أجرت المفوضية العليا المُستقلة للانتخابات القرعة العلنية لأرقام المُرشحين في كل محافظات البلاد، وأنتهت المفوضية الى ترشيح 3243 مرشحاً فقط، لكن المفارقة الانتخابية الأكثر الفاتاً للنظر، هي غياب رؤساء الحكومات السابقة، فضلاً عن رؤساء الجمهورية المُتعاقبين على هذا المنصب بعد 2003، مما جعل المراقبين يتساءلون عن سر هذا الغياب غير المتوقع، لاسيما مع كاريزمات الرؤساء وقوة حضورهم الشعبي في الشارع.

يقول مراقبون أن"قانون الانتخابات ذو الدوائر المتعددة، قد يكون أحد الأسباب المهمة التي تقف وراء هذا الغياب، فضلاً عن أسباب أخرى".

وأبرز الغائبين عن الموسم الانتخابي:

أياد علاوي

وشغل منصب رئاسة الحكومة بين عامي 2004 و2005، وكان من الشخصيات التي تحصل على ارقام كبيرة في الانتخابات النيابية، وترشح في كل استحقاق انتخابي منذ 2005 ولغاية 2018، أذ اعلن بعد عامين تقريباً استقالته من المجلس النيابي، بعد أن غاب عن جميع جلساته، ويقول عن غيابه في احاديث اعلامية، أنها "تعود لعدم قناعته بمجريات الأحداث السياسية"، لكن هناك من يشير الى أن علاوي "يعاني من الشيخوخة، أذ بلغ من العمر ما يناهز الثمانين عاماً تقريباً، وهو عمر لا يسمح له بمزاولة منصبه كنائب في البرلمان الذي يحتاج اقوة ونشاط وهمة وذاكرة قوية".

أبراهيم الجعفري

شغل منصب رئاسة الحكومة العراقية بين عامي 2005 – 2006 وأطيح به من منصب رئاسة الحكومة بعد رفضه من القوى الكردية انذاك، وخاض الانتخابات جميعها باستثناء انتخابات 2018، أذ كان يشغل منصب وزير الخارجية، وغادر المنصب الى العاصمة البريطانية لندن، أذ يقيم هناك، ولم يحصل حزبه- أي تيار (الاصلاح الوطني) على أي مكاسب انتخابية في 2018، وقد اعلن عدم مشاركته ولا تياره في هذه الانتخابات، ويؤكد مقربون منه أنه "يعاني من مشاكل صحية وتقدم في السن".

نوري المالكي

وهو الأسم الأكثر لمعاناً وقوة، والاكثر اثارةً للجدل بين كل رؤساء الحكومات العراقية، وقد خاض الانتخابات جميعها ايضاً، وشغل منصب رئيس الحكومة لدورتين كاملتين، بين عامي 2006 و2014، وأزيح من المنصب بعد سقوط الموصل على يد تنظيم داعش الارهابي، خاض الانتخابات بدءاً من عام 2010 رئيساً لائتلاف دولة القانون، وحصل على ارقام فلكية من الأصوات، وسيغيب هذه المرة شخصياً عن قوائم الترشيحات، فيما دفع ب 72 مرشحاً يتنافسون في مختلف المحافظات العراقية، يعزو المحللون سبب غيابه الى "القانون الانتخابي الذي قد يحجم من قوة حضوره الشعبي داخل دائرة صغيرة في بغداد أو كربلاء مسقط رأسه".

حيدر العبادي

شغل منصب رئيس الحكومة بين عامي 2014 و2018، ويعد أقل رؤساء الوزارة حضوراً على المستوى الشعبي، لكنه خاض الانتخابات السابقة بشكل مستمر، وأعلى رقم حققه في انتخابات 2018، لم يتجاوز الـ 57 الفاً، بينما كان يشغل منصب رئيس الحكومة انذاك، وهو رقم متواضع قياساً الى إنجازاته العسكرية والاقتصادية وابرزها تحرير المدن العراقية من قبضة الاحتلال الداعشي البغيض، كما أن نتيجته الانتخابية هذه لا تتناسب وما كان يحصل عليه سلفاه علاوي والمالكي، ورغم ان العبادي سيغيب هذه المرة عن الترشيح شخصياً، لكن تحالفه ائتلاف النصر الذي يقوده هو شخصياً سيشارك مع عمار الحكيم في تحالف قوى الدولة.

عادل عبد المهدي

اشترك في جميع الانتخابات حتى 2014، ولم يخض بعدها أية انتخابات لاحقة في مسقط رأسه محافظة ذي قار، وقد شغل منصب رئاسة الحكومة بين عامي 2018 و2019، واطاح به الحراك الجماهيري وبحكومته ايضاً، كما ان عبد المهدي لن يشارك بهذه الانتخابات كذلك، وقد يغيب عن المشهد السياسي بشكل تام ونهائي اذ يقترب الرجل من الثمانين عاماً تقريباً.

مصطفى الكاظمي

يشغل منصب رئيس الوزراء حالياً، ويرأس الحكومة العراقية منذ منتصف 2020، وقد فضل عدم المشاركة في الانتخابات النيابية المبكرة لضمان استقلاليتها، وعدم تأثير المنصب التنفيذي على سير التنافس الانتخابي، وهو موقف فيه الكثير من التضحية بالخص من أجل العام، علماً بأن الكاظمي لم يخض أي انتخابات نيابية سابقة من قبل.

هذا ولم يسجل ترشيح أي من رؤساء الجمهورية ايضًا، حيث لم يترشح الشيخ غازي عجيل الياور، ولا فؤاد معصوم ولا برهم صالح لخوض هذا المعترك الانتخابي.

اضف تعليق