تهدد الحرب الروسية الاوكرانية الانتعاش الهش للاقتصاد الأميركي، الذي لايزال يحبو بصعوبة بعد ان كسرت اجنحته الجائحة، فسلاسل التوريد لم تتعاف تماما بعد، والتضخم عند مستويات قياسية، فجاءت العقوبات الأمريكية على موسكو كضربة قاضية لآمال التحسن.

تقول إميلي بيك في موقع "أكسيوس" الأميركي: "لم نقم بفصل اقتصاد كبير ومترابط مثل الاقتصاد الروسي عن النسيج الاقتصادي العالمي فحسب، فالاقتصاد الروسي نفسه يترنح، على النحو المنشود، لكن لا يمكنك القيام بهذا العمل من دون الإضرار بنفسك".

وتضيف، سيكون هناك المزيد من الاضطرابات في تدفق السلع والأموال، ومجال الطاقة هو نقطة الألم الرئيسية، وستشعر به أوروبا بشدة، فالاتحاد الأوروبي يحصل على 45 في المئة من غازه الطبيعي من روسيا، وعلى الرغم من أن العقوبات لم تقطع الإمدادات عن الاتحاد الأوروبي بعد، فإن الأسعار آخذة في الارتفاع تحسبًا لأي اضطراب.

وبحسب بيك، ترتفع أسعار البنزين والنفط في الولايات المتحدة، حيث تتكيف أسواق الطاقة مع الحياة من دون إمدادات روسيا، والحظر الذي تفرضه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا على واردات الطاقة الروسية، وتم الإعلان عنه الأسبوع الماضي، سيضع مزيدًا من الضغط على النظام العلمي، على الرغم من أن الولايات المتحدة تستورد نسبة صغيرة فقط من النفط من روسيا.

في مجال السيارات، ارتفاع أسعار المعادن المنتجة في روسيا، مثل البلاديوم والنيكل، ستزيد التضخم في الولايات المتحدة بشكل أبطأ. وما يزيد الطين بلة تفاقم مشكلة رقائق الكمبيوتر ما بعد حقبة الوباء التي ما زال الأميركيون يتعاملون معها، ما أدى أيضًا إلى إبطاء إنتاج السيارات.

غذائياً، تنتج روسيا وأوكرانيا الكثير من القمح، والأسعار ترتفع بالفعل. الولايات المتحدة ليست مستوردًا رئيسيًا، لكن الاضطراب على الجانب الآخر من الكوكب ليس خبراً جيداً في وقت ترتفع فيه أسعار المواد الغذائية بالفعل. الجميع يتوقع المزيد من الأزمات، حيث يمكن أن تؤدي قيود الطاقة ونقص السلع إلى تقليص التصنيع.

تقول بيك: "يجب مراقبة الأسواق المالية المتوترة بسبب انخفاض الأسهم، فمؤشر S&P 500 يشهد تقلبًا متزايدًا، ويراقب المستثمرون الخسائر المحتملة في المؤسسات المالية الكبرى. وتتدفق المعلومات حول مدى تعرض البنوك والشركات المالية للخسارة بسبب الأصول الروسية".

وذكرت "فاينانشيال تايمز" أن صناديق "بلاك روك" خسرت بالفعل ما يقرب من 17 مليار دولار في الأوراق المالية الروسية.ويمكن أن يؤثر اضطراب السوق في قيمة حسابات التقاعد أو المدخرات الأخرى.

لكن، في الوقت الحالي، ثمة أسباب تدعو للتفاؤل. فمعدل البطالة منخفض، وسوق العمل ناشطة باستمرار، ويملك الناس مالاً لينفقوه.

اضف تعليق