تعتزم الهيئة العامة للآثار والتراث في وزارة الثقافة، اليوم الخميس، على اللجوء إلى المحاكم الدولية لإعادة القطع الأثرية العراقية المهربة، فيما كشفت عن خطط كبيرة مرتقبة لإعادة إحياء مدينة أور الأثرية وربطها بالمواقع الأخرى.

وقال رئيس الهيئة، ليث مجيد حسين، في تصريح صحفي تابعته وكالة النبأ، إن "هناك تعاوناً كبيراً من العديد من دول العالم بالعمل مع الهيئة العامة للآثار ووزارة الخارجية العراقية لاستعادة الموروث الحضاري الذي تم تهريبه بطرق غير شرعية عن طريق النبش العشوائي".

وأضاف حسين، أن "هناك عدة دول أبدت استعدادها الكبير لإعادة هذه القطع وهناك أيضاً قضايا عديدة بالمحاكم حول بعض الدول المتلكئة في إعادة بعض القطع"، مؤكداً أن "الهيئة عازمة على إعادة اخر قطعة أثرية موجودة في خارج العراق".

ولفت إلى أن "الهيئة تسلك الطريق القانوني حيث إن هناك قانونا دوليا يحمي الممتلك العراقي المسلوب والمنهوب وسيتم اللجوء إلى المحاكم الدولية في هذا الشأن"، مشيراً إلى أن "هناك منظمات دولية مثل الانتربول تعين العراق بشكل كبير على متابعة هذه القضايا وايضا حث الدول على إعادة الموروث الحضاري بشكل قانوني وسليم".

وتابع، "عندما ينتهي هذا الموضوع ونتأكد بشكل كامل وكبير من عدم وجود أي قطعة أثرية في الخارج ستكون هنالك إجراءات تتضمن استمرار المتابعة للقطع والمواد الأثرية بشكل دائم"، مشدادً على أن "الهيئة لن ينقطع عملها عن ملاحقة آخر قطعة موجودة في خارج العراق".

وبين، أن "الظروف التي مر بها البلد ومن ضمنها جائحة كورونا عطلت كثيراً من النشاطات الأثرية"، معرباً عن أمله في "عودة العديد من البعثات التنقيبية للعمل في العراق ومنها بعض البعثات الأجنبية التي باشرت بالعمل في المواقع الأثرية قبل الجائحة".

وأكد، أن "هناك العديد والمزيد من البعثات العراقية والأجنبية التي ستعمل سوياً على العمل في مشاريع التنقيبات الأثرية"، مشيراً إلى أنه "هناك عملاً دؤوباً وكبيراً منذ تحرير العراق من عصابات داعش الإرهابية وحتى اليوم، من قبل منظمات دولية تشاركها عدة أطراف وجهات منها "سميثسونيان" و"ألف"، لإحياء روح الموصل المتمثلة بالكنائس والمسجد النوري ومسجد النبي يونس (ع) ومتحف الموصل والعديد من المواقع الأثرية، وجميعها الآن في طور الترميم والصيانة وإعادة البناء".

ونوه إلى أنه "بعد زيارة البابا تم التوجيه أيضا يإحياء مدينة اور الأثرية والسياحية، وهناك لجان تعقد اجتماعات دائمة حول هذا الموضوع، ويتم حالياً رصد الاموال للمباشرة بأعمال البناء والصيانة لثلاثة مواقع أثرية وهي الوركاء وأور والاهوار التي وضعت على لائحة التراث العالمي".

وأشار إلى "وجود توجه كبير حالياً للمباشرة بهذه الأعمال والتركيز بشكل كبير على مدينة أور وفي المستقبل القريب سوف نشهد وضع خطط كبيرة لإعادة إحياء مدينة أور وأيضاً ربطها بالمواقع الأخرى وإنشاء بعض المنشآت الخاصة بتسهيل ورود السياح إلى المدينة السياحة الأثرية والسياحة الدينية"، لافتاً إلى أن "هناك حديثاً حول قيام بعض الجامعات الأجنبية بأعمال الصيانة في الموقع الأثري ليكون مؤهلاً بشكل كبير ودائم لاستقبال الزوار بشكل مناسب ولائق".

وحول مشكلة المياه الجوفية في بابل وتأثيرها على أثارها، قال حسين، إن "هذه المشكلة أزلية وعانت منها المدينة كثيرا، ونأمل في المستقبل أن تكون هناك حلول ناجعة للتغلب على هذه المشكلة لنتمكن من بدء العمل في التنقيب في بابل لأنها لم تنقب أثرياً بشكل كامل"، معبراً عن أمله الكبير في أن "تبدأ البعثات بالتوافد على بابل لتنقيبها لأن هناك أطرافا دولية أبدت استعدادها للبدء بهذا العمل".

وبخصوص إعادة القطع الأثرية من الولايات المتحدة، أكد حسين، أن "أبرز الانجازات التي تحققت هي استعادة 17 ألف قطعة من الولايات المتحدة الأمريكية، وتوجت الإنجازات أيضاً بعودة لوح حلم كلكامش إلى العراق".

وأكد، أن "هذه الإنجازات تعبر عن جهود وزارة الثقافة خلال هذه السنة الحثيثة لاستعادة جميع القطع الأثرية من الدول الأجنبية التي تتواجد بها".

اضف تعليق