اعلن مرصد الحريات الصحفية (JFO)، اليوم الأربعاء، إصابة أربعة إعلاميين خلال تغطيتهم معارك تحرير الموصل الأسبوع الماضي، وفي حين عزا ذلك الى "عدم اهتمام" وسائل الإعلام في العراق بتوفير وسائل الحماية الضرورية لمراسليها، دعا تلك الوسائل لتعريفهم بمبادئ السلامة في مناطق الصراع والحروب وتوفير الحماية الكاملة لهم.

وقال المرصد في بيان له، إنه "وثّق إصابة أربعة صحافيين خلال الأسبوع الجاري، في هجمات متفرقة، خطط لها تنظيم داعش بأسلوب متقن، في محافظة نينوى، أثناء تغطية المعارك لاستعادة مدينة الموصل"، عازياً ذلك إلى "عدم اهتمام وسائل الإعلام في العراق، بتوفير وسائل الحماية الضرورية والإرشاد بقواعد السلامة المهنية اثناء تغطية المعارك".

وأضاف المرصد، أن "مراسل قناة الحرة، التي تبث من واشنطن، المراسل عبد الحميد زيباري ومساعد المصور الذي كان يرافقه، ياسر سالم، أصيبا في (السادس عشر من كانون الثاني 2017)، أثناء تغطيتهما لعمليات تحرير الموصل من تنظيم داعش".

ونقل المرصد عن مصور قناة الحرة، جوهان توفيق، وهو زميل لزيباري وسالم، قوله إن "الزميلين كانا متواجدين في حي الفيصلية لتغطية المعارك، بعد الساعة الثانية ظهراً، من أمس الأول الإثنين، حيث أصيبا بشظايا قنبلة ألقيت من طائرة مسيّرة تابعة لتنظيم داعش".

وذكر توفيق، أن "إصابة المراسل عبد الحميد زيباري، أكبر من إصابة زميله المصور ياسر سالم، حيث أصيب زيباري بقدمه، ودخلت بعض الشظايا بطنه"، مبيناً أن "الأطباء قالوا إن إصابة زيباري متوسطة الخطورة، في حين أن إصابة سالم خفيفة، برغم أنها في مناطق متعددة من جسمه".

وأوضح مرصد الحريات الصحفية، أن "اليوم ذاته شهد نجاة كادر قناة الغدير الفضائية، مقرها العاصمة بغداد، من استهداف آخر بطائرة مسيّرة أثناء تغطيتهم المعارك التي تجري في الساحل الأيسر من الموصل، بين القوات الحكومية العراقية وتنظيم داعش"، لافتاً إلى أن "ملاك قناة الغدير لم يصب بأي أذى، لكن سيارة البث المباشر (SNG) التي كانت ترافقهم، تعرضت للأضرار".

وفي الخامس عشر من كانون الثاني، قال المرصد، إن "مراسل فضائية كوردسات التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني وتتخذ من مدينة السُليمانية مقراً لها، أصيب أثناء تغطيته معارك دارت بين جهاز مكافحة الإرهاب ومسلحين تابعين لداعش، داخل جامعة الموصل"، مبيناً أن "الصحافي كيلان بوتاني، أصيب بشظايا في يده اليمنى عندما حوصر لثلاث ساعات داخل إحدى بنايات الجامعة التي أعلن عن تحريرها لاحقاً، وأن إصابته خفيفة وحالته مستقرة بحسب زملاء له".

وتابع مرصد الحريات الصحفية، أن "مراسل قناة الاتجاه الفضائية، علي مطير، أصيب في الرابع عشر من كانون الثاني 2017 الحالي، أثناء تغطية معارك تحرير جامعة الموصل"، مضيفاً أن "مقطعاً فيديوياً بثته قناة الاتجاه التي يعمل لحسابها مطير، بثت لحظة إصابة مراسلها برصاصة قناص من داعش، أثناء وقوفه على سطح أحد المنازل في الموصل، لكنه كان يرتدي درعاً ساعد في تخفيف إصابته".

من جانبه قال رئيس مرصد الحريات الصحفية زياد العجيلي بحسب البيان، إن "المراسلين الحربيين ما يزالون يتعرضون للإصابات أثناء تغطيتهم المعارك في مناطق النزاع"، عاداً أن هناك "ضرورة للحفاظ على سلامتهم، وعلى مؤسساتهم أن تولي الاهتمام الكبير بذلك".

إلى ذلك قال المراسل الحربي وليد الشيخ، الذي يعمل لصالح قناة الحرة الفضائية، إن "تنظيم داعش يتعمد استهداف الصحافيين الذين يغطون المعارك، إذ دائماً ما يسعى قناصوه إلى البحث عن الصحافيين لاستهدافهم"، عاداً أن ذلك "الاستهداف متوقع ويجب الحذر منه والعمل بأسس السلامة المهنية".

