كشف مصدر محلي في مدينة الموصل، اليوم الاثنين، عن وجود خلافات كبيرة داخل المدينة بين أعضاء تنظيم "داعش" على المناصب الإدارية، وفيما أكد ظهور ابو علاء الانباري، وهو الشخص المتخصص بحلّ الخلافات داخل التنظيم الإرهابي، أشار إلى أن حقيقة مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي صارت شبه مؤكدة.

وقال مصدر في الموصل لـ"اخبار اليوم" أن "هناك شبه تناقض بين الهيئة الشرعية العراقية والسورية في تنظيم "داعش"، لافتاً إلى وجود "مطالبات من العناصر الاجانب بالحصول على مناصب شرعية في التنظيم في الموصل، على الاقل لتنظيم شؤون الاجانب (المهاجرين)، فضلاً عن إرسال المسؤول العام للاعافرة رسالة (تظّلم) الى ابو علاء الانباري بشأن وجود مضايقات يتعرض لها الاعافرة من قبل الشيشانيين في الموصل وتلعفر والبعاج".

وشرح المصدر أن "الانباري هو المفتي العام لتنظيم (داعش) وهو في الستين من عمره"، لافتاً إلى أن قوله يعتبر القول الفصل في التنظيم ووجوده في مكان يعني وجود خلاف شديد".

وشدد بالقول على أن الانباري "لا يظهر إلا لأجل حل الخلافات وحسم القضايا".

وقال أيضاً أن الانباري "ظهر مرتين في الموصل بتاريخ 7 يناير 2015 و23 فبراير 2015، وظهر في البعاج، وتلعفر، وسنجار، وهو الان حسب آخر المعلومات موجود في مدينة الرقة السورية". وعندما تردّدت أنباء عن إصابة البغدادي في 13 شباط 2015 في مدينة راوة غرب العراق، وتعرضه لإصابات بالغة وخطيرة نتيجة قصف لقوات التحالف ثم نقل الى سوريا لتلقي العلاج هناك، طلب البغدادي وجود ابو علاء الانباري معه بشكل عاجل.

وأكمل المصدر بالقول أن "الانباري اجتمع بإدارات الهيئات الشرعية في مبنى المكتبة المركزية في الموصل بتاريخ 23 شباط 2015 عقب صلاة العصر والقى خطبة طويلة جداً بشأن وجود خروقات كبيرة وتراخي في تنفيذ اوامر القيادات وتهاون في افعال شرطة الحسبة".

وأردف أنه "داخل الاجتماع سأل احد قادة الهيئات الشرعية: يا شيخ اليس من حقنا ان نستمع الى الخليفة، اشتقنا له، ونريد الاستماع الى رسالة منه، ان جنودنا يطلبون ذلك باستمرار، وانت تعلم كم يشكل ذلك حافزا للمقاتلين".

وأضاف المصدر أن الانباري أجاب بالقول أن "أمير المؤمنين بخير وقد التقيته قبل زمن قصير (ما يؤكد وجوده مع البغدادي بعد تعرضه للقصف) وهو يحب لقاءكم أكثر مما تحبون". وأوضح "فرد عليه السائل: ولكن يا شيخ، والله اننا نحب ان نسمع منه حتى لو كلمة".

واستدرك بالقةل أن الانباري أجاب بغضب "نحن لا نعبد الرجال، وليس البغدادي الا جندي من جنود الخلافة، وانتم لا حاجة لكلمة منه، انتم لا تقاتلون لأجله، بل لأجل اعلاء كلمة لا اله الا الله، حتى لو مات الخليفة، فالخلافة قائمة الى يوم الدين". وأشار إلى أن الانباري سرد على المجتمعين قرارات منها "ارسال وفود من ديوان الحسبة في الرقة الى الموصل، لتدريب عناصر الحسبة في الموصل بعد التقارير التي وردت بشأن وجود تهاون لديهم".

وأكد المصدر أنه بعد القرار "ظهرت الحسبة السورية في الموصل وازدادت الضغوط والقيود التي فرضتها الحسبة على المواطنين". وقال المصدر أن الانبار "قام بحل ما يسمى (جهاز الامنية) وهو جهاز الامن الداخلي المخول بحفظ الامن في المدينة، وسلّم ملفه الى العسكر (الجيش)، ودخل العسكر الى الموصل ونصبوا نقاط تفتيش على مدى اسبوع".

وأردف أن أحد القرار تم بموجبها "نقل عشرات المقاتلين من الدواوين (الادارية) الى قسم (العسكر)، وظهرت حالات للتخلص من هذا القرار بقيام عناصر بإطلاق الرصاص على اياديهم، او الساق، لإيجاد عذر يمنع القيادة من ارسالهم الى جبهات القتال".

وقال المصدر، الذي رفض الإشارة إلى اسمه، الانباري "أجرى مصالحة بين مجموعة من (الاعافرة) الذين اخبروه بانهم تعرضوا لمضايقات كبيرة من العناصر العرب والاجانب بشكل خاص الشيشانيين، والمصالحة تمت داخل المكتبة المركزية، بحضور طارق ابو زياد العفري، المسؤول عن الاعافرة".

وتابع المصدر أن القرار الأخير للانباري كان "نقل جميع العناصر بما فيهم الدواوين الادارية والمدنية الى العسكر (الجيش)، وحل كل التشكيلات واخضاعها الى ديوان (الحرب)، ونشر (الشرطة العسكرية) في الموصل لمراقبة ومحاسبة المخالفين".

وبالرغم من تطبيق القرارات لعدّة أيام في الموصل التي وقعت تحت سيطرة التنظيم في حزيران العام الماضي، إلا أن المصدر قال أن "هذه القرارات كلها لم تطبق، ولم ينفذ منها شيء الا لفترة محدودة".

وأكد في حديثه لـ"اخبار اليوم" أن الأمور في الموصل "عادت لما كانت عليه وازداد الخلاف بين الاعافرة والشيشانيين، وأدى بالنهاية الى انسحاب الشيشانيين من الموصل واستقرارهم في الرقة السورية، وتغول الاعافرة في البعاج وسنجار وتلعفر".

وأكد أنه بعد أن تفجرت هذه الخلافات في المدينة "انتشرت الاخبار بان البغدادي لم يعد هو المسؤول عن التنظيم، والاصوات التي تطالب بتنصيب ابو محمد العدناني لخلافة البغدادي كانت قوية جدا، ويعلل المطالبون بالعدناني بأنه صاحب سطوة وبأس وقوة، وان البغدادي فيه (لين ورأفة) بينما العدناني حاسم وحازم". ورجّح المصدر أن "يكون البغدادي قد مات أو أنه على وشك"، لافتاً إلى "وجود خلافات كبيرة بين التنظيم حول من سيخلفه".

اضف تعليق