بدأ سريان هدنة إنسانية في اليمن لمدة خمسة أيام. ومن المأمول أن توفر الهدنة الظروف لإيصال معونات إنسانية ضرورية للغاية لملايين اليمنيين المحتاجين في أنحاء البلاد. ورحب مجلس الأمن ببدء الهدنة وحث كل الأطراف على احترامها.

وأنذر التحالف العسكري بقيادة السعودية الحوثيين بأن طائراته ستظل جاهزة للرد على أي انتهاك للهدنة.

سنكون مستعدين للرد على أي انتهاك للهدنة .. ونحن واضحون للغاية. إن لم يحترموا (وقف إطلاق النار) .. سوف نواصل (العمل العسكري) كما ذكر العميد أحمد عسيري، المتحدث السعودي باسم التحالف.

ولم تكد تمر ساعة على بدء سريان الهدنة حتى اتهمت مصادر في قيادة "اللجان الشعبية" في محافظة تعز الجنوبية الحوثيين بقصف حييْن في مدينة تعز.

وفي تصريحات لبي بي سي اعتبرت المصادر القصف "أول خرق للهدنة بعد نصف ساعة من بدء سريانها."

وذكرت المصادر أن الحوثيين "شنوا هجوما مكثفا بالمدفعية بشكل عشوائي على حيي المرور والمناخ بمدينة تعز بعد بدء الهدنة، ما أدى لمقتل وإصابة عدد من المدنيين."

وقالت مصادر أمنية لبي بي سي إن الحوثيين "دفعوا بتعزيزات عسكرية بالتزامن مع بدء سريان الهدنة من مدينة ذمار باتجاه مدينة تعز."

غير أن وسائل إعلام تابعة للحوثيين نفت خرق الهدنة الإنسانية، وقالت إن "مقاتلين من داعش هاجمت مواقع تابعة للحوثيين وسط تعز بعد بدء سريان الهدنة."

وقال العميد أحمد عسيري، المتحدث السعودي باسم التحالف، إن الحوثيين قصفوا "في اللحظات الأخيرة قبل تطبيق وقف إطلاق النار مناطق في محافظة جيزان" السعودية على الحدود مع اليمن.

وأضاف، في تصريحات تلفزيونية، أن هذا القصف لا يجعله يثق في التزام الحوثيين بوقف إطلاق النار.

وخلال الأربع والعشرين ساعة السابقة على بدء سريان الهدنة، كثفت طائرات التحالف قصفها لما وصف بمواقع عسكرية مخازن أسلحة تابعة للحوثيين في العاصمة صنعاء.

وقال عسيري : "نحن ملتزمون باحترام هذا ( وقف إطلاق النار)". غير أنه أضاف أن التحالف سوف يواصل أنشطة "الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة" تحسبا لاضطراره إلى الرد على انتهاك للهدنة.

وأضاف:"سنكون مستعدين للرد على أي انتهاك للهدنة .. ونحن واضحون للغاية. إن لم يحترموا (وقف إطلاق النار) .. سوف نواصل (العمل العسكري)."

في الوقت نفسه، حذر عسيري إيران من إرسال أي من سفنها إلى اليمن دون الحصول على إذن من السلطات اليمنية أو التحالف.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول يمني قوله إن حصيلة الضربات الجوية بقيادة الطيران السعودي في اليمن أدت خلال الاثنين إلى مقتل 69 شخصا وإصابة 250 على الأٌقل ، معظمهم من المدنيين.

وفي نيويورك، رحب مجلس الأمن الدولي بالهدنة. وعبر المجلس، في بيان، عن قلق عميق "ازاء العواقب الإنسانية الفظيعة" للعنف الدائر منذ شهور في اليمن.

وأكد الأعضاء الـ 15 في المجلس على أن "كل الأطراف تحتاج إلى أن تعلق بشكل شفاف وموثوق به العمليات العسكرية" من أجل صمود الهدنة الإنسانية.

ومن جهة اكد منسق الشؤون الانسانية للأمم المتحدة من صعوبة الوضع الإنساني في اليمن بدت الأطراف المختلفة ملتزمة إلى حد كبير بالهدنة في اليمن على الرغم من وجود تقارير بشأن اختراقات قامت بها طائرات التحالف الذي تقوده السعودية خلال الليل.

وقال شهود عيان في مدينة أبين جنوب غربي اليمن إن المنطقة تعرضت لضربات جوية بعد بدء الهدنة.

