تتشابه الزوارق البخارية التي تقوم بنقل السياح الاجانب والتي تمر في اهوار جنوب العراق ، لكن هناك زوارق من نوع آخر وظيفتها الجديدة اشبه بسيارات الاسعاف لتقديم الرعاية الصحية للماشية وخاصة جاموس الماء المعروف في الأهوار ، حيث يواجه تهديدًا متزايدًا من آثار التلوث المتفشي وتغير المناخ.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير عن الطبيب البيطري كرار إبراهيم هندي وهو يتجه لعلاج جاموس مريض قوله إن ” زوارق الاسعاف البيطرية هذه هي المبادرة الأولى والوحيدة من نوعها في مستنقعات العراق”.

واضاف التقرير أن ” الاهوار الواقعة بين نهري دجلة والفرات والمعروفة أيضًا باسم أهوار بلاد ما بين النهرين ، تعد واحدة من أكبر مناطق الدلتا الداخلية في العالم، وبالكاد نجت الأراضي الرطبة من وحشية الديكتاتور صدام حسين ، الذي أمر بتجفيف الأهوار عام 1991 كعقاب للمجتمعات التي كانت تؤوي المتمردين على النظام “.

واوضح ان ” سكان الاهوار يكسبون لقمة عيشهم من تربية الجواميس ، فضلاً عن صيد الأسماك والسياحة فيما يشتهر حليب الجاموس في جميع أنحاء العراق بالقوة التي من المفترض أن يمنحها لمن يشربه ، ويستخدمه المزارعون لصنع مادة القيمر الكريمية ، وهي طعام شهي يقدم للعراقيين على خبز مسطح على الإفطار”.

واوضح التقرير ان ” القارب البخاري الجديد يتم استخدامه من قبل الأطباء البيطريين كسيارة إسعاف للحيوانات لتقديم الرعاية الصحية الضرورية للماشية ، فيما يقدر ان هناك حوالي 20 الف جاموس ماء في الاراضي الرطبة في الاهوار لكن القطعان تختلف في الحجم. يمتلك بعض المزارعين حفنة قليلة من الحيوانات ، بينما يمتلك البعض الآخر ما يصل إلى مائة رأس من الجاموس”.

من جانبه قال مختار محمد سعيد ، مدير منظمة المناخ الأخضر العراقية ، التي تمول مشروع قارب الجاموس إن ” معظم المزارعين لا يمكنهم نقل الجواميس إلى المدينة عند اصابتها بالمرض لذا فهم يخاطرون بإجراء تشخيص غير صحيح، ولذا بدلا من ان يذهب المزارعين إلى الأطباء البيطريين ، يذهب الأطباء البيطريون لزيارتهم بالقوارب”.

وقال احد مربي الجاموس ويدعى صباح ثامر إن ” بعض الرعاة لديهم جاموس او اثنين ولايملكون نقودا لذا فأن الخدمات البيطرية هنا مجانية ، لكن ليس الأدوية التي قد تحتاجها الحيوانات”.

وبين التقريرانه “و بالإضافة إلى المرض المعتاد الذي يواجهه الجاموس ، يساعد الأطباء البيطريون المزارعين على مواجهة التحدي المزدوج المتمثل في ارتفاع مستويات مياه الصرف الصحي التي يتم إغراقها في المياه ، والأثر المدمر لتغير المناخ مع تزايد حدة حالات الجفاف”.

واشار التقرير الى أنه ” في بلد تفتقر فيه الدولة إلى القدرة على ضمان الخدمات الأساسية ، يتم إلقاء 70 في المائة من نفايات العراق الصناعية مباشرة في الأنهار أو البحر ، وفقًا لبيانات جمعتها الأمم المتحدة وأكاديميون، فيما صنفت الأمم المتحدة العراق على أنه “خامس دولة معرضة للخطر في العالم” لتغير المناخ.

اضف تعليق