طهران: انس العبيدي

يتهافتون على المستشفيات والمراكز الطبية، يسايرون الألم رغم خسته، ويحاربون لأجل الوصول لبر الشفاء، تعرفهم من وجوهم المتعبة ونظرة الوجع الذي يقتفي أثرهم، وحيرتهم التي تملأ الشوارع والأزقة وهم يبحثون عما يشفي عللهم، ويخفف وطئ لعنة المرض، يتقاذفهم مترجمو اللغة الفارسية بين مبتز وأكثر ابتزازاً، وهم بنظر الآخر عبارة عن عملة مالية بصفة (الدولار).

أولئك مرضى عراقيين توزعوا بين أزقة شارع أحمد آباد في محافظة مشهد الإيرانية حيث تشهد أرصفة ذلك الشارع قصص لرحلات علاج أبطالها عراقيون خارج أسوار الطب في الوطن.

شارع أحمد آباد احد اكبر شوارع مدينة مشهد الإيرانية ومقصد السياحة العلاجية فيها يضم اكبر عدد من المراكز الطبية يأتي العراقيون في مقدمة المتوافدين إليه من الأجانب.

يقول رئيس دائرة السياحة العلاجية بوزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي الايرانية أن "الجمهورية الإسلامية تسعى لزيادة حصتها من السياحة العلاجية العالمية إلى خمسة مليارات دولار خلال العام القادم:.

واعتبر سعيد هاشم زاده في تصريحات صحفية حصة ايران الراهنة من صناعة السياحة العلاجية في العالم بانها ضئيلة قائلا انه" بلغت عائدات ايران من السياحة العلاجية في العام الايراني الماضي مليارا و200 مليون دولار من اجمالي عائدات السياحة العلاجية العالمية البالغة 400 مليار دولار".

وأضاف "محافظات آذربايجان الشرقية وايلام وكردستان وسيستان وبلوجستان وكرمانشاه واردبيل وجيلان استضافت المرضى الاجانب بسبب موقعها الجغرافي ومجاورتها مع الدول الجارة حيث تلعب دورا ملحوظا في صناعة السياحة العلاجية".

إيران ليست الدولة المجاورة الوحيدة التي تستقطب العراقيين للعلاج لكنها الأولى في نسبة الوافدين منهم إليها، اذ سجلت دائرة الشؤون السياحية والدينية في إيران زيادة عدد السیاح العراقیین خلال ربیع هذا العام نموا بنسبة 75 % معظمهم بدوافع والعلاج والزیارة.

اذ كشف نائب رئیس منظمة الشؤون السیاحیة الإيرانية محمد محب خدایي إنه "وفقاً للمعلومات الواردة عن شرطة الهجرة والرعایا الأجانب، سجل عدد السیاح العراقیین الذین زاروا إيران خلال ربیع هذا العام نموا بنسبة 75 % ومعظمهم بدوافع والعلاج والزیارة وهو أعلى معدل لزيارة السياح".

ارتفاع نسبة سفر العراقيين للعلاج في الخارج يثبت عجز المنظومة الطبية في العراق وتراجع الخدمة الصحية المقدمة للمواطنين الأمر الذي دفع بغالبية المرضى للسفر خارج البلاد من اجل الحصول على الخدمة العلاجية المطلوبة يرافق ذلك تراجع الريال الإيراني أمام الدينار العراقي والدولار الأمريكي.

يقول عبد الكريم الناصري وهو مواطن عراقي من محافظة ذي قار قدم لإيران بغية إجراء عملية جراحية في العين أن "تراجع الخدمة الصحية في المستشفيات الحكومية وارتفاع الأجور في المستشفيات الأهلية أجبرت المريض العراقي على التفكير لإجراء العمليات في إيران خاصة بعد انخفاض العملة الإيرانية الأمر الي يعد مناسب للعراقيين الوافدين لإيران".

ويشكو الناصري ابتزاز المترجمين الايرانيين حيث تم استغفاله من مترجمين اثنين عبر تقديم خدمة طبية في احدى مراكز العلاج في شارع احمد اباد في مدينة مشهد باكثر من 500 دولار مستنكرا عدم وجود متابعة حكومية لشؤون العراقيين في دول العالم بضمها ايران.

فيما تقول المترجمة الطبية والتي عرفت نفسها بأم زينب ان الكثير من المرضى العراقيين يقعون فريسة للمترجمين في ايران وهو كذلك في غيرها من الدول، وتذكر ام زينب ان الكثير من المترجمين يغتالون شرف صفة الانسانية عبر عبر ابتزاز او استغفال المرضى ممن لا يمتلكون اللغه او الدراية الطبية.

وتضيف "بعض المترجمين  يشارك مع مراكز طبية وعلاجية غير مرخصة او غير كفوءة فما يهمهم سواء الربح المادي".

وتشير التقارير الميدانية المنشورة سابقا لحصول السماسرة والمترجمين علی 30 بالمئة من أجور العمليات الجراحية من المرضی. علی سبيل المثل الوسيط يستلم 3 آلاف دولار من المريض أو المرکز الصحي للعملية التي تکلف 10 آلاف دولار و يدفع المريض 13 إلف دولار علی تلك العملية! ناهيك عن المراکز غير المرخصة أو لا تمتلك الجودة العالية في مجال العلاج.

في حين تقول الدكتورة هدى رضوى أن "اغلب مراجعيها من العراقيين كانت ترى ابتزاز بعض المترجمين لهم دونما اي مواجهة لكن بعد تعاونها مع العديد من المرضى أبلغت بصفتها طبيبة، حيث تم إلقاء القبض على عدد من المترجمين المبتزين".

ويلجأ الكثير من المرضى العراقيين للعلاج والتداوي في إيران لقربها حدوديا مع العراق وانخفاض قيمة التومان بما يعادل لكل 100 دولار اكثر من مليون و300 تومان فيما تتراوح قيمة الـ100 ألف عراقي بما يعادل المليون تومان.

اضف تعليق