قال مسؤولون محليون ان متشددي تنظيم الدولة الاسلامية أغلقوا بوابات سد على نهر الفرات في غرب العراق مما أدى الى تقليل المياه ومنح حرية حركة أكبر لمهاجمة القوات الحكومية عند المصب على الضفة الجنوبية للنهر.

وقال المسؤولون ان المتشددين أعادوا توجيه تدفق المياه لمصلحتهم في ميدان المعركة حول مدينة الرمادي. لكن هذا التكتيك يهدد المحافظات الجنوبية بالجفاف وتراجع المياه لمستويات مثيرة للقلق. بحسب رويترز.

وكان نهر الفرات يستخدم كحاجز بين المتشددين الذين يسيطرون على الضفة الشمالية للنهر والقوات الموالية للحكومة التي تحاول التقدم نحو الرمادي على الجانب الاخر.

وقال متحدث باسم محافظ الانبار وعاصمتها الرمادي ان قوات الامن سيتعين عليها الان اعادة الانتشار بامتداد النهر لمنع المسلحين من التسلل.

وقال المتحدث حكمت سليمان انه في السابق تعين عليهم مراقبة الجسور فقط وبعض المناطق لكن النهر الان أصبح من الممكن عبوره.

وسعت الدولة الاسلامية في السابق إلى استخدام المياه سلاحا في حربها ضد الحكومة العراقية.

ففي الصيف الماضي استولى المتشددون على سد الموصل في شمال العراق وهددوا بإغراق بغداد إلى أن طردتهم القوات الكردية بمساعدة ضربات جوية من التحالف الدولي.

واجتمع مجلس محافظة الانبار يوم الاربعاء لبحث كيفية الرد. واقترح عضو هو طه عبد الغني ان تقصف الحكومة بوابات السد لاطلاق المياه.

وقال سكان الرمادي ومسؤول ري محلي ان المتشددين تركوا بوابتين من بوابات السد مفتوحتين تحت سيطرتهم عند المصب.

وقال مسؤولون إن الاغلاق الجزئي لسد الرمادي أدى إلى تدفق مزيد من المياه على رافد يمتد جنوبا إلى بحيرة الحبانية.

وقال فالح العيساوي وهو مسؤول أمن كبير بالمحافظة إن الحكومة فتحت سدا آخر لتحويل المياه من بحيرة الحبانية إلى نهر الفرات ومنع حدوث نقص في المحافظات الجنوبية.

لكنه قال إن هذا الاجراء مؤقت فقط لن يستمر أكثر من ثلاثة أيام.

وقال انه يتعين على الحكومة أن تتحرك فورا والا ستقع عواقب وخيمة وكارثة بيئية.

وشهدت الحرب التي يشارك فيها تحالف دولي بقيادة واشنطن، خلال الشهر الماضي، تطورات القت بظلال من الشك حول استراتيجية التحالف الدولية، فيما اصرت واشنطن على التاكيد بانها تسير في الاتجاه الصحيح.

وقال رئيس مجلس محافظة الانبار صباح كرحوت ان "داعش (اسم يطلق على تنظيم الدولة الاسلامية) بدأ يستخدم اسلوب حرب المياه الخبيثة، الذي يحاول من خلاله زعزعة الامن في مناطق الخالدية والحبانية التي تسيطر عليها القوات الامنية ومقاتلي العشائر". بحسب فرانس.

وتفرض قوات امنية عراقية بمساندة الحشد الشعبي، وهو عبارة عن فصائل شيعية تقاتل الى جانب القوات الحكومية ومقاتلين من ابناء عشائر الانبار السنية، حصارا حول الرمادي انطلاقا من منطقتي الخالدية والحبانية، الواقعتين الى الشرق من الرمادي.

ووصف كرحوت "قطع المياه بانه ابشع افعال داعش الذي يحاول من خلاله قتل النساء والاطفال وكبار السن عطشا ودفعهم الى النزوح الى مناطق اخرى ليتمكن بعدها من الدخول الى تلك المناطق".

ويرى اركان خلف الطرموز، عضو مجلس محافظة الانبار، ان تنظيم "داعش قد لا يمتلك عددا كافيا من المقاتلين لمواجهة التحالف الدولي حاليا (...) لذلك استخدم المياه كسلاح ضد المناطق التي تتواجد فيها قواعد عسكرية".

وذكر الانسحاب الفوضوي للقوات العراقية من الرمادي منتصف الشهر الماضي، بما تعرضت له مدينة الموصل كبرى مدن محافظة نينوى في حزيران/يونيو 2014.

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بعد سيطرة الجهاديين على الرمادي مركز محافظة الانبار في 17 من الشهر الماضي، ان قوات بلاده ستستعيدها في غضون ايام، لكن العملية تسير ببطء.

ونفذت داعش موجة هجمات انتحارية مكنت من السيطرة على الرمادي في غضون ثلاثة ايام وعادوا خلال الايام القليلة الماضية لاستخدام السلاح ذاته، والذي اطلق عليه العبادي ب" قنبلة نووية صغيرة".

وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية الهجوم الانتحاري الذي استهدف الاثنين الماضي، مقرا للشرطة الاتحادية غرب مدينة سامراء (110 كلم شمال بغداد)، واسفر عن مقتل 48 من عناصر الامن والحشد الشعبي.

وكشف نائب وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن، عن مقتل اكثر من 10 الاف جهادي من تنظيم الدولة الاسلامية منذ بدء حملة الغارات الجوية للائتلاف الدولي ضد معاقل التنظيم في سوريا والعراق.

وكان رئيس الوزراء العراقي وواشنطن مترددين في اشراك قوات الحشد الشعبي، التي تتالف في معظمها من فصائل شيعية، في المعارك التي تدور في الانبار، حيث غالبية السكان من السنة.

لكن سقوط الرمادي بيد داعش، دفع العبادي الى دعوة قوات الحشد الشعبي التي تتلقى دعما مباشرا من ايران، الى الوقوف الى جانب القوات الامنية هناك.

وقال الجنرال جون الن قائد قوات التحالف الدولي خلال منتدى عقد في قطر الاربعاء، ان اشراك الحشد الشعبي لا مفر منه على المدى القصير.

واشار الى انه "بعدها علينا ان نؤمن حياة الاهالي من قبل شرطة سنية او عشائر سنية، ونحن نسعى الى تقوية كليهما".

ودعت الدول الغربية واخرى مشاركة في التحالف الدولي الذي يجمع 60 بلدا، خلال الاجتماع الذي عقد في باريس الثلاثاء، الى تقديم دعم اضافي لحكومة العبادي.

واتهم العبادي التحالف الدولي ب "الفشل" في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية، وذلك قبيل عرض استراتيجيته لاستعادة الاراضي العراقية التي احتلها المتطرفون، خلال الاجتماع.

ولا تزال واشنطن متمسكة برفض ارسال قواتها البرية مجددا الى العراق، فيما يؤكد التحالف الدولي نجاح استراتيجية توجيه ضربات جوية وتدريب الاف المقاتلين العراقيين وتقديم المشورة للجيش العراقي.

وقال بلينكن خلال الاجتماع "لدينا في العراق الان، استراتيجية صائبة، ضربات جوية وعمليات تدريب وشركاء دوليون يعملون بفاعلية".

 

اضف تعليق