قالت صحفية نييورك تايمز الامريكية، إنه بعد 20 عامًا من الغزو الأمريكي، أصبح العراق مكانًا أكثر حرية، لكنه ليس مكانًا يبعث على الأمل.

وذكرت الصحيفة في مقال لـ"اليساج روبن"، "غزت الولايات المتحدة العراق كجزء من (حربها على الإرهاب) التي أعلنها الرئيس جورج دبليو بوش بعد هجمات القاعدة في 11 سبتمبر 2001. وادعى بوش وأعضاء إدارته أن صدام حسين كان يصنع ويخفي أسلحة الدمار الشامل ، على الرغم من عدم العثور على دليل يدعم هذه الاتهامات، كما قال بعض المسؤولين الأمريكيين إن صدام حسين كان على صلة بالقاعدة، وهي تهمة رفضتها وكالات الاستخبارات في وقت لاحق".

وأضافت، أنه "في الوقت الذي يحتفل فيه العراق بالذكرى العشرين للغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بالديكتاتور صدام حسين، يطارد جيش من الأشباح الأحياء، كل شبر مغطاة بشواهد القبور".

وبينت الصحيفة، أن "العراق اليوم مكان مختلف جدا وهناك عدسات كثيرة يمكن من خلالها رؤية ذلك، مجتمع أكثر حرية بكثير مما كان عليه في عهد البعث وواحد من أكثر البلدان المنفتحة في الشرق الأوسط ، مع أحزاب سياسية متعددة وصحافة حرة إلى حد معين، ومع ذلك، فإن المقابلات مع أكثر من 50 عراقياً حول ذكرى الحرب قدمت صورة مقلقة في كثير من الأحيان لدولة غنية بالنفط يجب أن تعمل بشكل جيد، اذ لا يشعر معظم الناس بالأمان والسلام ولا ينظرون إلى حكومتهم الا مجرد آلة للفساد".

ويرى الكثير من العراقيين مستقبلًا اقتصاديًا قاتمًا، لأنه على الرغم من ثروة الموارد الطبيعية ، فقد تم إنفاق عائدات الطاقة في البلاد بشكل أساسي على القطاع العام، أو فقدها بسبب الفساد، أو إهدارها في مشاريع كبرى تُركت غير مكتملة، ولم يتم صرف سوى القليل نسبيًا للبنية التحتية العامة أو تقديم الخدمات، بشكل يخيب الامل للكثير من العراقيين.

الظروف المعيشية ليست جيدة

وقال محمد حسن (37 عاما) وهو مهندس اتصالات وأب لثلاثة أطفال يشرف على مد خطوط الإنترنت في أحد أحياء الطبقة الوسطى في العاصمة بغداد أن "الكهرباء في البلاد مازالت سيئة ومتعبة."

وأضاف، "اتقاضى راتب يصل لـ 620 دولارًا شهريًا، وبالكاد أملك ما يكفي للوصول إلى نهاية الشهر ، لذلك لا يمكنني رؤية الكثير من المستقبل".

واوضح، "من المؤسف، لطالما أردنا التخلص من صدام، نحن نعلم أن العراق غني ، وكنا نأمل أن يتحسن. لكننا لم نحصل على ما كنا نأمله".

ولا يزال العراق يعاني من اثار الحرب الأهلية والتمرد والاضطرابات المستمرة تقريبًا التي سببها الغزو، والتي استمرت حتى بعد انسحاب القوات الأمريكية في عام 2011، وأفسحت موجة بعد موجة من القتال الطريق للصراع السياسي، ولم تستقر البلاد بشكل كامل واحتلال داعش الإرهابي وما خلفه من دمار وضحايا وجرائم..

وقُتل حوالي 200 ألف مدني على أيدي القوات الأمريكية ومسلحي القاعدة وداعش، وفقًا لمشروع تكلفة الحرب التابع لجامعة براون، كما لقي ما لا يقل عن 45000 فرد من قوات الجيش والشرطة العراقية مصرعهم، واصابات تقدر بعشرات الآلاف لاشخاص تغيرت حياتهم.

وأكدت الصحيفة، إن ضعف الدولة العراقية بعد الغزو الأمريكي جعلها أرضًا خصبة للقوى في المنطقة وخارجها لزراعة طموحاتها الجيوسياسية. وكان من بينهم إيران وتركيا المجاورتان ، إلى جانب الولايات المتحدة نفسها.

لكن إيران أثبتت أنها الأكثر براعة في استغلال فراغ السلطة الذي خلفه عزل صدام حسين وفي ممارسة النفوذ داخل العراق، وإنشاء قوة عسكرية موازية كانت لفترة طويلة خارج سيطرة الحكومة العراقية، تمتلك عشرات الآلاف من المقاتلين ، بما في ذلك بعض الموالين لطهران.

 

 

اضف تعليق