السرقة الفكرية، عادة انتشرت وأصبحت ظاهرة مع ثورة المعلومات والإنترنت، ولكنها تعتبر جريمة وهناك ادوات معلوماتية لكشفها

قضايا شهيرة واُخرى ظلت مجهولة تلك التي عرفناها في البلدان العربية وايضاً في كافة ارجاء العالم، اتذكر شخصيا عدة قضايا في مصر لأساتذة في الجامعة اتضح انهم قاموا بنسخ الكثير من أفكار ونصوص منشورة في أبحاث اخرى ونسبوها الى أنفسهم، بل وظهرت بعض الحالات التي نسخ فيها بعضهم الرسالة التي حصلوا بموجبها على ألقابهم العلمية.

سرقة أفكار او نصوص الاخرين كانت ظاهرة محدودة نسبيا في الماضي ومحصورة في أوساط الباحثين والكتاب والإعلاميين، ولكن ثورة الاتصالات التي فتحت أبوابا واسعة امام الجميع عبر الانترنت لعدد غير متناه من النصوص والدراسات والمقالات، أدى لاتساع هذه الظاهرة بصورة كبيرة وانتشارها بين فئات اخرى، وخصوصا الطلاب الذين يستسهلون عملية النسخ من دراسات ونصوص على الانترنت لإنتاج الدراسات المطلوبة منهم سواء في المدارس الثانوية او في الجامعات، كما انتشرت هذه الظاهرة بصورة أكبر في أوساط الصحفيين والاعلاميين.

الأوساط التعليمية في الغرب كانت اول من تصدى لهذه الظاهرة التي تفرغ العملية التعليمية من محتواها، وتم تطوير برامج لرصد عملية نسخ النصوص او الافكار فيما يقدمه الطلاب من دراسات. ومكافحة الظاهرة بدأت بصورة بسيطة جدا حيث كان المدرسون يضعون عبارات او كلمات مميزة يشكون في انها منسوخة من نصوص اخرى على محرك البحث غوغل، وهي طريقة فعالة للغاية في حال كانت العبارات منسوخة كما هي.

في مرحلة اخرى أكثر تطورا يمكن استخدام نوعين من التطبيقات، برامج يتم تركيبها على الكومبيوتر مثل viper او WCopyfinder او برامج تستخدم على مواقعها عبر الانترنت مثل article checker، Duplichecker او plagaware ومن هذه البرامج ما هو مجاني ومنها ما هو مدفوع الأجر. وينتقل مستوى التحليل هنا من البحث عن تطابق بين عبارات الى تحليل النص ورصد المكان الذي يتغير فيه اُسلوب الكتابة اي عندما ينتقل الكاتب من كتابة نصه الخاص الى جزء منقول من نص آخر، وعندها يبدأ البحث عن نسخ اخرى من هذا النص في الملايين من النصوص المنشورة على الشبكة.

مستخدمو هذه البرامج ليسوا فقط من يحاولون كشف سرقة النصوص، وإنما يستخدمها ايضا الطلاب والصحفيون للتأكد من ان بعض العبارات البارزة في نصوصهم لا توجد في نصوص اخرى ويتجنبوا بالتالي تهمة سرقة النصوص، ذلك ان هذا الاتهام له تبعات خطيرة في الغرب تصل الى الفصل من المدرسة او من العمل.

يبقى أن هذه البرامج تقتصر على اللغات الانجليزية والفرنسية، وبالتالي يمكن لم يريد سرقة نص او فكرة في نص عربي ان يطمئن...

موقع راديو مونت كارلو

 

اضف تعليق