أقر قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق، عميكام نوركين، الذي أنهى خدمته العسكرية أمس الثلاثاء أن قدرة طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي على التحليق في الأجواء اللبنانية قد تراجعت، بفعل تطور منظومات الدفاع الجوية التي باتت بحوزة "حزب الله"، فيما وجه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، والقائد الجديد لسلاح الجو تهديدات إلى إيران، تتحدث عن العمليات التي نفذتها قواتهما في الماضي والجاهزية للمستقبل.

وفي مقابلة أجراها معه معلق الشؤون العسكرية في قناة"كان" الرسمية، روعي شارون، كشف نوركين أن "حزب الله" أطلق قبل أكثر من عام صاروخاً على طائرة مسيّرة إسرائيلية وكاد يصيبها، وهذا ما دفع قيادة سلاح الجو الإسرائيلي إلى تقليص الطلعات الجوية في الأجواء اللبنانية.

وأضاف في المقابلة، والتي ستبث بالكامل غداً الخميس، أن إسرائيل أدركت في أعقاب تلك الحادثة أن حزب الله قرر استخدام بعض "المفاجآت" التي أعدها لجيش الاحتلال في الحرب المقبلة، موضحاً أن ذلك زاد من مستوى الخطر على وسائط الطيران الإسرائيلي التي تحلق في أجواء لبنان بهدف جمع المعلومات الاستخبارية عن طريق التصوير.

وأشار الجنرال الإسرائيلي إلى أن هامش المناورة الذي كان متاحاً لسلاح الجو قد تقلص، مما يعني تراجع عدد الطلعات الجوية وانخفاض القدرة على جمع معلومات استخبارية.

من جهة أخرى، لم يقدم نوركين إجابات قاطعة عندما سئل ما إذا كان سلاح الجو الإسرائيلي قادراً على تدمير المنشآت النووية الإيرانية.

وأضاف: "نحن دائمً ًنعرض (على المستوى السياسي) ما يمكننا فعله وما لا يمكننا، ليس فقط في إيران، بل في كل ساحة"، مشدداً على أنه تقع على قادة سلاح الجو مسؤولية كبيرة من منطلق أنه على أساس الإجابات التي يقدمونها يتخذ المستوى السياسي قرارات بالغة الأهمية "لذا فإنني أقدم إجابات دقيقة بشأن ما يمكننا فعله بالضبط".

وحسب نوركين، فإن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، أفيف كوخافي، قرّر اعتبار مواجهة المشروع النووي الإيراني على رأس أولويات الجيش في أعقاب قرار إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018.

من جهته قال كوخافي إن "عملية التحضير للعمليات في إيران تمضي حالياً بوتيرة سريعة".

وأضاف، في حفل تنصيب القائد الجديد لسلاح الجو الإسرائيلي: "لقد تحسن سلاح الجو الإسرائيلي في السنوات الأخيرة؛ لكن لا يزال يتعين علينا التكيف مع المستقبل".

وأشار إلى الضربات التي يوجهها جيشه للمواقع الإيرانية وأذرعها في سوريا، وأماكن أخرى في الشرق الأوسط. وصرح كوخافي في هذا الصدد: "لقد عززنا قدراتنا على شن ضربات جوية على العدو، وسنواصل القيام بذلك، وسيستمر سلاح الجو في لعب دور مركزي خلال هذه الحروب"، مشدداً على أن "سلسلة الهجمات هذه لعبت دوراً مهماً في منع الانتشار العسكري الإيراني في سوريا، وتهديد إسرائيل ومواطنيها".

وأكد كوخافي وبار أن قواتهما تجري تدريبات مستمرة لضمان هذه الجاهزية، وذلك بمعدل مرة في الأسبوع. وللدلالة، بدأ الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، مناورة عسكرية جديدة في مدينة إيلات، لبضع ساعات، استُخدمت فيها الآليات والمركبات العسكرية والطائرات الحربية. وأوضح الجيش أن المناورة مخطط لها ضمن تدريبات 2022 للوقوف على استعداد وجهوزية الجيش.

وفي وقت سابق قال كوخافي إن جيشه سيعد خططا عسكرية ضد إيران، مضيفا أنه لا يجوز التوصل إلى اتفاق معها بشأن مشروعها النووي.

وأعلن -في ندوة عقدها معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب أن إسرائيل لا تسعى إلى الحرب، لكنها ستعد الخطط العملية اللازمة، حسب تعبيره.

واعتبر أن الاتفاق النووي مع إيران سيكون سيئا، وسيتيح لطهران الوصول إلى قدرات نووية عسكرية.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي يوم الأحد إن كوخافي وجّه بتسريع الاستعدادات لهجوم محتمل ضد إيران، وذلك غداة تحذير الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من أن أي تحرك عدائي ضد بلاده سيواجه برد عسكري حازم.

وأفادت الإذاعة بأن كوخافي وجّه سلاح الجو بإجراء تعديلات على البرامج التدريبية للطيارين والملاحين.

وأضافت أن "التعديلات ستنعكس في الجزء الأكثر تقدما من تدريب الطيارين، قبل أن يصبحوا لائقين للنشاط العملياتي".

وكانت إسرائيل أعلنت في الأسابيع الأخيرة أنها تستعد لتنفيذ هجمات على منشآت نووية إيرانية، فيما رد مسؤولون إيرانيون بالقول إن أي هجوم إسرائيلي سيتم الرد عليه.

ويوم السبت، أكد الرئيس الإيراني أن أي تحرك عدائي "سيواجه برد حازم من قبل القوات المسلحة الإيرانية، مما يؤدي إلى قلب المعادلات الإستراتيجية في المنطقة".

وفي سياق متصل، ذكرت قناة "كان" أن سلاح البحرية الإسرائيلي والأسطول الخامس الأميركي أنهيا هذا الأسبوع مناورة مشتركة في البحر الأحمر من شأنها أن تعزز قدرة إسرائيل على مهاجمة إيران.

وأضافت القناة أن سفينة تابعة للأسطول الخامس الأميركي زودت خلال المناورة سفينة صواريخ إسرائيلية بالوقود في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ستزيد من المسافة التي يمكن أن تقطعها سفن الصواريخ والقطع الحربية الإسرائيلية بشكل يمكنها من الوصول إلى الشواطئ الإيرانية.

وحسب القناة، فإنه إذا كان الوقود التي تحمله السفن العسكرية الإسرائيلية يمكّنها من الإبحار من خليج حيفا حتى البحر الأحمر، فإن الوقود الذي ستحصل عليه من السفن الأميركية سيمكنها من الوصول إلى الشواطئ الإيرانية، في حال قررت تل أبيب توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية.

وقال اللواء تومار بار، القائد الجديد لسلاح الجو، حسب تقرير لصحيفة الشرق الأوسط، إن قواته "جاهزة للعمليات في الأماكن القريبة والبعيدة".

اضف تعليق