منذ ساعات، أذاعت شبكة سي بي إس التلفزيونية الأمريكية المقابلة التي أجراها البرنامج الشهير "60 دقيقة" مع الرئيس المصري العسكري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته لنيويورك منذ أشهرٍ مضت.

كانت الشبكة قد أوضحت أنَّها تعرضت لضغوطٍ شديدة من الحكومة المصرية لمنع إذاعة المقابلة أو التدخل في محتواها، تمثلت في محاولاتٍ من السفارة المصرية في الولايات المتحدة وجهاز المخابرات المصري، ووصلت إلى تقديم عرضٍ لطاقم البرنامج للسفر إلى مصر واستقبالهم على "السجادة الحمراء"، حسبما ذكرت الشبكة على موقعها.

وإليك ما ورد في اللقاء الذي أذاعته شبكة "سي بي إس" وأداره المذيع الشهير سكوت بيلي:

سكوت بيلي: "هل لديك علم بعدد السجناء السياسيين الذين تحتجزونهم في السجون؟".

عبد الفتاح السيسي: "ليس لدينا معتقلون سياسيون ولا سجناء رأي. نحن نحاول مواجهة المتطرفين الذين يفرضون أيديولجيتهم على الناس. وهم الآن بانتظار الخضوع لمحاكمة عادلة. قد يتطلب ذلك سنوات، لكنَّ علينا أن نتِّبع القانون".

سكوت بيلي: "سيادة الرئيس، تقول منظمة «هيومان رايتس ووتش» إنَّ معتقلاتكم بها الآن 60 ألف معتقل سياسي".

عبد الفتاح السيسي: "لا أعرف من أين جاؤوا بهذا الرقم. قلت إنَّه لا يوجد معتقلون سياسيون في مصر. كلما حاولت أقلية أن تفرض أيديولجيتها المتطرفة، علينا أن نتدخل بغض النظر عن عددها".

وعلَّق السيسي على ملابسات تولِّيه الحكم بعد عامٍ من حكم محمد مرسي.

فقال في المقابلة: "رفض الشعب المصري تلك الحكومة الدينية المتشددة. من حق الشعب المصري أن يختار نوع الحكومة التي تروق له".

سكوت بيلي: "وهُم أيضًا أهم جماعة معارضة لسياستك. ألهذا أعلنت أنَّهم جماعة محظورة؟".

عبد الفتاح السيسي: "لا، لا، لا. نحن نتعامل فقط مع الإسلاميين المتطرفين الذين يحملون السلاح. نرحب بأن يعيشوا وسط الناس، لكنَّنا لا نريدهم أن يحملوا السلاح ويدمروا الاقتصاد المصري".

بيلي واصل توجيه الأسئلة إلى السيسي قائلًا: "سيادة الرئيس، تحدثت مع عددٍ من المواطنين المصريين الذين يرفضون مناداتك بسيادة الرئيس؛ لأنَّهم يقولون إنك ديكتاتور عسكري".

عبد الفتاح السيسي: "لا أعرف مع من تحدثتَ. لقد نزل 30 مليون مصري إلى الشوارع ليعترضوا على النظام الحاكم آنذاك. وكان من الضروري الاستجابة إلى إرادتهم. وثانيًا، تطلّب الحفاظ على السلام بعد تلك الفترة بعض الإجراءات لاستعادة الأمن".

وسأل سكوت بيلي السيسي عن الهجوم على اعتصام ميدان رابعة، حين كان مسؤولًا عن الأمن، قائلًا: "هل أعطيت ذلك الأمر؟".

عبد الفتاح السيسي: "اسمح لي أن أسألك سؤالًا. هل تتابع الأوضاع في مصر عن كثب؟ من أين تحصل على معلوماتك؟ كان هناك آلاف المسلحين في الاعتصام وظلوا هناك أكثر من 40 يومًا. لقد جربنا السبل السلمية لتفريقهم".

