ارتفعت حدة الأزمة بين مارين لوبان رئيسة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف ووالدها جان ماري لوبان، مؤسس الحزب، على خلفية تصريحات الأخير الاستفزازية حول الماريشال بيتان و"غرف الغاز" خلال الحقبة النازية. وفي حين تسعى مارين لوبان إلى إبعاد والدها عن السياسة، اعتبر الأخير أن ابنته بصدد تدمير الحزب من الداخل.

مسلسل قصة بيت "آل لوبان" لا يزال مستمرا. فبعدما هددت مارين لوبان رئيسة حزب "الجبهة الوطنية" المتطرف والدها جان ماري لوبان، المؤسس والرئيس الشرفي لهذا الحزب، بإجراء تأديبي في حال رفض مغادرة الحزب نهائيا، رد الأخير الجمعة بقوة على ابنته واتهمها بمحاولة تفجير الحزب من الداخل.

وقال جان ماري لوبان، 86 سنة، "تصريحات السيدة لوبان أصابتني بنوع من الدهشة. لم أفهم بعد سبب هذه التصريحات والهدف المراد منها". وأضاف:" السيدة لوبان بإمكانها أن تتسبب في انفجار الحزب من الداخل. كان بإمكانها التفوق على المستويين السياسي والانتخابي، لكنها اصطنعت مشكلا كبيرا مع مؤسس "الجبهة الوطنية" والذي هو والدها".

من جهتها، وصفت ماريون ماريشال لوبان، وهي عضو في الجمعية الوطنية الفرنسية (الغرفة السفلى للبرلمان)، تصريحات جدها "بالاستفزازية".

وللتذكير فإن جان ماري لوبان قال الثلاثاء الماضي في مقابلة صحفية مع جريدة فرنسية متطرفة "ريفارول" إن " الماريشال بيتان (وهو قائد عسكري وسياسي تعامل مع النظام النازي بين 1939-1945) لم يكن خائنا تجاه فرنسا" و"إن مانويل فالس فرنسي منذ ثلاثين سنة أما هو (أي جان ماري لوبان) فهو فرنسي منذ ألف سنة".

وقد أثارت هذه التصريحات حرجا في الساحة السياسية الفرنسية خاصة داخل حزب "الجبهة الوطنية" المتطرف الذي يسعى منذ 2012 إلى تلميع صورته لدى الفرنسيين بهدف الوصول إلى الحكم.

لكن جان ماري لوبان بدا واثقا أن هناك "إستراتيجية جديدة لدى قيادة الحزب هدفها جعل حزب " الجبهة الوطنية" مثل باقي الأحزاب السياسية الفرنسية الأخرى وأن رئيسته مارين لوبان أصبحت هي الأخرى تخضع للنظام السياسي" رغم انتقادها له.

وقال جان ماري لوبان في هذا الصدد:" عندما ستغير مارين لوبان مواقفها السياسية، ستصبح مثل باقي السياسيين الفرنسيين، وبالتالي لن تمثل أي شيء ولا أحد".

وإلى ذلك، اتهم جان ماري لوبان الشاب فلوريان فيليبو، وهو نائب رئيس "الجبهة الوطنية" بالوقوف وراء هذه "الخدعة" السياسية، مشيرا أن هذا المسؤول غير متجذر في الجبهة الوطنية بل كان ينتمي في السابق إلى حزب آخر، كاشفا أيضا أن هناك مسؤولين ومستشارين سياسيين كثر يعملون مع مارين لوبان لكنهم جاءوا من أحزاب فرنسية أخرى وهذا يشكل ضعفا كبيرا بالنسبة لحزب "الجبهة الوطنية".

وإذا كان جان ماري لوبان قد تحول إلى عائق سياسي بالنسبة لابنته مارين، فهو لا يزال بالمقابل يحظى بشعبية كبيرة لدى المناضلين، خاصة أولئك الذين يعيشون في منطقة جنوب شرق فرنسا حيث لديه عدة أصدقاء حتى في وسط المسؤولين الحاليين في الحزب ومن بينهم زوج ابنته لوي آليو النائب الثاني لرئيس الحزب.

وكان آليو اعترف بالعمل الجبار الذي قام به جان ماري لوبان طيلة سنوات من أجل جعل حزب "الجبهة الوطنية" حزبا سياسيا ووطنيا إضافة إلى ما قدمه من تضحيات سياسية وشخصية من أجل وطنه فرنسا" حسب تعبيره.

وبينما يتساءل متتبعو الشؤون الفرنسية عما إذا كانت البنت (مارين لوبان) تخطط لقتل والدها سياسيا، يحاول لوي آليو إخماد النار التي يمكن أن تحرق بيت "آل لوبان" فجان ماري لوبان، حسب صهره" رجل سياسي فوضوي، لا سيد له في السياسة، لقد أثبت من خلال مشواره السياسي الطويل أنه رجل حر ومستقل".

اضف تعليق