ذكر تقرير نشرته صحيفة "بوبليكو" الإسبانية سلط الضوء على الصراعات التي عاشها العالم خلال السنوات الماضية متوقعا تواصلها في سنة 2022 أيضًا.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير، إن سنة 2021 انتهت دون حسم عدد من أبرز الصراعات على المستوى العالمي بعضها ذو طبيعة تاريخية مثل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وفيما يلي، أبرز الصراعات التي حدثت خلال سنة 2021 وستستمر في سنة 2022 وفقًا لتقرير "منظمة مجموعة الأزمات الدولية".

أوكرانيا

ذكرت الصحيفة أن الحكومات الغربيّة قلقة بشأن احتمال شن هجوم عسكري على أوكرانيا، منذ أن نشرت روسيا جزءًا كبيرًا من قواتها إلى الحدود الروسية الأوكرانية. يعود هذا الصراع إلى سنة 2014 عندما ضم الكرملين شبه جزيرة القرم وقدم دعمه للانفصاليين في منطقة دونباس الشرقية بأوكرانيا. وقد دفعت الهزيمة العسكرية الأوكرانيين إلى قبول اتفاقيات مينسك للسلام.

صيغت هذه الاتفاقيات بشكل يخدم مصالح موسكو، وقد عززت قوات دونباس الانفصالية قوتها من خلال احتلال منطقتين منذ توقيع هذه الاتفاقيات. استمر الصراع في السنوات الأخيرة حتى التصعيد في سنة 2021 بعد انزعاج موسكو من عدم امتثال أوكرانيا لاتفاقيات مينسك وتأزم علاقاتها بحلف شمال الأطلسي.

إثيوبيا

مثّل وصول آبي أحمد إلى رئاسة الوزراء في إثيوبيا بارقة أمل للسكان الذين كانوا يتطلعون إلى القطع مع سياسة القمع التي عانتها منها البلاد لسنوات. ولكن في سنة 2020، أصدر آبي أحمد أمرًا بشن هجوم عسكري على إقليم تيغراي أعاد الدولة إلى دائرة العنف وعدم الاستقرار الذي استمر حتى السنة الماضية. 

أشارت الصحيفة إلى بوادر إمكانية إنهاء الصراع، التي تمثلت في سحب زعماء الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي قواتهم من المناطق المجاورة وإنهاء الأعمال العدائية وإفساح المجال للمفاوضات. وترى مجموعة الأزمات الدولية أن هذه الخطوة تمثل فرصة ينبغي "على الحكومة الفيدرالية الإثيوبية اغتنامها لإنهاء القتال".

أفغانستان

في أوائل سنة 2020، توصلت الولايات المتحدة وحركة طالبان إلى اتفاق تعهدت بموجبه واشنطن بسحب قواتها وهو ما مهد الطريق لعودة طالبان إلى السلطة. في الأثناء، كانت قوات طالبان تتقدم تدريجيًا وتسيطر على المدن والبلدات الأفغانية واحدة تلو الأخرى. وفي منتصف آب /أغسطس من سنة 2021، كان من السهل على طالبان السيطرة على العاصمة الأفغانية كابول ليسقط النظام في نهاية المطاف.

لكن وصول طالبان إلى السلطة لا يعني نهاية هذا الصراع ونهاية مأساة البلاد. فقد أكّدت منظمة الأمم المتحدة أن أفغانستان تواجه الآن "أزمة إنسانية عميقة". وحذرت ندى الناشف، نائب مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، من أن سكان البلاد يواجهون بحلول فصل الشتاء فقرًا وجوعا شديدين.

الولايات المتحدة والصين

إلى جانب الانسحاب من أفغانستان، ركّزت السياسة الخارجية الأمريكية على فتح قنوات الحوار مع الصين بهدف الحفاظ على مكانة الولايات المتحدة كقوة مهيمنة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. لكن العلاقة بين البلدين لم تشهد تحسنًا مع وصول الديمقراطي جو بايدن إلى السلطة على عكس ما توقعه الكثيرون. ومع أن العلاقات بين الدولتين باتت أقل فتورًا مما كانت بعد الاجتماع عند بعد الذي جمع الرئيس الأمريكي بنظيره الصيني، مازال التنافس بين البلدين مستمرًا.

