اعلنت هيئة الاثار العامة، اليوم الثلاثاء، عن اكتشاف قارب اثري في محيط مدينة الوركاء الأثرية في إطار التعاون بين الهيئة العامة للآثار والتراث وقسم الشرق في معهد الآثار الألماني.

وقال الدكتور ليث مجيد حسين رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث في تصريح تابعته وكالة النبأ، ان "البعثة العراقية الألمانية خلال الموسم التنقيبي في ربيع عام 2022 تمكنت اكتشاف قاربٍ أثريٍ في محيط مدينة الوركاء الأثرية وضمن محرماتها، وبعد توثيقه رقمياً بشكل ثلاثي الأبعاد، تمَّ رفعه ونقله إلى بغداد وتسليمه إلى المتحف العراقي في 23 آذار 2022.

واضاف ليث، ان "هيئة الاثار ستجري عليه عملية ترميم وعرضه في المستقبل على الجمهور، مؤكدا ان "اكتشاف القارب تم في عام 2018 في إطار أعمال المسح السطحي المنهجي شرق مدينة الوركاء الأثرية، في منطقةٍ تتواجد فيها بقايا لقنواتٍ قديمةٍ وحقولٍ ومستوطناتٍ ومراكز إنتاجٍ صغيرةٍ، لا تزال تدلُّ على غنى الحياة في الوركاء في الماضي".

واوضح، انه "في السنوات الأخيرة تعرّض هيكل القارب الهش للتآكل، و أظهرت أجزاؤه المرئية فوق سطح الأرض وأصبحت حركة مرور السيارات بالقرب من موقع الاكتشاف تشكّل تهديداً وخطراً كبيراً عليه. لذلك قام فريق العمل العراقي الألماني بالكشف تدريجياً عن القارب".

وتابع الى، انه "تمّ التوصل إلى اكتشافٍ فريدٍ مفاده أنّ القارب، الذي كان مصنوعاً من مادةٍ عضويةٍ (كالقصب أو سعف النخيل أو الخشب) ومطلياً بالقير، لا يزال محافظاً على هيكله بشكلٍ كاملٍ تقريباً".

و يبلغ طول القارب 7 أمتار وعرضه 1.4 متراً ولا تزيد سماكته في كثير من الأماكن عن 1 سم.

ولم تعد هناك أيّ بقايا للمواد العضوية، التي كان القارب مصنوعاً منها، ولكن من الممكن رؤية آثارها فقط على شكل بصماتٍ مطبوعةٍ على الهيكل القيري.

ونوه ليث الى، انه "تمَّ توثيق كشف القارب بشكلٍ ثلاثي الأبعاد باستخدام تقنية التوثيق الفوتوغرامتري وقد أظهر السياق الأثري أنَّ القارب قد غرق في نهرٍ قبل حوالي 4000 عامٍ وغطته الرواسب بعد ذلك أثناء عملية كشف القارب التدريجي، تمَّ تغطيته بطبقات من الطين والجص لتثبيته وأصبح من الممكن بالتالي إنقاذ جميع أجزاءه".

واشار الى، انه "تمَّ وفقاً لقانون الآثار العراقي نقله إلى المتحف العراقي في بغداد من أجل ترميمه وإجراء المزيد من الدراسات العلمية التفصيلية عليه، ومن المخطط عرضه ونتائج الأبحاث عليه مستقبلاً على الجمهور".

اضف تعليق