خرج الأمير طلال بن عبدالعزيز، بأول وأقسى انتقاد من نوعه على مستوى الأمراء الكبار في المملكة من إخوة وأشقاء الملك سلمان، إذ انتقد عملية اختيار ولي العهد وولي لولي العهد، واصفا تلك القرارات بأنها "ارتجالية" مضيفا أن تلك القرارات "لا تتفق مع الشريعة والأنظمة" مضيفا "لا سمع ولا طاعة ولا بيعة لمن خالف."

وقال الأمير طلال بن عبد العزيز الابن الثامن عشر للملك عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية الحديثة على موقعه الإلكتروني "فوجئت عند نهاية العهد ما قبل الحالي وهذا العهد بقرارات ارتجالية أعتقد بعد التوكل على الله أنها لا تتفق مع شريعتنا الإسلامية ولا أنظمة الدولة".

وأضاف "لا سمع ولا طاعة لأي شخص يأتي في المناصب العليا يخالف مبادئ الشريعة". بحسب سي ان ان.

وشغل الأمير طلال عدة مناصب حكومية وكان من المطالبين بإنشاء حكم دستوري برلماني في البلاد ويتولى حاليا رئاسة برنامج الخليج العربي للتنمية.

جاء ذلك عقب اجراء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز تغييرات حكومية ووزارية واسعة شملت إعفاء الأمير مقرن بن عبد العزيز من ولاية العهد بناء على طلبه وتعيين ابن أخيه الأمير محمد بن نايف وليا للعهد ضمن تعديلات وزارية.

ويقول مراقبون إن التغييرات تستهدف الإبقاء على وجود الأسرة المالكة في وجه التحديات المتزايدة.

وتضمنت حزمة الأوامر الملكية أيضا، اعفاء الأمير سعود الفيصل من حقيبة الخارجية التي تولاها منذ 1975 ليحل محله عادل الجبير، سفير السعودية في واشنطن وتعيين الأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد.

وكان الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود قد عين وليا للعهد في يناير/كانون الثاني الماضي بعدما خلف الملك سلمان الملك الراحل عبد الله في سدة الحكم.

وينتمي مقرن، وهو في أواخر العقد السابع من العمر، إلى الجيل الأول من أبناء مؤسس الدولة السعودية الحديثة الملك عبد العزيز، شأنه شأن الملكين الراحل والحالي.

وقد أعفي من منصبه كرئيس لجهاز الاستخبارات السعودية في يوليو/تموز 2012. واعتبر الكثير من المراقبين حينها أن هذه الخطوة ستقلل من دور الأمير لكن الملك الراحل عبد الله عينه وليا لولي العهد.

لكن الملك الراحل عبد الله عينه في فبراير/شباط وليا لولي العهد حينها سلمان.

ويعتقد أن التعديل الأخير أظهر رغبة الملك سلمان القوية في طي صفحة فترة خلفه الملك عبد الله إذ نحى جانبا حلفاء ه المقربين.

وتابع الأمير طلال بالقول: "أؤكد على موقفي هذا وأدعو الجميع إلى التروي وأخذ الأمور بالهدوء تحت مظلة نظام البيعة الذي - وبالرغم من مخالفته لما اتفق عليه في اجتماعات مكة بين أبناء عبد العزيز - لا يزال هو أفضل المتاح رغم أن الأمر الذي اتفق عليه في مكة أن ينظر في تعديل بعض المواد – إذا وجد ذلك ضرورياً - بعد سنة من إقراره، الأمر الذي لم يتم وللأسف."

وأعاد الأمير طلال المعروف بمواقفه السياسية التأكيد على أنه "لا سمع ولا طاعة لأي شخص يأتي في هذه المناصب العليا مخالف لمبادئ الشريعة ونصوصها وأنظمة الدولة التي أقسمنا على الطاعة لها" ودعا إلى "اجتماع عام يضم أبناء عبد العزيز وبعض أحفاده المنصوص عليهم في هيئة البيعة ويضاف لهم بعضاً من هيئة كبار العلماء، وبعضاً من أعضاء مجلس الشورى، ومن يُرى انه على مستوى الدولة من رجال البلاد، للنظر في هذه الأمور."

ونفى الأمير طلال صحة أي تصريح منسوب له خارج موقعه الرسمي، وخاصة ما ورد في مواقع مثل قناة "المنار" التابعة لحزب الله مضيفا: "أؤكد على أن أي تصريح لم ينشر في موقعي هو مجافي للحقيقة بل ملفق ولا أعيره أي اهتمام شأن هذه المواقع كشأن بعض الأوساط السياسية والإعلامية التي تدعي بأن أبناء عبد العزيز قد أصابهم التهميش ولو كان ذلك صحيحاً لما ظهرت وأنا واحد منهم في هذا المقام."

من جانب اخر فان عدة مشاهد جذبت انتباه المراقبين لعملية مبايعة الأمير محمد بن نايف، لمنصب ولي العهد السعودي، والأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد، كان أبرزها مبايعة الأمير مقرن، ولي العهد السابق، وكذلك وزير الخارجية السابق الأمير سعود الفيصل، إلى جانب تأكيد الأمير الوليد بن طلال مبايعته للأميرين.

فقد تقدم الأمير مقرن بالمبايعة لابني أخويه، محمد بن نايف ومحمد بن سلمان، وذلك في نفس اليوم الذي جرى فيه إعلان اختيارهما وإعفائه من منصبه بطلب منه، وبدد الأمير بذلك أي أقاويل وتحليلات راجت حول موقفه.

كما أعلن الأمير الوليد بن طلال مبايعته للأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان عبر حسابه على موقع تويتر، في خطوة أعقبت الجدل الواسع حول طريقة مبايعته السابقة عندما اكتفى بتوجيه "التهنئة" للأمير محمد بن نايف عند تعيينه وليا لولي العهد.

كما حضر الأمير سعود الفيصل المبايعة، علما أن التعديلات الأخيرة شملته أيضا وأنهت عقودا طويلة ظل فيها وزيرا للخارجية مع منحه منصبا جديدا بات معه المشرف على السياسة الخارجية للملكة.

وبرز أيضا حضور الأمير متعب بن عبدالله، نجل العاهل الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، والذي كان أحد أبرز المرشحين للعب دور كبير في مستقبل ترتيب العرش، وقد بادر نحو الأمير محمد بن سلمان بتقبيل يده في مشهد لفت انتباه الكثير من المراقبين.

اضف تعليق