بغداد- سوزان الشمري

أختمت فعاليات معرض بغداد الدولي لهذا العام بمشاركة اكثر من 600 دار نشر، اذ تعد الدورة الحالية هي الأكبر من حيث المشاركة منذ تأسيس المعرض قبل أربعة عقود.

ومن بين الدول المشاركة مصر وسوريا ولبنان والأردن وليبيا وتونس والجزائر والإمارات والسعودية والهند وبريطانيا وإيران.

فيما شهدت هذه الدورة مشاركة جماهيرية واسعة وتنوع الكرنفالات ضمن برامج المعرض التي تنوعت من حفلات توقيع لكتاب عراقيين وعرب اضافة الى الامسيات الثقافية والاقتصادية والفنية المتنوعة.

الحضور الجماهيري كان رسالة سلام تقتبس وحيها من عنوان الدورة لهذا العام وهو "نقرا لنرتقي" فكان التنوع الجماهيري الحاضر من مختلف الشرائح والمحافظات لافت للانتباه خصوصا للمشاركين العرب والذين يشارك البعض منهم بتجربته الاولى.

يقول محمد الفضلي كاتب جزائري وعضو النقابة الوطنية لناشري الكتب في الجزائر ان "مشاركته ضمن فعاليات معرض بغداد الدولي هذا العام هي الاولى، وفوجئنا بحجم الاقبال للجمهور العراقي في المعرض وبمعرفة القاريء العراقي بمنجز الكاتب الجزائري".

ويضيف ان "التنظيم لفعاليات المعرض كانت مميزة لا يقل عن اي معرض اخر دولي، ...، شاركنا بأكثر من 500 عنوان،.. حاولنا التنويع في الموضوعات والتخصصات لتلبية جميع الطلبات ...، ما شاهدناه في المعرض يبشر بالخير والتعاون الثقافي بين الجزائر والعراق اذ تم التنسيق مع بعض الكتاب العراقيين".

وعن طبيعة الجمهور العراقي أوضح الفضلي بأن "العراقيون شعب مضياف ومرحب لم نشعر بالغربة مطلقا في بغداد، فلا يزال الشعب العراقي شعبا قارئا وانسانياً بالدرجة الاولى رغم المآسي".

مديرة العلاقات في المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية وامينة مكتبة في شارع المتنبي، منى عبد الرحمن، اشارت قالت ان مركزها شارك بالدورة الاولى ضمن فعاليات معرض بغداد الدولي لكن ما يثلج القلب بحسب منى هذه الدورة هو حجم المشاركة الجماهيرية المتنوعة.

المعرض الذي استمر طيلة عشر ايام بدأت فعالياته من التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساءا ً كان الاكثر احتواء ً لجمهوره المتعطش لكرنفال ثقافي يتجاوز المحلية، فكان عبارة عن مرفئ جمع شتات الثقافة في العراق بعد الغاء معرضي النجف واربيل للكتاب، وحصر فعاليات الكتاب الدولي ضمن معرض بغداد فقط، وهو ما اضافة للمعرض نكهة جماهيرية امتدت من اقصى شماله الى اقصى جنوبه.

رافدة وهي شابة موصلية عاصرت ازمة الارهاب الداعشي لمدينتها رافقت صديقتها ورفيقة دربها ابان حكم الجهل لمدينتها سيعا لمصافحة من كان خير جليس لها طيلة ثلاث اعوام مضت وهو الكتاب تروي بين اروقة معرض بغداد حديث الخوف الذي زال بفضل دماء الشهداء وعودت مدينتها لحضن الوطن بانها كانت قبل سيطرة داعش على الموصل تعشق الكتب وتستحوذ اكبر عدد منها ووجودها ضمن المعرض هو وفاء للنذر الذي قطعت على نفسها والمتمثل بشراء خمسن كتابا فيما لو تمكنت من زيارة بغداد.

الحضوري العربي هذا العام كان مميز جدا حيث شهدت اجنحة المعرض اكثر من 600 دار نشر من مختلف البلدان العربية والاجنبية وهو اضفى نكهة عربية بحتة افتقدها العراق بعزلته لسنوات مضت.

علي بحسون من الجناح اللبناني في دار الفارابي  تحدث عن مشاركته ضمن فعاليات المعرض بان "الجناح اللبناني هذا العام كانت بثلاث اضعاف ما كانت علية العام المنصرم ضمن الدورة السابقة للمعرض"،  وبحسب بحسون فأنها "ستتضاعف اكثر العام المقبل"، وزاد بالقول ان "معرض بغداد الدولي للكتاب بدأ يتطور نحو الافضل، وخصوصا بعد ان اصبح المعرض الوحيد في العراق بعد الغاء معرضي النجف واربيل داخل العراق والملفت هو الجمهور العراقي الذي لم تنفك الحرب ان تمس ذائقته الثقافية فكان الاقبال رائع جداً".

محمد خليل من دار بيومي للنشر في مصر تحدث  عن مشاركته الاولى ضمن معرض بغداد الدولي بالقول: لم اكن اتوقع ان الحياة في العراق كما يصورها الاعلام اشبه بالموت يغطيها لون الدم ويعكر صفوها حاله اللا استقرار فالحقيقة صورة اعمق واوضح دلالة من اي كلام يذكر،  فالحياة تنبض بشوارعها والمواطن العراقي لا يزال سيد الساحة العربية بالثقافة والعلم والانسانية، فالعكس واضع الشعب قاريء بشكل جميل وجمهوره متنوع من كل الشرائح والتنظيم فوق ما متوقع.

ويضيف، شاركنا بأكثر من 200 عنوان كلها تقريبا شارفت على النفاذ تبعا للقاريء العراقي التواق للمنتج العربي المصري.

ومعرض بغداد الدولي هو معرض لإقامة الفعاليات والمهرجانات الدولية، ويقع على مساحة أرض واسعة في حي المنصور وسط العاصمة بغداد،. ويقام المعرض سنويا، وعلى أرضه تعرض الكثير من الدول منتوجاتها وخدماتها.

كان بداية تأسيسه عند اقامة أول معرض زراعي وصناعي في عام 1957م، ونظمه لواء بغداد في وقتها، وفي عام 1959م تأسست مصلحة المعارض العراقية وأقيم معرض للاحتفال بثورة 14 تموز. وفي عام 1964م تغير أسم المعرض إلى (معرض بغداد الدولي). انتهى/خ.

اضف تعليق