أفاد مصدر ملاحي في محافظة البصرة، الأربعاء، بأن سفينتين تجاريتين تعرضتا الى اعتداءات بالحجارة من قبل صيادين غاضبين بسبب تمزق شباكهم لدى مرور السفينتين في شط العرب، ما أدى الى تهشم بعض نوافذهما.

وقال المصدر في حديث صحفي، إن "السفينة التجارية (أمواج كارون) التابعة الى شركة (عبر الشرق) للخدمات الملاحية والشحن البحري تعرضت لدى مغادرتها ميناء المعقل التجاري باتجاه البحر الى اعتداء بالحجارة والقناني الزجاجية الفارغة من قبل صيادين غاضبين يستقلون زوارق خشبية صغيرة، وذلك بسبب تمزق بعض شباكهم لدى مرور السفينة"، مبيناً أن "سفينة تجارية ثانية اسمها (الحسين) وتابعة الى شركة (ماج) تعرضت أيضاً الى اعتداء مشابه لنفس السبب لدى تحركها باتجاه ميناء أبو فلوس التجاري، وذلك بعد أقل من ساعة على وقوع الاعتداء الأول".

ولفت المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه الى أن "الاعتداءات أسفرت عن تهشم زجاج بعض نوافذ السفينتين"، مضيفاً أن "مشكلة كثرة شباك الصيادين في قناة شط العرب أصبحت تشكل مصدر قلق كبير لطواقم السفن التجارية التي ترتاد مينائي أبو فلوس والمعقل، حيث أن تلك الشباك تعرقل مرور السفن، وإذا قرر ربان سفينة ما اجتياز الشباك فإنها سوف تتمزق، وبالتالي يشن الصيادون هجوماً على السفينة".

وأكدت الشركة العامة للموانئ التي يقع مقرها في محافظة البصرة في (4 نيسان 2016) عجزها عن ايجاد حل جذري لمشكلة عرقلة شباك الصيد لمرور السفن التجارية، وقال في حينها مدير قسم الإعلام والعلاقات العامة في الشركة أنمار عبد المنعم الصافي في حديث صحفي, إن "الشركة خاطبت رسمياً قوات خفر السواحل والشرطة النهرية لإيجاد حلول لمشكلة عرقلة شباك الصيد لمرور البواخر في شط العرب، ولكن لم نحصل على نتيجة لغاية الآن"، موضحاً أن "المشكلة تبدو عصية على الحل بالرغم من ضرورة معالجتها للتخلص من تأثيراتها السلبية على عمل مينائي المعقل وأبو فلوس".

وذكر الصافي آنذاك أن "مواسم صيد أسماك الصبور خلال الأعوام السابقة شهدت تعرضت بواخر الى اعتداءات مسلحة من قبل صيادين مزقت البواخر شباكهم، ونخشى من تكرار تلك الحوادث خلال الموسم الحالي"، مضيفاً أن "الشركة تجدد مناشدتها للقوات الأمنية بمنع الصيادين من نصب شباكهم في القنوات الملاحية، وحثهم على ممارسة الصيد في أماكن أخرى".

يذكر أن موسم صيد أسماك الصبور يعد فترة نشاط استثنائي للصيادين العراقيين في المياه الاقليمية وشط العرب نتيجة اقبال المواطنين في محافظة البصرة على استهلاك هذا النوع من الأسماك البحرية المهاجرة. وتصل أمهات الصبور مع بداية شهر آذار من كل عام الى مياه الخليج العربي، ومنها المياه الاقليمية العراقية وصولاً الى شط العرب قادمة من شبه القارة الهندية، حيث تتكاثر في المنطقة خلال بضعة أسابيع، ومن ثم تعود خلال شهر آيار مع صغارها الى موطنها الأصلي، ويعول معظم الصياديين في كسب رزقهم على اصطياد تلك الأسماك بالدرجة الأولى، ونسبة كبيرة من الصيادين يتفرغون لمهنة الصيد فقط خلال موسم صيد الصبور، وبعد انقضاء الموسم ينصرفون الى ممارسة أعمال أخرى لكسب قوتهم.

 

اضف تعليق