تقرير – رعد حيدر الريمي

إشراقة جديدة على المحمية الطبيعية في عدن تأذن ببدء يوم مفعم بأصوات الطيور ونهمها الغادق على المدينة ألق المتعة، ففي الوقت الذي نسمع فيه عن أفراد من شدة علاقتهم وحبهم للطيور يقومون بتحويل منازلهم الخاصة لمحمية تحوي على آلاف من الطيور المهاجرة لنصطدم بواقع أشد مرارة في عدن إذ تعاني محمية عدن للطيور المهاجرة  التي يزورها أكثر  من (600) نوع من الطيور المهاجرة من  إهمال يكاد يفقد هذه المدينة عدن ميزة هذه الهجرة السنوية من الطيور الضافية  على مدينة عدن  منظرا خلابا يكاد ياسر ناظريه.

فعند مرورك بالسيارة على الطريق البحري الطويل الذي يصل بين منطقتي خور مكسر والمنصورة في مدينة عدن وكنت من أصحاب الحظ الأوفر فستتمكن من رؤية أسراب محدودة من الطيور البحرية وقد حلت ضيفة على مياه البحر الضحلة المتوزعة على الضفتين اليمنى  اليسرى من الطريق، تتنقل من مكان لآخر على صفحة الماء بحثا عما تقتات به من أعشاب وأحياء بحرية.

محمية عدن ..نبذة:

تقع محمية بحيرات عدن المعروفة باسم (بحيرات البجع) على بيئة الأراضي الرطبة التي تشتهر بها مدينة عدن والممتدة من طريق بدر شرقا بمديرية خور مكسر إلى مديرية المنصورة جنوبا وهي مساحة من ارض تغمرها المياه بارتفاع يتراوح من بضعة سنتميترات الى ستة أمتار من أدنى مستوى البحر (حالة الجزر).

وهي مناطق حساسة كونها تمثل بيئة وسطية بين اليابسة والماء ولذا فهي سريعة الزوال والحفاظ عليها أمر بالغ الأهمية للتوازن البيئي والتنوع الحيوي وتعتبر بحيرات عدن آخر ما تبقى من أنواع الأراضي الرطبة المالحة في مدينة عدن وبالأخص بمديرية خور مكسر في ظل التوسع العمراني التي تشهده المحافظة.

عرف دولي:

تم اعلان بحيرات عدن من ضمن محميات الأراضي الرطبة الخمس الموجودة بمحافظة عدن عام 2006م وتكتسب هذا الأراضي أهميتها من خلال دورها الحيوي في النظام البيئي الساحلي وفي التوازن البيئي والمناخي للمنطقة وذات أهمية إقليمية ودولية, حيث سجلت منطقة عدن ضمن أهم محطات الطيور المهاجرة في قائمة منظمة الطيور العالمية كونها موئلا منتظما لآخر ثلاث أنواع من الطيور المهددة بالانقراض عالميا كالنورس ابيض العين والعقاب الإمبراطوري والنسر الاسعف الكبير وكذا بيئية مناسب لحوالي 1بالمئة من المجموع الكلي لتسعة أنواع من الطيور على المستوى الإقليمي إضافة لملائمتها البيئية لثلاث أنواع من الطيور المسجلة حصريا على مستوى الشرق الأوسط وتضم النورس السويدي وابيض العين وزقزاق السرطان. 

حيث تم رصد أكثر من 70 نوعا من الطيور بعضها مستوطن والبعض الآخر مهاجر و(حاضنه) لصغار العديد من أنواع القشريات والسرطانات البحرية والقواقع التي تستخرج منها مادة الظفر التي تستخدم في صناعة المواد العطرية والتقليدية إلى جانب احتواها الآلاف من الأسماك الرخوية (قناديل البحر المقلوبة) التي تلعب دورا حيويا في الحفاظ على النظام البيئي للبحيرات.

السلطة المحلية بخور مكسر تجتهد:

قام  مدير المجلس المحلي لمديرية خور مكسر عوض مشبح  بالتنسيق مع محافظة محافظ عدن الأستاذ عيدروس قاسم الزبيدي وصندوق النظافة  ومكتب الأشغال العامة والطرق في خور مكسر وبالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني بتدشين حملة النظافة لمحمية الطيور لمحمية البجع حيث قال مشبح: هذا الموقع الطبيعي الهام الذي نسعى جميعا للحافظ عليه لما له من أهمية طبيعية وذلك كونه محطة تراخي لجميع الطيور المهاجرة سواء منها النادر أو مشتهرة والذي تجعل من هذا مكان مزادا لانطلاق منه إلى استكمال رحلتها إلى  الدول الإفريقية الحارة وخاصة ساحل العاج وأوغندا.

وأضاف مشبح :تبقى عملية الحفاظ على استمرارية و دوام المسطحات المائية مصدر الأراضي الرطبة الموجودة في مناطق متفرقة في محافظات الجمهورية أمر هام يجب على الجميع المساهمة في ديمومة الحياة فيها والسعي مع الجهات المختصة لتحسينها وخلق المرعى المناسب لها وعدم الانجراف وتحويلها الى بيئة خراسانية تحت هوس التوسع العمراني العشوائي غير المنتظم الذي يعتبر مصدر مشوه للمنظر العام وللمورد البيئي التي طالما كان زمرا لوجود الحياة.

منظمات المجتمع المدني تهتم

تحدث راشد حازب  رئيس جمعية البيئة والقانون قائلا: تتم هنا وهو يشير إلى الأرض التي يقف عليها (محمية الطيور ) عملية دفن عشوائي لحضارة عدن من أشهر ونحن هنا وفي هذا التاريخ بالتحديد نناشد محافظ عدن "عيدروس الزبيدي ومدير أمن عدن شلال شائع" للحد من هؤلاء العابثين وإيقاف تمددهم، وخاصة أن الأمر لا يقف عند حدود عملية البسط بل ان العابث والباسط سوف يردم وسوف يقوم ببيع هذه المساحة وهذا حقيقية العبث بذاته .

وأضاف راشد: أن الأمر يقف أمام إظهار جمال هذه المدينة وحضارتها ومعالمها والمحمية التي بالخط البحري هي أحدى المعالم تاريخية إبان الاستعمار البريطاني والى الآن يتم عملية الردم وبيع للأرضية وخاصة أن العملية عبثية عشوائية تجارية صرفة وهذا آيل إلى القضاء على المحمية بشكل كلي.

وفي ختام هذا التقرير يبقى السؤل الأكثر إلحاحاً هي سنشهد اهتماما بهذا المطار الخاص بالطيور الذي جذب في حينا من الزمن وجهة نظر السياح والباحثي؟ أم ستتم الطبع عليه بخاتم التجاهل من السلطة المحلية والحكومة هذا ما سنعرفه في الأيام القابلة.

اضف تعليق