سكوت بيلي: "أصدرت «هيومان رايتس ووتش» تقريرًا، ربما تكون قد شاهدتَه، يصف اعتصام رابعة. ويقول التقرير: «باستخدام ناقلات الجنود المدرعة، والجرَّافات، وقوات المشاة، والقنَّاصة، هاجمت الشرطة ورجال الجيش مخيم الاعتصام، وأسقطوا مئات القتلى الذين أُصيبوا برصاصاتٍ في رؤوسهم وأعناقهم وصدورهم». هل كان هذا ضروريًا للسلام والأمن في مصر؟".

عبد الفتاح السيسي: "أنت تعتبر تقرير «هيومان رايتس ووتش» تقريرًا سليمًا. هذا ليس صحيحًا. كان هناك رجال شرطة، وكانوا يحاولون فتح ممراتٍ آمنة للناس لكي يذهبوا بأمانٍ إلى منازلهم".

لكنَّ شبكة سي بي إس تشير إلى أنَّ الحكومة المصرية بعد الهجوم أوضحت أنَّها وجدت عددًا ضئيلًا من الأسلحة في الاعتصام، وهو ما يتناقض مع تعليق السيسي، لذا وجَّه بيلي السؤال التالي إليه.

سكوت بيلي: أنت رجل عسكري، وقد تعلَّمت على يد الجيش الأمريكي. هل ترى أنَّ القوة المستخدمة كانت متناسبةً مع الوضع؟".

عبد الفتاح السيسي: "لا أعرف كيف وجدوا 15 أو 16 سلاحًا. أود أن أقول للشعب الأمريكي إنَّ الوضع على الأرض كان يمكنه أن يدمر الدولة المصرية ويسبب زعزعةً ضخمة في الاستقرار، أكثر مما يمكن لأحدٍ أن يتصور. كلما حدثت مواجهة مسلحة مع عددٍ كبير من الناس، من الصعب التحكم في الموقف وتمييز مَن قتل مَن".

وتقول شبكة سي بي إس إنَّ السيسي في مقابلته معها قد كشف رسميًا لأول مرة عن تعاون جيشه مع إسرائيل في سيناء.

سكوت بيلي: "هل ترى أنَّ التعاون حاليًا هو الأعمق والأوثق بينك وبين إسرائيل؟".

عبد الفتاح السيسي: "هذا صحيح. تحتاج القوات الجوية أحيانًا إلى العبور إلى الجانب الإسرائيلي. لهذا ثمة تنسيق على نطاقٍ واسع يجري بيننا وبين الإسرائيليين".

سكوت بيلي: "تشير التقديرات إلى وجود ألف إرهابيٍ في سيناء. فلماذا لم تتخلصوا منهم، مع أنَّكم تتلقون دعمًا عسكريًا سنويًا من الولايات المتحدة يفوق المليار دولار؟".

عبد الفتاح السيسي: "ولماذا لم تقضِ الولايات المتحدة على الإرهابيين في أفغانستان بعد 17 سنة وإنفاق تريليون دولار؟".

سكوت بيلي: "لمَ قد يستمر الشعب الأمريكي في الاستثمار بحكومتك؟".

عبد الفتاح السيسي: "إنَّهم يستثمرون في أمن المنطقة واستقرارها. إنَّ الولايات المتحدة مسؤولة عن الأمن في العالم".

سكوت بيلي: "سيادة الرئيس، إنَّ منتقديك، في الكونجرس والأمم المتحدة، يقولون إنَّك اعتقلت عشرات الآلاف من السجناء السياسيين، وإنَّ مئاتٍ من العُزَّل قد قُتلوا في شوارع القاهرة. إنَّهم يزعمون بأنَّ يديك ملوثة بدماء هؤلاء. كيف تفسر كل هذا؟".

عبد الفتاح السيسي: "نحن نتعامل مع أصوليين ومتشددين سببوا الأذى وقتلوا أناسًا في السنوات الماضية. لا يمكنني أن أطلب من المصريين أن ينسوا حقوقهم أو رجال الشرطة والمدنيين الذين ماتوا".

المصدر: ساسة بوست

اضف تعليق