المعظم وتحدث لنا" قائلا بأن والدي قد أجريت له عملية استئصال في هذه المدينة وبعد ان ازالوا منه الورم الخبيث قال لنا الدكتور المعالج بضرورة حاجته الى علاج كيميائي وعدم توفره داخل المستشفى ، فيما اكد ، لنا بانه اشترى الجرعة من السوق السوداء بمبلغ700$ .

 

وأوضح بانه" هو المعيل الوحيد لعائلته فاضطر الى ان يشتري كل ثلاثة اشهر جرعة واحدة لكي يستطيع ان اوفر مبلغ الجرعة خلال هذه الفترة .

 

وتابع إنني" املك راتب شهري استطيع ان اوفر منه مبلغ من المال ، فيما لفت الى ان" الذي لا يوجد لديه مورد مالي ثابت الى اين يذهب (اله الله) بحسب تعبيره .

 

وكانت وزارة الصحة قد وجهت في وقت سابق عدة نداءات الى الحكومة لصرف مبالغ مالية كافية لتوفير العلاج الخاص بالامراض السرطانية والمزمنة، فيما يخشى مراجعوا الامراض المزمنة أيضا من وضع مشابه لمرضى السرطان .

 

ومن جانبها أكدت مؤسسات طبية في بغداد ارتفاع اعداد مرضى السرطان بشكل مخيف في العام الماضي وبداية هذا العام ، وفي الوقت نفسه طالب مواطنون بإغلاق مستشفى الأورام السرطانية في مدينة الطب وكل المستشفيات الحكومية الأخرى المسؤولة عن علاج هذا المرض بعد الفشل الذريع في احتواء هذه الاعداد .انتهى/س

اضف تعليق