قالت صحيفة نيو يورك تايمز الأمريكية، في تقرير نشرته السبت 18 سبتمبر/أيلول 2021، إن عملية قتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة شهدت استخدام تقنيات جديدة بعيدة عن قيام أفراد بعملية الاغتيال.

إذ قالت الصحيفة في تقريرها، إنَّ اغتيال فخري زادة تم بواسطة "روبوت قاتل" قادر على إطلاق 600 طلقة في الدقيقة، مشيرة إلى أنها قابلت مسؤولين مطلعين على تفاصيل العملية.

استعدادات الاغتيال

 وقالت الصحيفة إن عملية الاغتيال بدأ الترتيب لها في نهاية 2019، حيث كانت تحركات فخري زادة تتم ضمن قوافل مكونة من أربع إلى سبع مركبات، حيث تتغير باستمرارٍ الطرق التي تسلكها لإحباط أي هجمات محتملة.

الصحيفة أشارت كذلك إلى أن المخططين لعملية اغتيال زادة بحثوا خيار تفجير عبوة ناسفة على طول طريق العالم النووي الإيراني؛ كي يجبروا القافلة على التوقف حتى يتمكن القناصة من مهاجمتها. وتتابع: "تم استبعاد هذه الخطة، بسبب احتمال وقوع اشتباك مسلح ربما سقط خلاله كثير من الضحايا".

لكن تم اقتراح فكرة استخدام مدفع رشاش يتم التحكم فيه عن بُعد، ولكن كانت هناك مجموعة أخرى من التعقيدات اللوجستية، لأن حجمه ووزنه يجعلان من الصعب نقله وإخفاؤه من دون أن يتم فضح الخطة.

وفقاً لمسؤول استخباراتي مطلع على الخطة، اختارت إسرائيل نموذجاً متطوراً من مدفع رشاش بلجيكي الصنع من طراز "FN MAG" مرتبط بروبوت ذكي متطور.

وقال المسؤول إن النظام لم يكن مختلفاً عن نظام "Sentinel 20" الذي تقوم شركة "Escribano" الإسبانية بتصنيعه.

تفكيك المعدات

 بلغ وزن المدفع الرشاش مع الروبوت وباقي الملحقات مجتمعةً نحو طن تقريباً، لذلك تم تفكيك المعدات إلى قطع صغير، ومن ثم جرى تهريبها إلى إيران بطرق وأوقات مختلفة، ثم أعيد تجميعها سراً في إيران.

وقالت الصحيفة إنه تم بناء الروبوت ليتناسب مع حجم حوض سيارة بيك آب من طراز زامياد، شائعة الاستخدام في إيران، وكذلك تم تركيب كاميرات باتجاهات متعددة على الشاحنة؛ لمنح غرفة القيادة صورة كاملة ليس فقط للهدف وتفاصيله الأمنية، ولكن للبيئة المحيطة.

تم تفخيخ الشاحنة بالمواد المتفجرة؛ حتى يمكن تفجيرها عن بُعد وتحويلها لأجزاء صغيرة بعد انتهاء عملية القتل؛ من أجل إتلاف جميع الأدلة. بعد ذلك، كان هناك تحدٍّ يجب أن تتم معالجته، وهو التأكد من أن فخري زادة هو من يقود السيارة.

نتيجة لأن إسرائيل تفتقر إلى قدرات المراقبة في إيران، تم وضع سيارة على جانب الطريق الذي يسلكه زادة والتظاهر بأنها كانت معطلة.

مفترق طرق

حيث تم وضع السيارة قرب مفترق طرق وتزويدها بكاميرا مرتبطة بأقمار صناعية ترسل الصور مباشرة إلى مقر قيادة العملية.

بعد وصول الموكب إلى منعطف حيث أبطأت سيارة فخري زادة من سرعتها، ليتم التعرف عليه من قِبل السيارة الثانية المعطلة ورؤية زوجته جالسة بجانبه. وانعطفت القافلة يميناً في شارع الإمام الخميني، وأبطأت سرعتها؛ لوجود مطب، وعندها أطلق المدفع الرشاش رشقة من الرصاص أصابت مقدمة السيارة.

لم يتضح ما إذا كانت الطلقات قد أصابت فخري زادة، لكن السيارة انحرفت وتوقفت، ليقوم بعدها الشخص الذي يتحكم في المدفع الرشاش عن بعد، بإطلاق رشقة أخرى أصابت الزجاج الأمامي ثلاث مرات على الأقل، وواحدة منها على الأقل أصابت زادة في كتفه.

نزل زادة من السيارة واحتمى بالباب الأمامي للسيارة، وأفادت وكالة أنباء فارس الإيرانية حينها، بأن ثلاث رصاصات اخترقت عموده الفقري، ليفارق الحياة في الحال. وقد استغرقت العملية بأكملها أقل من دقيقة، وتم خلالها إطلاق 15 رصاصة فقط.

اضف تعليق