استنكر شيخ الأزهر، أحمد الطيب، التفجير الانتحاري الذي استهدف أحد مساجد الشيعة شرقي السعودية، محذرا من "الانسياق وراء مخططات إشعال الفتن الطائفية" في المملكة، في حين طالبت إيران، في معرض تنديدها بالهجوم، بضرورة مكافحة المجموعات الإرهابية والمتشددة ووقف المغامرات الأجنبية في المنطقة."

وشدد الطيب، في بيان صدر عن المركز الإعلامي للأزهر، على: "حرمة الدماء وحرمة بيوت الله وضرورة النأي بها بعيدًا عن الصراعات، مع أهمية التأكيد على أخوة الإسلام، وضرورة تغليب العقل والحكمة وعدم الانسياق وراء مخططات إشعال الفتن الطائفية."

إيران

وبالمقابل، نددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، بالهجوم "الإرهابي ضد المصلين في مسجد الإمام علي في محافظة القطيف شرق السعودية.".

وشددت أفخم على ضرورة "الكشف عمن يقف وراء الهجوم الإرهابي ومعاقبتهم" وضرورة "اتخاذ خطوات هامة بما فيها مكافحة المجموعات الإرهابية والمتشددة ووقف المغامرات الأجنبية في المنطقة"، طبقا لوكالة أنباء الإيرانية الرسمية، إرنا

الأمم المتحدة

بدوره، ندد كي مون، وعلى لسان الناطق باسمه: "مثل هذه الهجمات البغيضة التي تستهدف دور العبادة والتي تهدف إلى تعزيز الصراع الطائفي"، داعيا إلى سرعة اعتقال المنفذين وتقديمهم للعدالة.. كما أدان مجلس الأمن الدولي الهجوم الذي أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش" مسؤوليته عنه، وأسفر عن مصرع أكثر من 20 شخصا وإصابة العشرات.

حزب الله اللبناني

حمل حزب الله اللبناني السلطات السعودية "المسؤولية الكاملة" عن هجوم القطيف وقال في بيان "يحمّل السلطات السعودية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة، بسبب رعايتها واحتضانها ودعمها للمجرمين القتلة، وبسبب تقصيرها في تقديم الحماية لمواطنيها من أبناء المنطقة الشرقية، لا بل تحريضها عليهم من على المنابر وفي وسائل الإعلام طوال الفترة الماضية".

واعتبر حزب الله أن "هذه الجريمة هي واحدة من الجرائم التي تستهدف المساجد والمراكز الدينية على امتداد عالمنا الإسلامي والتي ترتكبها جماعات لا تعرف معنى للصلاة ولا تراعي حرمةً لبيوت الله ومراكز عبادته".

وأضاف أن "أصحاب الفكر التكفيري الإرهابي الآثم لا يميّزون بتفجيراتهم بين شيعة وسنة، أو بين مسلمين وغير مسلمين إنما يمارسون وحشيتهم ضد الجميع، منطلقين من فكر حاقد يكفّر كل من عداهم ويحلّ ذبحهم".

هجوم انتحاري

وقال شهود إن أكثر من 150 شخصا كانوا يؤدون الصلاة في مسجد الإمام علي بقرية القديح عندما وقع الانفجار الضخم.

وأظهرت لقطات فيديو نشرت على الإنترنت قاعة الصلاة بالمسجد يملؤها الدخان والتراب وأشخاصا ينزفون ويئنون ألما على الأرض التي تناثر فيها الحطام وقطع الزجاج.

وقال وزير الصحة السعودي للتلفزيون الرسمي إن أكثر من 90 شخصا أصيبوا.

وقال أحد المصلين ويدعى كمال جعفر حسن في اتصال تليفوني مع رويترز "كنا في الركعة الأولى من الصلاة عندما سمعنا الانفجار."

وذكر موقع سايت الذي يتابع مواقع الجهاديين على الإنترنت ومقره الولايات المتحدة أن تنظيم الدولة الإسلامية قال في بيان إن أحد عناصره ويدعى أبو عمار النجدي نفذ الهجوم باستخدام حزام ناسف وأوقع 250 شخصا ما بين قتيل وجريح.

ونسب موقع سايت على حسابه على تويتر عن التنظيم قوله إنه لن يهدأ إلى أن يخرج الشيعة من شبه الجزيرة العربية.

وهذا أول هجوم يستهدف الأقلية الشيعية في المملكة منذ نوفمبر تشرين الثاني عندما فتح مسلحون النار خلال احتفال شيعي في الإحساء بالمنطقة الشرقية أيضا حيث تعيش غالبية الأقلية الشيعية في السعودية.

ووصفت وزارة الداخلية السعودية الهجوم بأنه عمل إرهابي وقالت في بيان أذاعته وكالة الأنباء السعودية إنه من عمل "عملاء أرباب الفتن الذين يسعون للنيل من وحدة النسيج الوطني بالمملكة."

ونقلت الوكالة عن متحدث باسم وزارة الداخلية قوله إن المهاجم فجر حزاما ناسفا كان يخفيه تحت ملابسه داخل المسجد.

وقال المسؤول في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية "وزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكد بأن الجهات الأمنية لن تألو جهدا في ملاحقة كل من تورط في هذه الجريمة الإرهابية الآثمة."

وذكر مسؤول بمستشفى لرويترز عبر الهاتف أن "نحو 20 شخصا" قتلوا في الهجوم بينما يتلقى أكثر من 50 مصابا العلاج في المستشفى وبعضهم يعاني جروحا خطيرة. وقال إن آخرين تلقوا العلاج وعادوا إلى منازلهم

تظاهرات

وخرج أهالي منطقة القطیف في تظاهرات احتجاجیة ندّدت بالتفجیر الإرهابی الذي استهدف المصلين أثناء أدائهم صلاة الجمعة، وعبرّوا عن استنکارهم للتفجیر الارهابیّ وتداعواْ بمسیرات عفویة لتشییع الشهداء.

وفي انتظار الرد الرسمي على الجریمة في خطوات تسهم في تخفیف حدة الاحتقان في البلاد، طالبت المعارضة الحکومة بقانون یجرم الطائفية لكيلا "یسفك المزید من الدم".

اضف تعليق