بدوره أعرب مصطفى سعدون وهو صحافي أنجز مؤخراً تحقيقاً استقصائياً عن المراسلين الحربيين، عن اعتقاده أن هناك "صحافيين يندفعون كثيراً أثناء التغطية ويتواجدون بالقرب من الخطوط الأمامية"، مبيناً أنه "ليس من واجب الصحافي التقدم مع أول جندي، بل أن واجبه الأول حماية نفسه وعدم المخاطرة بها".

وقال المرصد، إنه "منذ انطلاق عملية (قادمون يا نينوى) العسكرية في السابع عشر من تشرين الأول 2016 المنصرم، لطرد تنظيم داعش من المحافظة،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، تعرض الصحافيون العراقيون والأجانب لمخاطر حقيقية بسبب قلة تجهيزات السلامة الجسدية المتمثلة بالستر الواقية من الرصاص وخوذ حماية الرأس، ما تسبب بمقتل مصور وصحافي وإصابة 14 آخرين".

وكان تنظيم (داعش) قد استخدم بـ"دقة" طريقة استهداف الصحافيين بالقنص المباشر لمنع باقي المراسلين من تغطية تقدم القوات العراقية شمالي العراق، الأمر الذي يوليه التنظيم اهتماماً كبيراً.

ودعا مرصد الحريات الصحفية، وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، إلى "القيام بحملة واسعة النطاق لتعريف مراسليها بمبادئ السلامة الأساس للصحافيين الذاهبين بواجبات في مناطق الصراع والحروب، فضلاً عن توفير الحماية الكاملة لهم، وتشجيعهم على المشاركة في دورات الاسعافات الأولية وتوفير المعدات الجيدة لمراسليها مثل الدرع الواقي من الرصاص وخوذة حماية الرأس وحقائب الإسعافات الأولية".

وكان مرصد الحريات الصحفية (JFO) ومنظمة مراسلون بلا حدود، نشرا تقريراً عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم ما يسمى بـ"الدولة الاسلامية" المعروف باسم (داعش)، بحق الصحافيين ومساعديهم، في المنطقة الشمالية من العراق، كما وثّق مرصد الحريات الصحفية شريك منظمة مراسلون بلا حدود، في العراق، اختطاف 48 صحافياً ومساعداً إعلامياً وطلاب إعلام من قبل التنظيم المتطرف بعد سيطرته على مدينة الموصل في العاشر من حزيران 2014، حيث عمد إلى اعدام 13 منهم بطرق وحشية مختلفة بتهمة "الخيانة والتجسس"، في حين يكتنف الغموض مصير عشرة آخرين يعتقد أنهم ما يزالون محتجزين في سجن التسفيرات، وسجن بادوش، ومعسكر الغزلاني.

وأطلق مرصد الحريات الصحفية، مشروع "سلامة"، وهو عبارة عن موقع الكتروني يضم مجموعة أدوات أمنية صممت على الانترنت لغرض مساعدة الصحافيين من خلاله توفير خدمة "تقييم المخاطر الشخصية" التي تحدد مستوى تعرض المراسلين للمخاطر عند تغطية الاحداث في الأماكن بالغة الخطورة.

ويتميز مشروع "سلامة" بأنه يقوم بإرسال تنبيهات أمنية لنطاق عمل الصحافي المتواجد في البقعة المحددة التي تحتاج إلى تحسين أمني، ويقدم نصائح مخصصة للبقاء في مأمن أثناء التغطية، مما يساعد المستخدمين للإجابة على أسئلة أساسية من ضمن تلك الادوات الرقمية.

كما يسمح مشروع "سلامة" للمستخدم بتحليل نقاط الضعف الخاصة به وقدراته الفردية في الاجواء الخطرة للحصول على البيانات المطلوبة لوضع خطة للحد من المخاطر المحيطة بالصحافي. وتتضمن منهجية عمل تلك الادوات ارشادات لتوجيه هؤلاء المستخدمين لتحديد الأدوات المناسبة ووضع خطة للحد من المخاطر التي قد تعترضهم.

وقد تم تطوير"سلامة" من قبل الصحافي "جورج لويس سييرا" خلال فترة زمالته لدى المركز الدولي للصحافيين بالتعاون مع مطورين من "بيس- تك" و "سبايس- شب" وقدم شراكته الصحافي "بشار المندلاوي" من مرصد الحريات الصحفية، وهو متوفر بثلاث لغات هي العربية والانجليزية والاسبانية. انتهى/خ.

اضف تعليق