خبراء أقتصاديون، اليوم الاحد، منتجي النفط من احتمالات هبوط الاسعار، بسبب الصدع داخل منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك.

وأوضح الخبير الاستراتيجي جوليان لي في تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء، أنه "عندما فشل تحالف أوبك بلس، الذي يضم 23 دولة، في التوصل إلى اتفاق في وقت سابق من هذا الشهر لزيادة الإنتاج، كانت السوق قلقة من أن العالم سيعاني نقصا في إمدادات النفط".

وقال جوليان لي، إن "السعودية وروسيا أكبر منتجيْن بالتحالف، وضعا خطة لزيادة إنتاج أوبك بلس بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر حتى نهاية العام، وربما لفترة أطول. كما أرادا تمديد اتفاقية الإنتاج حتى نهاية عام 2022، بدلا من ترك أجلها ينتهي في نهاية نيسان/أبريل.

وأضاف، أن "الجزء الأول بدا سهلا. واتفقت دول أوبك الـ 13 وحلفاؤها على الحاجة لضخ مزيد من النفط لتلبية الطلب المتزايد مع تعافي العالم من جائحة كورونا.

إلا أن الجميع لم يؤيدوا تمديد الاتفاق، على الأقل ليس في شكله الحالي.

ورفضت دولة الإمارات التمديد إذا لم يقم التحالف بتعديل نقطة الأساس المرجعية لحصص الإنتاج، والتي يتم بناء عليها احتساب معدلات الإنتاج التالية، حيث أنها تعتبرها منخفضة بشكل غير عادل. وهو ما ترفضه السعودية.

وحمّلت السعودية الإمارات المسؤولية عن عرقلة التوصل لاتفاق لزيادة إمدادات النفط للسوق خلال الأشهر القادمة. ومع تعالي أخبار الفشل ارتفعت أسعار النفط. وارتفع خام غرب تكساس الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ عام 2014 .

و يقول جوليان لي، إنه "كان من المفترض أن تظل الأسعار في ارتفاع حاد، إلا أن فشل أوبك بلس تسبب في فراغ ملأته تكهنات متشائمة. ففي اليوم التالي لبلوغ خام غرب تكساس أعلى مستوى له في ستة أعوام ونصف العام، تراجعت الأسعار بستة دولارات للبرميل.

ومع عدم تحديد موعد لاجتماع التحالف القادم، تظل الاتفاقية الحالية قائمة، ما يعني عدم زيادة الإنتاج حتى أيار/مايو .2022

ولكن لا أحد يرى هذا أمرا يمكن تصديقه. فحتى إذا لم تنسحب الإمارات من منظمة أوبك أو تشرع في زيادة الإنتاج -وكانت قد أعلنت أنها لن تفعل أيا من الأمرين، على الأقل حتى الآن فمن غير المرجح أن يلتزم المنتجون الآخرون بأهداف إنتاجهم عندما يحتاج العملاء بوضوح إلى المزيد من إنتاجهم.

ولا يريد أي من المنتجين العودة إلى الإنتاج بلا حدود للجميع الذي أعقب التوترات في العلاقات في آذار/مارس .2020 إلا أنه من المحتمل أن يكرروا نفس الأمر.

ويحتاج التحالف حاليا إلى البقاء على نفس القدر من الذكاء الذي تمتع به خلال الفترة الماضية في زيادة الإنتاج بسرعة أكبر. فهناك خطر حقيقي من أن يحدث هذا بطريقة خارجة عن السيطرة إذا لم يتمكنوا من الاتفاق على حل وسط.

وحتى يتم التوصل إلى حل، سيتم التركيز مع أي قدر من البيانات ومع كل تصريح وزاري وكل ملاحظة يدلي بها محلل نفطي، وستتفاعل الأسواق مع أي مؤشر ولو كان ضئيلا.

واختتم جوليان لي تحليله بقوله، لا تتفاجأ إذا وجدت تويتر مليئا بالشائعات عن قرب نشوب حرب في الأسعار، فهذا ما يتسبب فيه الخلاف: إنه يخلق ظروفا خصبة لعدم اليقين والتكهنات…ولهذا السبب، فإن من مصلحة البلدين إيجاد أرضية مشتركة وأن تكون لهما رسالة واحدة. وكلما استغرق هذا وقتا أطول، كلما زادت مخاطر السوق".

اضف تعليق