يصارع العراق حربا شرسة مع الجفاف الذي يهدد ملايين العراقيين، وأراضيهم الزراعية بسبب التغير المناخي الذي بدء يكتسح بلدان كثيرة في ارجاء الكرة الارضية.

وتداول العراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا مروعة التقطت من مناطق مختلفة سواء في دهوك(شمالاً) أو محافظة ذي قار جنوبي البلاد تظهر جفافا قاحلا وتربة متعطشة وأنهارا منحسرة.

حيث وثق منظر جوي يظهر بقايا قرية غاري كسروكة المغمورة بالمياه والتي هُجرت في عام 1985 وعادت إلى الظهور جزئيًا مؤخرًا بعد انخفاض كبير في منسوب المياه في سد دهوك بسبب الجفاف ، في مدينة دهوك.

فقد استفحل الجفاف في أكثر من 70 قريةً جنوب العراق وسط صيف حار من دون مياه.

وتسبّب الانخفاض الكبير في مياه نهر الفرات بجفاف بعض روافده وحرمان ثلث محافظة الديوانية جنوباً مما يكفيها من المياه للاستخدامات اليومية فيما توقفت عشرين محطة تصفية للمياه عن العمل، كما أفاد مسؤولون محليون.

بينما بات العديد من السكان في تلك القرى ينتظرون مرور صهاريج الماء التابعة للمحافظة، مرةً أو مرتين في الأسبوع، لتزويدهم بما يعوّض القليل من النقص الذي يعانون منه.

ويعاني العراق من الارتفاع المستمر في درجات الحرارة وتزايد نقص المياه من عام لآخر، بين أكثر خمس دول في العالم عرضة لتأثيرات التغير المناخي، وفقا للأمم المتحدة.

كما واجه بلاد الرافدين مؤخراً انخفاضاً كبيراً في مستوى مياه نهري دجلة والفرات، وهو ما تعزوه السلطات العراقية إلى سدود تبنيها إيران وتركيا.

وفيما لا يزال نهر الفرات جارياً ويعبر الديوانية، إلا أن بعض "الأنهر الفرعية التي تعاني من الجفاف شحت بشكل رهيب، ما انعكس سلبا على عشرات القرى، كما أوضح مدير دائرة الماء في الديوانية المهندس حسن نعيم.

واكد تقرير لمنظمة الهجرة الدولية، ان "الهجرة المناخية اصبحت أمراً واقعاً في البلاد حيث نزحت أكثر من 3300 عائلة بسبب عوامل مناخية في عشر محافظات في الوسط والجنوب، والسبب "شحّ المياه، أو الملوحة المرتفعة فيها، أو نوعية المياه السيئة".

وعرقلت قلّة المياه إنتاج المحاصيل أو أدت إلى إفسادها، وحدّت من وفرة مياه الشرب والغذاء للمواشي حيث أرغمت العديد من الأعمال المرتبطة بالزراعة على الإغلاق.

اضف تعليق