اكد تقرير لمعهد كارنيجي الأمريكي، اليوم الاربعاء، من اهم اسباب ارتفاع معدلات البطالة والفقر وتدهور الانتاج الزراعي في العراق هو الاعتماد على انتاج النفط وتوسع الصناعات المتعلقة به والتي أثرت سلبا على البيئة في البلاد.

وقال تقرير مترجمته نابعته وكالة النبأ، ان "محافظة البصرة جنوب العراق عانت من تداعيات هذا التدهور البيئي حيث ساهمت عدة عوامل في هذا الوضع ، بما في ذلك تغير المناخ والارتفاع العام في درجات الحرارة العالمية، بالإضافة إلى ذلك ، تم تسريع التدهور من خلال تبني سياسات غير مستدامة بيئيًا تهدف إلى التنمية ، ولا سيما التحول نحو إنتاج النفط كمصدر رئيسي للدخل والمحدد الرئيسي لأهمية المنطقة".

واضاف، أن "للحرب التي استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران خلال الثمانينيات كان لها تأثير مدمر على المنطقة، فقد هجر معظم المزارعين الذين يعيشون بالقرب من الحدود أراضيهم وانتقلوا إلى ضواحي المراكز الحضرية الجنوبية، كما أدت محاولات المظام السابق تامين المنطقة إلى إلحاق أضرار جسيمة ببساتين النخيل. بشكل عام ، تم تدمير حوالي 80 في المائة من بساتين النخيل المحيطة بممر شط العرب المائي بسبب الصراع ونقص المياه وارتفاع ملوحة الممر المائي".

وتابع الى، أن "تجفيف الأهوار العراقية في أوائل التسعينيات والسدود التي بنتها تركيا إلى ادى الى خفض تدفق المياه العذبة إلى المنطقة إلى مستويات غير مسبوقة تاريخيًا، وبالاضافة الى  الجفاف المتفشي وارتفاع درجات الحرارة في المنطقة مما زاد من التبخر وهو ما ادى  إلى تدهور جودة مياه شط العرب ، لا سيما أن مياه البحر بدأت تتدفق إلى المجرى المائي بسبب انخفاض تدفقها إلى الخارج باتجاه المجرى المائي الحر".

واوضح التقرير، أن "تداعيات صناعة النفط ادت  إلى زيادة تلوث مجرى شط العرب والنهر. حيث وجدت دراسة أجريت في عام 2020 أن المنتجات الثانوية لإنتاج النفط كانت عاملاً رئيسياً في المستويات المرتفعة للتلوث بالمعادن الثقيلة، حيث تسبب التلوث في مرض واستشفاء ما لا يقل عن 118 الفا من السكان المحليين في البصرة في عام 2018".

واشار الى أن "من عواقب الصراعات المتعددة والتدهور البيئي في محافظة البصرة هو تضاؤل الزراعة ، والتشرد الجماعي للسكان ، وتزايد البطالة والفقر ، وتعميق عدم اليقين الاجتماعي والمنافسة العنيفة على الموارد".

اضف تعليق