نيودلهي (أ ف ب) - تقول بطلة الهند في رياضة البادمنتن ساينا نوال المصنفة اولى عالميا راهنا ان الوصول الى قمة هذه الرياضة كان صعبا جدا في بلد ذكوري النزعة لطالما اهمل النساء الرياضيات.

وتعتبر البادمنتن من الرياضات المنتشرة في الهند الا ان الكريكت يشكل الرياضة الوطنية ويلقي بظلاله على الرياضات الاخرى مع مبالغ خيالية تدفع الى نجوم هذه اللعبة.

وتقول نوال على هامش بطولة الهند المفتوحة في نيودلهي التي توجت بطلة لها مساء الاحد متغلبة على التايلاندية راتشانوك إنتانون "من الصعب ممارسة اي رياضة اخرى في بلد مهووس بالكريكت، خصوصا للنساء".

وتتابع نوال التي ستصبح اول هندية تصنف اولى عالميا هذا الاسبوع قائلة "لكنني سعيدة لان العقليات تتطور ببطء. وبدأت الفتيات يعتبرن انه ان كان بامكان الذكور القيام بذلك، فهن يقدرن على ذلك ايضا".

ومع خسارة منتخب الهند للكريكت في نصف نهائي بطولة العالم الاسبوع الماضي في استراليا، سارعت وسائل الاعلام الهندية الى الاشادة بالشابة البالغة 25 عاما التي تغلبت على اصاباتها وسلسلة من الهزائم على يد الصينيات اللواتي يهيمن على اللعبة، معتبرة انها بطلة رياضية جديدة.

وهي تنضم بذلك الى مجموعة من النساء مثل الملاكمة ماري كوم ونجمة كرة المضرب سانيا ميرزا، نجحن في تدوين اسمائهن على الساحة العالمية وتفوقن على الرجال الذين لطالما حصلوا على حصة الاسد من الاهتمام والموارد المتاحة في البلاد.

ومع ان النساء يؤكدن انه يحظين باعتراف متزايد، الا انهن لا يزلن يكافحن من اجل تحصيل لقمة العيش من الرياضة في حين ان لاعبي الكريكت تلقوا الهدايا ومن بينها سيارات فاخرة ومبالغ نقدية عندما فازوا بكأس العالم الاخيرة في 2011.

ومع انطلاق دوري الكريكت الشهر المقبل ، سيحقق نجم الكريكت يوفراج سينغ 160 مليون روبية (2,6 مليون دولار).

وتقول هينا سيدو التي اصبحت العام الماضي اول هندية تصنف اولى عالميا في الرماية بالمسدس مع انها تراجعت الان الى المرتبة السادسة عشرة، "لا يمكن ان تشكل الرياضة مهنة في الهند الا في مجال الكريكت".

وتضيف سيدو "عندما بدأت قبل سبع او ثماني سنوات كان من الصعب جدا البروز" مشددة على ان المجتمع الهندي لا يزال لديه توقعات تقليدية من المرأة.

وتوضح لوكالة فرانس برس "الناس لا يتظاهرون امام بيتي مطالبين بان اتوقف عن ممارسة هذه الرياضة بل موقف المجتمع يؤثر على الاهل ويؤثر على الابناء".

ويؤكد الصحافي الرياضي بريم بانيكر ان العقليات التي تتغير ببطء، ادت الى بروز جيل من النساء الناجحات في المجالات الرياضية. ويوضح لوكالة فرانس برس "خلال العقد الاول من الالفية اصبح الاهل اكثر ميلا للسماح لبناتهن بممارسة نشاطات رياضية. ومع ازدياد الطلب ازداد توافر خدمات التدريب".

ويشدد على ان الامر لا يتعلق "بعامل واحد بل هو مؤشر الى تحول تدريجي في السلوك بمساعدة عوامل خارجية".

ويفيد خبراء ان رياضيات مثل نوال وميرزا شجعن فتيات اخريات على ممارسة الرياضة.

وقد انتج فيلم في بوليوود حول كوم التي تغلبت على الفقر المدقع ومعارضة والدها في البداية للفوز بالقابها ومن بينها ميدالية برونزية في الالعاب الاولمبية.

لكن غيتا فوغات التي كانت اول مصارعة هندية تتأهل الى الالعاب الاولمبية في العام 2012، تقول انها ورياضيات اخريات اضطررن الى تجاوز عوائق لا يواجهها الرجال بتاتا.

وتوضح فوغات (26 عاما) "عندما بدأت المصارعة واجهت عائلتي الكثير من الانتقادات من وجهاء المجتمع".

وتتابع قائلة "راح الناس يقولون انني ساجلب العار لعائلتي وان احدا لن يقدم على الزواج مني". فهي في بداياتها، كانت تتدرب مع رجال في شمال الهند بسبب غياب اي نساء مصارعات.

وتختم قائلة "قيل لي ان المصارعة رياضية ذكورية. لكني اثبت ان النساء يمكنهن ممارسة المصارعة والفوز بميداليات ايضا. لا يمكن تجاهل النساء بعد الان".

 

اضف تعليق