إيران ضد الولايات المتحدة وإسرائيل

بعد انسحاب دونالد ترامب بشكل أحادي من الاتفاق النووي مع إيران، أكد خلفه جو بايدن أن بلاده ستعمل على إعادة الانضمام إلى الاتفاق من جديد. ورغم بطء فريق بايدن في اتخاذ القرار، أحرز كلا البلدين بعض التقدم خلال الأشهر القليلة الماضية.

في ظل عدم التوصل إلى اتفاق نهائي أو حتى مؤقت حتى الآن، يظل احتمال منح الولايات المتحدة الضوء الأخضر للهجمات الإسرائيلية التي تسعى إلى دحر قدرة إيران النووية واردًا. وحتى إذا حدث ذلك، قد يستمر تطوير البرنامج النووي الإيراني. وتبقى جميع المخاطر التي أدت إلى توقيع الاتفاقية سنة 2015 قائمة في ظل عدم التوصل إلى اتفاق.

اليمن

تواصل الجيش اليمني واللجان الشعبية تقدمها. وفي الوقت الحالي، اقتربوا من محافظة شبوة ما سمح لهم بفرض حصار على مدينة مأرب القريبة وهي مدينة أخرى في اليمن غنية بالغاز والنفط وقريبة من محافظة البيضاء التي أحكموا سيطرتهم عليها.

تعتبر جميع هذه المدن استراتيجية وتحريرها يصب في مصلحة اليمنيين على المستوى العسكري والاقتصادي. ولكن الانتصار العسكري والاقتصادي لن ينهي الحرب، فيما تواصل الفصائل المدعومة سعوديا قتالها في معاقل صغيرة مثل الانفصاليين في جنوب اليمن الذين يحظون بدعم الإمارات.

إسرائيل وفلسطين

لا يبدو أن نهاية هذا الصراع قريبة لأن اشتباكات جديدة تندلع من وقت لآخر، آخرها الحرب الرابعة بين إسرائيل وغزة التي اندلعت بسبب التهديد بطرد الفلسطينيين من حي الشيخ جراح. ولأول مرة منذ عقود، تجاوز الفلسطينيون خلافاتهم في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة في نضالهم ضد المحتل. وهذه المرة كانت إسرائيل في مرمى الانتقادات الدولية.

هايتي

تعرضت منطقة الكاريبي تاريخيًا لأزمات اقتصادية وسياسية، فضلا عن حرب العصابات والكوارث الطبيعية، مثل تلك التي حدثت في آب/ أغسطس الماضي والتي دمرت معظم جنوب البلاد. 

ميانمار

أطاحت انتفاضة عسكرية في دولة ميانمار بحكومة أونغ سان سو تشي الديمقراطية وحل محلها المجلس العسكري الذي اتخذ تدابير قمعية مثل إلغاء حق الوصول إلى الإنترنت. اختارت الجماعات المسلحة في البلاد استراتيجيات مختلفة. فقد تكيف البعض مع الوضع الجديد، بينما فضل آخرون البقاء على الهامش، في حين اختارت مجموعة ثالثة مواجهة الجيش. 

التطرّف في أفريقيا

منذ أن فقد تنظيم داعش ما وصفه بخلافة الشرق الأوسط سنة 2017، اندلعت أعمال شغب مرتبطة بهذه الجماعة وتنظيم القاعدة في إفريقيا على غرار الجبهتين الأخيرتين في شمال موزمبيق وشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. يطالب تنظيم داعش بإقامة مقاطعة جديدة في منطقة كابو ديلغادو في موزمبيق لذلك زادت الهجمات ضد السكان المدنيين وقوات الأمن.

في الصومال والساحل تحاول قوات مثل بعثة الاتحاد الأفريقي الممولة من الاتحاد الأوروبي في الصومال احتواء التنظيمات الوهابية الارهابية.

المصدر: موقع عربي ٢١ القطري

اضف تعليق