وقال السكان المحليون إن 35 شخصا قُتلوا في مدينتي عبس وزبيد بفعل ضربات طائرات التحالف يوم الثلاثاء قبل وقف اطلاق النار.

وفي مجلس الأمن رحب الأعضاء في بيان لهم بالهدنة التي بدأت في اليمن بنهاية يوم الثلاثاء لمدة خمسة أيام لأغراض إنسانية.

وعبر أعضاء المجلس الخمسة عشر عن قلقهم الشديد بشأن "الخسائر البشرية الفادحة" نتيجة أشهر من أعمال العنف في اليمن.

وأكد أعضاء المجلس على "حاجة كل الأطراف إلى وقف الأعمال العسكرية بشكل شفاف ومسؤول" حتى يمكن استمرار الهدنة الإنسانية. وكانت السعودية قد اقترحت الهدنة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية بعد 7 أسابيع من القصف.

وتقود السعودية منذ 26 مارس/آذار تحالفا يقوم بهجمات جوية داخل اليمن على الحوثيين للحيلولة دون تقدمهم ولمحاولة إعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى السلطة في اليمن.

ويقول الكثير من المراقبين وأعضاء جمعيات الإغاثة إن القصف أوقع الكثير من الخسائر بين المدنيين بما في ذلك النساء والأطفال. وتعاني بعض مناطق اليمن نقصا حادا في الغذاء والوقود والدواء.

وفي الوقت ذاته يحاول مبعوث الأمم المتحدة اسماعيل ولد شيخ أحمد بمفاوضات في صنعاء للتوصل إلى اتفاق سلام بين الأطراف المختلفة.

وطلب مجلس الأمن من الأمين العام للأمم المتحدة أن يعقد محادثات للسلام في اليمن مع جميع أطراف الأزمة اليمنية بحضور المفاوضات دون شروط.

وبدأ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد شيخ أحمد مفاوضات في صنعاء مع أطراف الصراع للتوصل إلى اتفاق سلام كما وان "الصبر الإيراني ليس بلا حدود"

ومن ناحية أخرى حذر مسؤول إيراني عسكري رفيع المستوى من إي اعتراض لسفينة إيرانية تحمل مواد إغاثة إلى اليمن.

وقال المسؤول إن اعتراض السفينة سيكون "اشعالا للنيران".

وقال اللواء مسعود جزائري نائب رئيس الأركان الإيراني "إنني أعلن بوضوح أن صبر الجمهورية الإيرانية ليس بلا حدود."

وأضاف "على السعودية وحكامها المبتدئين وكذلك الأمريكيين أن يعرفوا أنه إذا تسببوا في مشكلات لإيران فيما يتعلق بإرسال المساعدات الإنسانية إلى بلاد الإقليم فإن هذا سيشعل نيرانا سيكون اطفاؤها خارجا عن سيطرتهم."

وتقول إيران إن سفينة الشحن الإيرانية "شهد" قد أبحرت يوم الأثنين تحمل أغذية وأدوية، وخيام، وبطاطين كما تحمل صحفيين وعمال إغاثة.

وذكرت البحرية الإيرانية إن سفنا عسكرية إيرانية سوف ترافق السفينة لحمايتها.

إلا أن العميد أحمد عسيري المتحدث باسم قوات التحالف قال إنه من غير المسموح به للسفن أن تصل إلى اليمن دون تنسيق مع قوات التحالف، وإن ايران إذا كان تود تقديم مساعدات انسانية فعليها أن تفعل ذلك من خلال الأمم المتحدة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم إن بلاده لن تسمح للسعودية التي تسيطر على المياه اليمنية بتفتيش السفينة.

وكانت قوات التحالف الذي تقوده السعودية قد فرضا تفتيشا على السفن التي تدخل المياه اليمنية لوقف تزويد الحوثيين بالأسلحة.

وقالت أفخم "إن إيران لن تنمح بتفتيش سفينتها التي تحمل مساعدات إنسانية لدول مشتركة في الصراع في اليمن."

وفي الولايات المتحدة قال العقيد ستيف وارن إن القوات المسلحة الأمريكية تراقب سفينة النقل الإيرانية وحذر إيران من مغبة القيام بعمل غير متوقع.

وقال إن مصاحبة سفن البحرية الإيرانية لسفينة الشحن أمر غير ضروري، وإن على إيران أن ترسل سفينة المساعدات إلى جيبوتي حيث يتم تنسيق جهود المساعدات الانسانية لليمن.

اعداد/ ليث الخاقاني

اضف تعليق