نشرت صحيفة الغارديان مقالا لجوناثان فريدلاند، بعنوان "جسّد نتنياهو ديماغوجية مخادعة ومثيرة للانقسام. إذا رحل، فبئس المصير".

ويرى الكاتب أن انتهاء عهد بنيامين نتنياهو- الذي دام 12 عاما- مع تشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل، وفي حال تماسك الائتلاف المكون لها، هو "أمر كبير"، و"هو بحد ذاته سبب للاحتفال".

ويضيف الكاتب أن مجموعة الأحزاب المتنوعة في الائتلاف، التي تمتد من الاستيطانية اليمينية المتطرفة عبر الوسط إلى اليسار الليبرالي، والتي تضم حزبا إسلاميا فلسطينيا، لا تشترك في أي شيء سوى الرغبة في الإطاحة بنتنياهو من رئاسة الوزراء.

ومع ذلك، فإن أولئك الذين يتوقون لتغير الوضع الراهن المروع، أو إنهاء الاحتلال أو حتى خطوة صغيرة نحو التعايش الإسرائيلي الفلسطيني، ناهيك عن المساواة، يجب ألا يحبسوا أنفاسهم. أيديولوجيا، يعد نفتالي بينيت، زعيم حزب "يمينا" المتوقع أن يصبح رئيسا للوزراء، أكثر تشددا من نتنياهو. وهو زعيم سابق للمستوطنين في الضفة الغربية ومؤمن منذ فترة طويلة بضم الأراضي المحتلة، بحسب الكاتب.

ويشير فريدلاند إلى أن نتنياهو "لم يكتف بترسيخ الاحتلال. لقد جسّد أيضا نزعة قومية عرقية مخادعة ومثيرة للانقسام والديماغوجية تردد صداها في جميع أنحاء العالم، من فيكتور أوربان في المجر إلى دونالد ترامب في الولايات المتحدة. لقد أظهر ازدراء للمعايير الديمقراطية ولأي تقييد للسلطة التنفيذية وللحقيقة".

ويوضح الكاتب "كان فرّق تسد مبدأ نتنياهو الذي يوجه، بتهور، مجموعة ضد الأخرى. في انتخابات عام 2015، حشد أنصاره يوم الانتخابات من خلال تحذيرهم من أن مواطنيهم العرب يتجهون إلى صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة. هذا العام، قام بمناورة لإدخال إيتامار بن غفير، وهو زعيم حزب عنصري متعصب، إلى الكنيست، لمجرد أنه اعتقد أن ذلك سيساعده على الاحتفاظ بالسلطة".

ويضيف "لقد هاجم نتنياهو أي مؤسسة هددت بمحاسبته أو حتى القيام بمراقبة سلطته، واصفا إياها بأنها جزء من نخبة يسارية مكروهة. اعتداءاته على استقلال القضاء تواصلت. وقد عين الموالين في مناصب المدعي عام ورئيس الشرطة ودور مراقب الدولة المستقل سابقا".

ويختم الكاتب مقاله بالقول إن "نتنياهو (بقي) في السلطة لفترة طويلة جدا، تسبب في تآكل إسرائيل من الداخل. واستبداله بحكومة منقسمة للغاية لن يحل كل مشكلة، لكنه سيحل واحدة، وهذه بداية".

اضف تعليق