وباتت هذه المسألة منتشرة بشكل واسع ومعروف داخل الأسواق المحلية، حتى بات المستهلك يرى أنواعاً عديدة من المواد الغذائية، مختلفة الاسعار، رغم أن مواصفاتها لا تختلف كثيراً، لكن المخفي في الموضوع أن هذه المواد تختلف مدة صلاحيتها للاستهلاك البشري، كما انها تتسبب بضرب المنتجب المحلي الأصلي، عبر هذا التحايل التجاري، الذي لم يجد له لحد الآن ردعاً صارماً من الجهات الحكومية المسؤولة.

شرعية للتهريب

المتحدث باسم وزارة الزراعة حميد النايف، قال إن "هنالك كميات من الدجاج والبيض تدخل عن طريق التهريب، باعتبار ان الوزارة منعت استيراد البيض والدجاج"، مضيفاً أن "هذه المواد المهربة يتم تغليفها بماركات عراقية على انها منتج محلي، من أجل تضليل السيطرات ومن ثم تمر الى الاسواق المحلية".

وأوضح أن "هذه المواد المهربة تكون بعيدة عن الرقابة الأمنية، على اعتبار انها منتج محلي"، لافتاً الى أن "الوزارة تعاني من هذه المشكلة الكبيرة، وتداعياتها سلبية بشكل كبير، لأنها تتسبب بزيادة التهريب وتعطي بوابة وشرعية للتهريب لتدخل هذه المواد بطرق شبه قانونية، بحجة أن هذه المواد هي منتجات محلية، والوزارة منحت حرية لنقل هذه المواد بين المحافظات".

وأضاف "تدخل هذه المواد من الحدود عبر اقليم كردستان، ومن ثم يتم تكييسها وترتيبها، وبعدها تتم اعادتها الى المحافظات العراقية".

مسقفات كبيرة في الحدود

بدوره، قال الخبير الاقتصادي ناصر الكناني، إن "هنالك منافذ حدودية رسمية، وأخرى غير رسمية، لذا فهذه الأمور تدخل من المنافذ غير الرسمية في اقليم كردستان".

وأوضح أن "هنالك مشاكل من المنطقة البحرية أيضاً، تتمثل بدخول حاويات، حيث توجد في الحدود مسقفات كبيرة جداً على شكل مخازن، ويتم جلب هذه المواد ووضعها في هذه المخازن، ومن ثم تتم فيها اعادة تغليفها بماركات عراقية".

جبل علي الاماراتي

الكناني، استشهد بما يجري في "ميناء جبل علي بالامارات، حيث يأتون بالمواد منتهية الصلاحية ويعيدون تغليفها"، مؤكداً أن "ما يتم بهذه العملية ليس فقط الاغذية، بل حتى الأدوية، والتي لدينا مشاكل عديدة فيها بهذا الجانب"، متسائلاً: "اين السيطرة النوعية التي من المقرر ان تزور الاسواق وتكشف على هذه المواد وتتلفها؟".

وتابع "كان لدي مشروع اسمه مرفأ العطيفية السياحي، استقدمت له أحد الطباخين وطلبت منه ان يطلعنا على سوق المواد الغذائية، فزار سوق الشورجة وكتب تقريراً باسعار الدجاج فيه، قال إن هنالك نوعاً من الدجاج بسعر 1500 دينار للكيلو غرام الواحد، وهنالك بسعر 2500 دينار، كما ان هنالك بسعر 5000 دينار، ومن ثم اقترح علينا ان نعمل بالدجاج الذي يبلغ سعره 1500 دينار وخلطه بالدجاج الذي سعره 2500 دينار"، ونوه الى أن "الدجاج الذي يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد منه 5000 دينار هو ناتج من الجزر اليومي، والذي يبلغ سعره 2500 دينار هو مخزون منذ شهرين، أما الذي يبلغ سعره 1500 دينار فهو منتهي الصلاحية".

وأكد الكناني أن "ست دول تحيطنا، ولا توجد لدينا علاقة طيبة بها"، محذراً من الاثار السلبية لموضوع تغليف البضاعة المستوردة الرديئة بماركات عراقية، التي "تتسبب بانتشار الامراض نتيجة التغذية السيئة، والتي لو كانت جيدة لما كنا بحاجة الى ادوية ومستشفيات".

ورأى الكناني أن "كل مواطن بحاجة الى 7 اشجار ليتنفس الاوكسجين بشكل جيد"، منتقداً "عدم ضبط الغذاء ولا البيئة"، في العراق.

مختصون بالشأن الأمني، يرون أن الإعلان الرسمي عن انخفاض التهريب عبر الحدود يتعلّق بأنشطة ثانوية لشبكات تهريب صغيرة نجحت قوات الأمن فعلاً في ضربها أخيراً، كانت تستخدم معابر غير شرعية لإدخال البضائع إلى العراق بدون رسوم كمركية، وأكثر البضائع تالفة وغير صالحة للاستهلاك من إيران وسوريا أيضاً.

المصدر: شبكة رووداو الكردية

اضف تعليق