تعرضت  الآثار العراقيّة، الى الإهمال والنسيان بالاضافة الى التخريب والتهريب باستمرار، لا سيما بعد الغزو الأميركي عام 2003.

ويغيب التوثيق الفوتوغرافي الشامل الذي يُقدّم تاريخ العراق بآثاره مصوَّرًا. وهذا ما شكَّل، مع امتداد الزمن، ثغرةً في الترويج الثقافي لتاريخ العراق الأثري، لا في الداخل فحسب بل للخارج كذلك.

وإطلقت موسوعة مصوّرة لتاريخ العراق الأثري، في آب الجاري خلال ملتقى ثقافيّ والذي أُقيم في بغداد وحمل اسم الموسوعة، وشارك فيه عددٌ من الباحثين والآثاريّين.

وتكمنُ قيمة الموسوعة، التي تأتي بعد مرور خمسين عاماً على إنجاز عمل مشابه، أي منذ عام 1972، في أنَّها تقدّم لمحةً عن آثار الحضارات القديمة بشكلٍ مصوَّرٍ عبر ثلاثة مجلَّدات، وتضمّ قرابة 600 صورة توثيقية مثّلت هوية العراق بمراحله التاريخية المختلفة.

وجاءت الموسوعة نتيجة عدم وجود عمل فنّي يجمع آثار البلاد ومكتشفاتها، ويليق ببلد يشهد امتدادات حضارية دون انقطاع.

وصدرت من العمل إلى الآن ثلاثة مجلّدات استغرق إنجازها ثلاث سنوات

ونُفِّذ المشروع من خلال شبكة الإعلام العراقي وبالتعاون مع "البنك المركزي العراقي" و"رابطة المصارف العراقية" و"صندوق المبادرات المجتمعية" (تمكين)، في طبعة استغرقَ العمل عليها تصويرًا ثلاث سنوات، حيث طُبعت أخيرًا في مطابع الشبكة.

وضمّ المتحف الوطني العراقي ما يقارب 10 آلاف قطعة أثريّة أغلبها صُوّرت من ضمن المطبوع بتصويرٍ احترافي وفنّي.

ويقول مصمّم الموسوعة، الباحث فلاح الخطّاط، في تصريح صحفي، عن تفاصيلها، "صدرت أوّل ثلاثة مجلّدات بواقع 630 صفحة ضمّت أغلب الآثار العراقية الموجودة في المتحف الوطني".

وأضاف، أنّ "ما يجعل الموسوعة مميَّزة أنّها أُنجزت بأيادٍ عراقية خالصة"، في إشارة منه إلى أنّ المطبوع الأثري الذي صدر عام 1972 طُبع خارج العراق.

من جانبه، قال مصوّر الموسوعة الفوتوغرافي محمد حسن مصطفى جمال الدين، "عدد اللقطات التي التقطتُها لمختلف الآثار بلغ ثلاث ملايين لقطة على مدار عملٍ يومي استمرّ ثلاث سنوات، وكانت خلاصتها 600 صورة فنّية توزَّعت على ثلاثة مجلّدات بطبعة أُولى".

يُذكر أنّ العمل على الموسوعة ما زال متواصلاً، ولن يتوقّف عند هذه المجلّدات الثلاثة، فمن المنتظَر أنّ تتضمَّن الإصدارات القادمة من الموسوعة باقي الآثار العراقيّة شمالًا وجنوبًا، إضافةً إلى المعالم الدينيّة المرتبطة أكثر بفترات الحكم الإسلامية، كما يولي القائمون على المشروع المعالم الطبيعية والجغرافية أهمّية في التصنيف والتوثيق.

اضف تعليق