اكتشف مجموعة من علماء الأحياء القديمة في الأرجنتين، اليزم الاربعاء، أن قارة أميركا الجنوبية قد تكون مأهولة على الأقل قبل 18 ألف عام (أي قبل فترة طويلة من حضارات الهنود الحمر في أميركا الشمالية)!!

ونشرت مجلة «PLoS One» العلمية المتخصصة، ونقلتها وكالة أنباء «تاس» الروسية، حيث كان المؤرخون يفترضون، أن "أسلاف الهنود الحمر المعاصرين انتقلوا من جنوب سيبيريا وألتاي إلى أراضي الولايات المتحدة المعاصرة. وأن هذا الأمر حدث قبل حوالى 14- 15 ألف عام خلال موجة هجرة واحدة. لكن الاكتشافات الأثرية اللاحقة وفك رموز الحمض النووي لبعض الهنود القدماء أظهرت أن هذا لم يكن كذلك في الواقع".

ويعتقد العلماء، أن "أسلاف الهنود الحمر وصلوا إلى أميركا خلال ثلاث أو حتى أربع موجات من الهجرة؛ حدثت جميعها بأوقات مختلفة ومن مناطق مختلفة.

وخلال العقدين الماضيين يحاول علماء الوراثة وعلماء الآثار كشف طبيعة تلك الموجات".

و اكتشف فريق من علماء الحفريات القديمة خلال دراستهم لأجزاء من الجينوم المستخرج من بقايا السكان القدامى بأميركا الجنوبية وجود آثار جينية لموجة أخرى من هجرة أسلاف الهنود الحمر؛ فقد ركز العلماء اهتمامهم خلال تحليلهم لـ 102 عينة، على الكروموسوم Y، الذي ينتقل من الأب إلى الابن. لأن هذه الميزة تسمح بتتبع الروابط الأسرية والقرابة، وكشف مسارات وتاريخ هجرات الشعوب من خلال مقارنة مجموعات الطفرات الصغيرة في كروموسوم Y.

وقد أظهرت نتائج التحليل وجود مجموعتين فرعيتين غير معروفتين سابقا من هابلوغروب Q تشمل جميع الشعوب الأصلية الحديثة بأميركا الجنوبية والوسطى. فيما تعد المجموعتان الفرعيتان Q-Z780 و Q-Z781 من أقدم الاختلافات في كروموسوم Y في أميركا اللاتينية، حيث كان حاملوها من الأقارب المقربين للسكان القدماء في الشرق الأوسط وشرق آسيا.

ووفق الباحثين، فقد جاء هؤلاء الأشخاص إلى أميركا اللاتينية قبل حوالى 19.3-18 ألف عام؛ أي قبل وقت طويل من ظهور الحضارات القديمة للهنود الحمر في أميركا الشمالية.

ويعتقد العلماء، أن "ممثلي المجموعتين هابلوغروب Q-Z780 و Q-Z781 اختفوا تمامًا تقريبًا خلال عصر درياس الجليدي الأصغر؛ الذي حصل نتيجة سقوط مذنب قبل 12.8 ألف عام".

وقد تسبب هذا الحدث بموجات جديدة من الهجرة وبدء تاريخ الاستيطان في المنطقة.

اضف تعليق