شغلت ظهور مئات الحسابات الفردية المختلفة التابعة لأنصار عصابات داعش الارهابي على منصة فيسبوك وبصورة مفاجئة، قلق الخبراء الأمنيين.

التكيك الاعلامي والعدد الكبير للحسابات التابعة للتنظيم التي اظهرت عقب انتشار صور وخبر استشهاد مدير جوازات الأعظمية العقيد ياسر الجوراني مع المخطوفين الذين معه، اثارت القلق كونها حسابات غير المتداولة أو غير المعروفة تروج لأعمال تنظيم داعش ، وتركز على البيانات والترويج الفكري.

وفسر الباحث في شؤون الارهاب علي الطالقاني في توضيح اطلعت عليه وكالة النبأ، ان "هذا الأمر له أكثر من تفسير: وهو انهيار الجهاز الإعلامي الرسمي للتنظيم، كنتيجة حتمية لتراجعه على أرض الواقع، كذلك فأنها تدعم التنظيم لكنها لا تعبر عنه بشكل رسمي، ربما لعدم أعتراف التنظيم بها رسمياً، او لعدم قناعته بها".

وأضاف، ان "الغرض من انشاء هكذا مواقع هو دعم فلول التنظيم وعناصره المهزومة نفسياً وعسكرياً، وتحريضهم على القيام بعمليات جديدة".

وبين ان "حسابات تويتر المؤيدة لداعش يمكن من خلالها الكشف عن الجهات الفاعلة الأساسية، وكيف تم نشر المحتوى عبر الشبكة، كما تساهم المراقبة الدقيقة تحسين مراقبة أنشطة التنظيم وهذا يشمل تجميع النصوص والمنشورات بدأ من الاسم، واسم المستخدم، والموقع والوصف، وعدد المتابعين في وقت تنزيل التغريدة، وعدد الحالات التي قام المستخدم بتنزيلها، والتغريدة نفسها".

واشار الطالقاني الى ان استخدم داعش الشبكات الاجتماعية لنشر توجهاته واستقطاب المناصرين عبر محتوى مؤيد للتنظيم ورسومات وعمليات الإعدام، يعني استخدام الإنترنت أداة رئيسية لعملياته الإرهابية، لافتا الى ان "التحذير واغلاق الصفحات من قبل شركات وسائل التواصل لأسباب أمنية ومنشورات تروج للارهاب تعتبر اجراءات سطحية".

وبين ان "التنظيمات الارهابية تعمل أيضا على المحاكات بتغيير المفردات ولم تعد هذه الاجراءات كافية وهذا ماتم رصده مؤخرا في تصاعد حسابات ونشر مقاطع فيديو وصور".

واوضح ان "أنصار داعش باتوا أيضا يستغلون الفراغ ويتواجدون على وسائل التواصل الاجتماعي فقد شهدت الأسابيع الأخيرة ارتفاعاً في النشاط وكانت هناك زيادة في إطلاق الحسابات التي تم رصدها من مراكز بحثية متخصصة".

واكمل "التنظيم أيضا استغل الحد من متابعة الشركات كفيس بوك وتويتر وتلكرام حيث أن هذه الشركات وبسبب جائحة كورونا أصبحت خدماتها تتأخر بسبب قلة موظفيها أو بسبب التباعد الاجتماعي وهو ما مكن أنصار التنظيم تفاعلهم عبر المراسلات".

واردف بالقول ان "هناك أيضا تطبيقات يستغلها التنظيم حيث تدعي هذه التطبيقات انها تمتلك حرية وخصوصية فريدة".

وقال الطالقاني ان "(التعاقد من الداخل) تكتيك جديد تستخدمه الجماعات الجهادية الملتحقة حديثا بالتنظيمات الارهابية لان هذه التنظيمات دائما ماتشكو من قلة المساعدة خصوصا عندما يتعلق بشن هجمات ارهابية معقدة".

وأكد "لا يزال التنظيم يعمل من خلال ثمانية فروع رئيسة وعشرين شبكة لهذه المجاميع في اسيا وافريقيا والشرق الأوسط واوروبا".

وتابع "لدى تنظيم داعش جماعات تترابط عبر مواقع التواصل الاجتماعي بطرق مشفرة تعمل قيادات التنظيم على الربط بين الهواة الجدد بحيث يمنح التنظيم هؤلاء الهواة قدر من الحماس والثقة في تنفيذ هجمات ارهابية وعمليات قتل جماعي".

واشار الطالقاني الى انه "منذ عام 2012 لم نر تنظيم داعش يدعو بطريقة توحي بالهزيمة كما نراه اليوم، فبعد ان عجز عسكريا بات التنظيم يدعو انصاره عبر مواقع الانترنت الى التحشيد والعودة الى العمل الالكتروني، ويحاول التنظيم أيضا رسم صورة اعلامية عن نفسه بأنه متطور ومتكيف مع ما يجري في المنطقة وله جاذبية قوية، وأنه يوظف الاعلام من أجل اهدافه حيث لا يمكن وصفه بأنه عملية قتل أو السيطرة على منطقة ما، وإنما هو رسالة وجزء من خطاب يتم تصديره، فالتنظيم يحفز انصاره لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي وانشاء حسابات كثيرة لانه يعتقد بانها منصة لايصال صوته".

ولفت الى انه "من خلال تحليل منشورات تنظيم داعش على وسائل التواصل الاجتماعي وتحديداً تويتر، فان الناشر عادة ما يرى انها تضفي الشرعية والايديولوجيا على التنظيم، بل يحاول كسب التعاطف بين أنصار التنظيم واستقطاب آخرين جُدد".

وبين "إستخدم التنظيم أدوات وسائل التواصل لتخدم خطابه الاعلامي فعلى سبيل المثال وخلال شهر واحد تم نشر أكثر من 25 الف تغريدة".

وتابع قوله "تكشف التغريدات ان الحسابات والصفحات لها تفسيرها الخاص بما يجري حول العالم بما يتطلب (الهجرة والجهاد) والالتحاق بالجماعات المقاتلة (كواجب ديني) وبذريعة ان التنظيم هو المشرع والجهة الدينية التي تحكم وفق الشريعة الاسلامية. لذلك عادة ما يركز الخطاب بشكل متكرر على مفهوم الجهاد والتجنيد".

وأكد الطالقاني ان "الحل يكمن باعتماد مناهج متعددة الأوجه للقضاء على التنظيم وخصوصا في الفضاء السيبراني وفهم كيف يفكر التنظيم بالحفاظ على أنشطته وتجنيده ودعايته".

هذا وغالبا ما يثير كيان داعش الرأي العام من خلال عمليات قتل اجرامية يقوم بارتكابها بحق عسكريين و مدنيين ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ما يثير المخاوف لدى السكان  من عودته مرة اخرى.

وبحسب المختصين، فان قيام بتصوير ونشر عملياته الاجرامية محاولة لايصال رساله بوجوده وسيطرته، لكن الحقيقة بحسبهم انه يحاول ان يغطي على الهزائم التي لحقت به قيادة وانصار في العراق وسوريا.

اضف تعليق