(أ ف ب) - خصصت صحيفة لوموند الفرنسية اليوم الثلاثاء، حيزا هاما للأوضاع التي تشهدها كينيا، حيث كشفت عن تفاصيل جديدة وهامة عن "حركة الشباب الإسلامية" الصومالية التي نفذت هجوما داميا ضد جامعة "غاريسا". الورقة التالية تكشف لنا نشأة هذه الحركة السلفية ومن هو قائدها وما هي أهدافها.

بعد الهجوم الذي استهدف جامعة "غاريسا" الكينية وأوقع 148 قتيلا أغلبهم من الطلبة الجامعيين، عادت "حركة الشباب الإسلامية" إلى الساحة، ومعها طرح أكثر من سؤال حول هوية مقاتليها الذي يرتبطون بتنظيم القاعدة، وهم عموما إسلاميون من الصومال، البلد الغارق في أتون حرب أهلية منذ عشرين سنة.

 

من هم "الشباب المجاهدين"؟

"حركة الشباب الإسلامية" أو "الشباب المجاهدين" هي حركة سلفية صومالية ظهرت في 2006 كذراع عسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية التي كانت تسيطر على مقديشو وتهدف إلى فرض الشريعة.

وساهمت الحركة في مساندة المحاكم خلال معاركها ضد القوات الحكومية المدعومة بقوات إثيوبية اضطرت إلى الانسحاب في نهاية 2008، تاركة الساحة لقوات الاتحاد الأفريقي التي تمركزت على الخطوط الأمامية في الحرب ضد الإسلاميين.

 

توجه سلفي وولاء للقاعدة!

"حركة الشباب الإسلامية" ذات توجه إسلامي سلفي هدفها إقامة دولة على أسس الشريعة. وارتبطت بتنظيم القاعدة من خلال وساطة بعض مسؤولي خلايا التنظيم الدولي في شرق أفريقيا.

واستمرت الصلة بين الشباب والقاعدة لغاية 2009 حين أعلنت الحركة الصومالية الولاء للقاعدة بشكل رسمي.

 

من يقود الشباب؟

في أيلول/ سبتمبر 2014، بات أحمد عمر أبوعبيدة على رأس "حركة الشباب الإسلامية" بعد تأكد مقتل زعيمها السابق أحمد عبدي "غودان" الذي لقي مصرعه في ضربة جوية أمريكية. وفي نفس السنة، جدد "الشباب" ولاءهم لأيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة.

وتضم الحركة الصومالية بين صفوفها ما بين خمسة إلى تسعة آلاف مقاتل بحسب مصادر لوموند، بينهم صوماليون ومقاتلون أجانب أغلبهم قدموا من دول عربية إضافة إلى باكستان، وعددهم حوالي 800 مقاتل.

 

منفذي هجوم غاريسا

يتكلم منفذي هجوم جامعة "غاريسا" لغة "سواحيلي"، وبحسب وزير الداخلية الكيني، فإن أحد منفذي الهجوم هو عبد الرحيم محمد عبد الله، خريج جامعة الحقوق في نيروبي، وهو ابن أحد المسؤولين المحليين في مقاطعة "مانديرا" المدينة الشمالية الحدودية بين كينيا وإثيوبيا والصومال.

وكان والد عبد الرحيم محمد عبد الله قد أعلن اختفاءه سنة 2014 واتهمه بالالتحاق بـ"حركة الشباب الإسلامية" وهذا يعني أن الكينيين متواجدون أيضا بين صفوف "الشباب"، كما ألقت الشرطة الكينية القبض على مقاتل من تانزانيا بين 5 موقوفين منذ يوم الخميس، وجهت لهم تهمة الضلوع في الهجوم على جامعة غاريسا.

 

لماذا كينيا تحديدا؟

حاولت كينيا النأي بنفسها عن الصراع الداخلي في الصومال، لكن في تشرين الأول/ أكتوبر 2011، قررت التدخل عسكريا في الصومال في محاول للقضاء على "حركة الشباب". ومنذ هذا التوغل العسكري، هدد "الشباب" بالقيام بعمليات انتقامية ضد كينيا التي يتهمونها بغزو الصومال. وشرعوا في تنفيذ تهديداتهم بشكل فعلي.

وقال "الشباب" إنهم نفذوا هجوم "غاريسا" لمعاقبة كينيا على تواجدها العسكري في الصومال في إطار قوة الاتحاد الأفريقي المنتشرة هناك، وتحديدا حوالي 4000 عسكري كيني.

وأطلق "الشباب" تهديدات جديدة هذا الأسبوع، متوعدين بـ"حمامات دم جديدة" في المدن الكينية وبشن حرب رهيبة وطويلة الأمد.

اضف تعليق