نقلت صحيفة الغارديان عن تقرير لمجموعة من العلماء نشر قبيل مؤتمر المناخ الدولي، أن القطب الشمالي قد يفقد "بشكل نهائي" الجليد البحري في مواسم الصيف في غضون عشر سنوات.

واقتبست الصحيفة قول جولي بريغهام غريت، الخبيرة في جامعة ماساتشوستس والمؤلفة المشاركة في الدراسة: "الآن لا يمكننا فعل أي شيء حيال هذا الأمر. لقد قطعنا توا الجذوع وسمحنا بأن ترتفع درجة حرارة المنظومة".

وتقول الدراسة إن اختفاء الجليد البحري سيفتح المحيط المتجمد الشمالي المظلم، والذي سيمتص الحرارة بدلا من عكسها، ما يؤدي إلى ازدياد شدة الاحتباس الحراري.

درجة حرارة القطب الشمالي ترتفع بمعدل أربع مرات أسرع من بقية العالم، ويقول العلماء إن ذلك، إلى جانب موجات الحرارة القياسية في القارة القطبية الجنوبية، يمكن أن يؤدي إلى "اندفاع سريع للمياه الذائبة" لم تشهده الأرض منذ 130 ألف عام، مع عواقب كارثية على المناطق الساحلية.

وفي رأيهم، لا يتم رصد مثل هذا الوضع المقلق فقط في القطبين. فذوبان الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا والأنديز يهدد بترك عشرات الملايين من البشر دون مياه صالحة للشرب، ويضاعف من خطر حدوث فيضانات كارثية.

وتعبيرا عن خطورة الوضع الذي لا رجعة فيه، تعلق بريغهام جريت قائلة: "لا يمكننا إعادة الجن إلى القمقم".

وكان عالم المناخ يوهان روكستروم قد صرّح في وقت سابق بأن هجرة جماعية يمكن أن تبدأ في أقل من 50 عاما في البرازيل والهند وأجزاء من إفريقيا والشرق الأوسط، بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وبحسب توقعات العلماء، فإن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 2.4 درجة يهدد الأرض بعواقب غير متوقعة و"كارثية" وسيفرض ظروفًا معيشية جديدة تماما. على الأرجح، جزء من الكوكب لن يكون صالحا للعيش.

وتصدر عن العلماء بانتظام تحذيرات حول مخاطر الاحتباس الحراري. وللحد من هذه العملية، وقعت في عام 2015 أكثر من 190 دولة على اتفاقية باريس للمناخ، والتي تهدف إلى تقليل الانبعاثات، ورفع مستوى التكنولوجيا والتكيف مع التغييرات الجارية. ومن المتوقع أيضا أن تزيد حصة مصادر الطاقة المتجددة.

روسيا بدورها تعمل على تحضير وتنفيذ تدابير للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وحماية البيئة. وفي هذا السياق في نوفمبر، أصدر الرئيس فلاديمير بوتين تعليمات للحكومة بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 70 في المائة بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 1990، ووضع استراتيجية لتنمية دولة ذات انبعاثات منخفضة من غازات الاحتباس الحراري حتى عام 2050.

المصدر: نوفوستي

اضف تعليق