بغداد- سوزان الشمري

انتشرت لعبة البوبجي كالنار في الهشيم بين الشباب العراقي لكلا الجنسين حتى باتت هذه اللعبة الالكترونية تغيبهم عن حياتهم الاجتماعية، وتسيطر بتأثيراتها على حياتهم الدراسية.

فالجامعات العراقية طلبتها مقاتلي بوبجي حدود نظرهم لا يتجاوز أجهزتهم النقالة اذ، غادروا مقاعدهم الدراسية، وهجروا الكتاب الذي خسر حربه أمام البوبجي، فتحولت أروقة الجامعات لساحة حرب بين مقاتلي اللعبة.

أكاديميون نبهوا لخطورة هذه اللعبة على الشباب وبالخصوص الطلبة منهم، بعد أن أشارت إحصائيات علمية تراجع المستوى العلمي لغالبيتهم وتحول بعض القاعات الدراسية لجلسة استماع فقط.

في الجامعة المستنصرية وعلى أعتاب مدرجاتها يتوزع الطلبة، فيما تشهد نواديها وزواياها صرخات مقاتلي البوبجي وسط تشجيع حماسي للمتفرجين.

دكتور غزوان جبار، أستاذ الأعلام الالكتروني بقسم الصحافة في الجامعة المستنصرية أبدى تخوفه من تأثيرات هذه اللعبة على الطلبة بعد تراجع مستواهم العلمي. لافتا إلى ضرورة وضع شروط جامعية تحظر اللعبة داخل الحرم الجامعي.

جبار يضيف، ان بعض الطلبة باتوا مجرد رقم في الحضور اليومي بل أشبه بمستمعي فقط، فالمقاعد الأخيرة من المحاضرة العلمية تشهد جولات بوبجي".

فيما طالب أستاذ علم الاجتماع احسان الياسري وزارة التعليم العالي وعمداء الجامعات وضع حد لغزو البوبجي الجامعات وإدمان الطلبة عليها.

الياسري أشار الى ضرورة وضع شروط صارمة توازي الفصل تلزم الطلبة بعدم ممارسة تلك اللعبة داخل الحرام الجامعي، لافتا ً إلى أن "الطلبة اتخذوا من نوادي وكافيتريات وحدائق الجامعات مستقر لهم لممارسة البوبجي ومن كلا الجنسين".

وأكد الياسري أن الكثير من الطلبة تراجع مستواهم العلمي بشكل ملحوظ بسبب انشغالهم بتلك اللعبة، مستغرباً في ذات الوقت عدم حظرها في العراق لما تسببه من أضرار مجتمعية واسعة.

احمد طالب جامعي في كلية العلوم جامعة بغداد يقول انه "أدمن البوبجي بشكل أربك حياته الدراسية والعملية" فهو يقضي جل وقته في العب.

ويضيف احمد انه "يمارس اللعب مع خطيبته التي تعرف عليها عبر العبة".

مروة خالد طالبة جامعية تقول أنها "تمارس البوبجي بشكل افقدها أنوثتها المعتادة بعد أدمنها على الاكشن والسلاح في معارك اللعبة".

وتضيف "جل وقتي أمضيه في اللعب البوبجي"،  الأمر الذي اكسبها أصدقاء جدد من جنسيات مختلفة، وتسخر مروه بالقول: "البوبجي وحد العالم العربي افتراضيا".

و الـ ‏PUBG هي لعبة صنعتها شركة كورية لمايكروسوفت ويندوز على برمجة خاصة (ستيم) في ‏آذار 2017، ومنذ ذلك اليوم حتى الآن بيعت أكثر من 13 مليون نسخة منها، ‏ووصل عدد اللاعبين بها في الوقت نفسه إلى مليوني لاعب لتصبح أكثر الألعاب ‏رواجاً على ستيم.‏

PUBG‏ هي لعبة أكشن يصل عدد اللاعبين‎ ‎فيها في الجولة الواحدة إلى 100، ‏والهدف منها هو القتال أما الرابح فهو من يصمد حتى نهاية المعركة.‏

ويمكن للاعبين أن يختاروا اللعب منفردين أو في فريق صغير يصل عدد أفراده إلى 4 ‏كحدٍ أقصى، وفي الحالتين الشخص الذي يبقى حياً حتى نهاية المعركة يكون هو ‏الرابح.‏

‏ تُلعَب ‏PUBG‏ عبر الانترنت، الأمر الذي يجمع "محاربين" من كل أنهاء العالم في ‏الوقت نفسه، وتبدأ الجولة في سقوط اللاعبين من طائرة عبر مظلات ليحطّوا في ‏ساحة المعركة. ‏

وتظهر المعالم والأسلحة وحتى الأشخاص بشكل يلامس الواقع، مما يساعد في نقل ‏اللاعب إلى عالمٍ آخر ليعيش في عزلة واقعية ومعركة افتراضية، هذا وتعطي اللعبة ‏معلومات مفصلة عن الأسلحة المتوافرة وأنواع الرصاص التي يمكن استعمالها.‏

انتشار هذه اللعبة اثر بشكل كبير على نسبة واسعة من الشباب إذ باتت ممارستها أشبه بالإدمان، فالكثير من هواتها انعزلوا عن العالم الحقيقي واكتفوا بعالم افتراضي الامر الذي ينذر بعزلة مجتمعية مقبلة تهدد الأجيال المقبلة.

إلى ذلــك رصد خبراء اجتماع وعلماء نفس الآثار السلبية للعبة البوبجي على الصحة ، آذ أكدت دراسة حديثة أجريت في جامعة هارفود أن" الألعاب الالكترونية أبرزها (البوبجي) تعزيز العنف، حيث أن اللعبة تعتمد على الأسلحة، بالتالي تعد مثل الكثير من الألعاب التي تزيد من مستوى العنف والتطرف المعادي للمجتمع فيما يرجح بعض الخبراء أن هذه الألعاب تفسد الدماغ عبر الإدمان على ألعاب الفيديو يزيد من مستويات الاكتئاب والقلق لديهم.

الدارسات النفسية أكدت بان "الألعاب الالكترونية تزيد من احتمالية الإصابة بالرهاب الاجتماعي، حيث تجعل الفرد أكثر عزلة اجتماعيًا". مع قلة الحصول على ساعات نوم كافية، وعدم إيجاد الوقت لممارسة أنشطة أخرى مثل القراءة والرياضة والتفاعل مع العائلة والأصدقاء وفقدان التركيز على الجوانب المهنية في حياة الفرد. انتهى/خ.

اضف تعليق