خضعت المكتبة المركزية في الموصل، الى إعادة ترميم وتجديد سريعين لإعادة فتحها مرة ثانية بعدما خربت في أيام حكم داعش المظلمة.

وفقدت المكتبة المركزية التي تقع في ثاني أكبر مدينة عراقية في عام 2014  مليون كتاب، تلك المكتبة التي دمرت بالمطارق الثقيلة والمتفجرات حيث تم بثها على وسائل التواصل الاجتماعي حينها اختفت الموسيقى والفنون من حياة المواطنين.

وثّق المؤرخ عمر محمد، أعمال التخريب هذه على مدونته التي يحتفظ بها شخص مجهول الهوية بعنوان "عين الموصل" إلى جانب قمع وعنف الحياة اليومية في ظل الخلافة.

ووجهت عصابات داعش سلسلة من التهديدات بالقتل لمحمد بسبب مدونته التي وثقت تدمير بيوت الثقافة في مدينة الموصل.

حيث سلط محمد الضوء على الاعمال التخريبية التي طالت المسارح والمكتبات ودور الثقافة والتي هدفت الى القضاء على القانون الاجتماعي للموصل.

وذكرت المدونة، تدمير تمثال لرجل نبيل يرتدي رداء وقبعة يستقبل الزوار في محطة قطار الموصل و يمثل التمثال الذي يصور أحد الأبناء المفضلين للمدينة، الشاعر والملحن الصوفي الكفيف عثمان الموصلي.

وقال مدير المكتبة سيف الأشقر، ان " افتتاح المكتبة تمثل بخطوة مهمة في انتعاش المدينة حيث أعيد فتح مكتبتها المركزية بعد إغلاق قسري دام ثماني سنوات".

واوضح، انه "ومن خلال حكم داعش جعل ارتفاع المبنى عشًا شائعًا للقناصين، وحيث أصبح مكان التعلم فخًا للموت"، مبينا ان "المكتبة خضعت لعملية تجديد سريعة ، حيث تم استرداد أكثر من 30000 كتاب منهوب وتبرع مؤيدوها بالعديد من المؤيدين في جميع أنحاء الموصل والعراق والخارج".

وأضاف الاشقر، ان "لحظة افتتاح المكتبة ستكون مهمة للمجتمع لموصلي بكونها تعيد الحياة وتمنح الناس الأمل في إمكانية التعافي".

وتابع، ان "ثلاث سنوات من حكم داعش فشلت في إعادة الموصل إلى العصور المظلمة، أو على الأقل ليس لفترة طويلة من حيث المدينة التي تأسست عام 7 قبل الميلاد".

ومع استعادة الجيش العراقي السيطرة بعد القتال الذي خلف ما يقرب من 10000 قتيل مدني وجزء كبير من المدينة في حالة خراب، بدأ الموسيقيون في تقديم عروض في مواقع الضربات الجوية وعمليات الإعدام.

و غطى الفنانون جدران المباني التي تعرضت للقصف بجداريات ذات ألوان زاهيةو قام المتطوعون بتعقب الكتب والمخطوطات وإعادتها إلى المكتبات.

واستطاع مسرح الربيع المعدّل، أن "يستضيف أول عرض له بعد الحرب في عام 2021 أسواق المدينة القديمة التي تعرض الحرف المحلية، بالاضافة الى إنشاء مدرسة أفلام جديدة.

اما فيمت يخص بمتحف الموصل، فقد تم تحقيق تحول جذري في متحف الموصل موطن القطع الأثرية التي يعود تاريخها إلى 3000 عام والتي تقدم نظرة ثاقبة لبعض أقدم الحضارات التي عاشت في ما هو الآن العراق.

و عندما بدأت أعمال الاسترداد في عام 2018 ، تم تحطيم الكثير من المجموعة وبقيت القنابل غير المنفجرة.

ومن خلال تحالف دولي متعدد التخصصات بما في ذلك متحف اللوفر ومعهد سميثسونيان والحكومة العراقية واليونسكو ومهندسين محليين، تم تطهير الموقع من المتفجرات وتم تثبيت هيكل المبنى وإنشاء مختبر للحفظ في الموقع لإنقاذ أكبر قدر ممكن من المجموعة.

وتقول ماجا كومينكو من هيئة الحفاظ على التراث ، التي تقدم التمويل والتوجيه للمشروع، انه "يجب أن يكون خبراء التراث دائمًا حاضرين أثناء إزالة الألغام ولا يمكنك تفجير أي شيء في الموقع".

واوضحت، "عندما تصل إلى مرحلة إزالة الأنقاض، يجب فرز كل حجر وترقيمه، ويجب أن يكون واضحًا من أين أتى. إنه مثل اللغز ".

وكان التقدم كافياً للفريق للبدء في التفكير في موعد إعادة الافتتاح، والذي قد يكون في عام 2024.

اضف تعليق