دلال العكيلي

إن الإصابة بهذا المرض مازالت حتى الآن مجهولة الأسباب، حيث يعتقد أغلب الباحثين عن أسبابه، بأنه يخضع لعوامل بيئية، فيعتقد بأن الظروف التي تتعرض لها الأم خلال فترة الحمل وحتى الولادة لها علاقة بالإصابة، وربما نقص كمية الأوكسيجين التي يحتاجها الطفل أثناء الولادة، أو حتى اللقاحات التي يحتاجها قد تكون أحد الأسباب، ويجد بعضهم بأنه نتيجة لانتقال الفيروسات للأطفال، أو العدوى من بعض الأمراض، وربما تناول موادٍ كيميائية سامة، ويرى البعض بأنه نتيجة لخلل في مناعة الطفل، ويُشير البعض إلى أن الطريقة المعدة للطعام التي تتناولها الأم لها دور كبير في إصابة الطفل بالتوحد، وبعضهم يرى بأن التوحد يأتي مباشرة بعد الإصابة بحمى نتيجة لارتفاع في درجة الحرارة، والتساهل مع هذه الحالة تنجم عن الإصابة بالمرض.

وتُشير الإحصائيات إلى أن من بين كل مئة وخمسين طفلاً يُصاب واحد على الأقل بهذا المرض، وبينت أن الذكور أكثر عرضة للإصابة بالتوحد من الإناث بأربعة أضعاف، وما لوحظ أيضاً بأن الإصابة بمرض التوحد لا تميز بين بلدٍ أو آخر أو عرقٍ دون غيره، فهي واحدة ومتساوية في كل دول العالم.

تبدأ علامات التوحد بالظهور قبل عمر السنة ولكن حتى يكون التشخيص دقيق لا يتم التشخيص قبل عمر السنتين بالعادة، علامات التوحد كثيرة، أشهرها (تكرار أنماط حركية وحركات معينة، تاخر النطق ومشاكل عدائية في بعض الحالات تجاه الآخرين أو النفس، فرط في الحركة، حب الطفل لاكلات معينة ورفضه تجربة اي شيئ اخر قلة أو عدم التواصل البصري مع أي شخص، عدم الاستجابة للاسم، ان اضطراب طيف التوحد عبارة عن خلل مناعي بيئي، ليس له أي علاقة بالجينات وفرصة أن يصاب الطفل الثاني بالتوحد ليس لها علاقة بإصابة الاول.

الطفل المصاب بالتوحد يرى الأشياء بشكل مختلف

هل يرى الطفل المصاب بالتوحد الأشياء بشكل مختلف؟ وحين يتعرض للألوان هل يجذبه لون عن آخر أو يصيبه لون ما بالذعر أو الاطمئنان؟ عليك أن تعي مثل تلك الأشياء وأن تنقله في أمان إلى العالم ليتعاطى معه دون خوف طفل التوحد هو شخص مصاب باضطراب عصبي يتسم بأنماط متكررة ومميزة من السلوك، ويعاني من صعوبات في التواصل الاجتماعي والتعبير عن نفسه والاندماج مع الآخرين.

ويشار للتوحد بمصطلح "اضطراب طيف التوحد" Autism Spectrum Disorder، ومصطلح الطيف (Spectrum) يشير إلى مجموعة واسعة من الأعراض والمهارات ومستويات من العجز الوظيفي التي يمكن أن تحدث عند الذين يعانون من التوحد، وأشارت إحصائية حديثة في عام 2018 إلى أن طفلا من بين كل 59 آخرين يصاب بالتوحد، وينتشر هذا الاضطراب بين الذكور بنسبة أربعة أضعاف الإناث، بحسب موقع أوتزم سبيكس.

يعاني طفل التوحد من صعوبة في التفاعل الاجتماعي، وهو ما يجعل الدنيا من حوله تحتمل الكثير من الأشياء المربكة التي يجب الانتباه إليها، فضلا عن اختلاف شدة اضطراب التوحد من شخص لآخر، يعاني طفل التوحد من حساسية مفرطة من الضوء والروائح والأصوات (بيكسابي).

حساسية الضوء والصوت والروائح

عام 1960، قامت الباحثتان في مجال التوحد سالي روجرز وسالي أوزونوف بمراجعة 75 ورقة بحثية تم إعدادها عن هذا المرض، وأشارت النتائج إلى أن أطفال التوحد غير متوافقين مع حواسهم وهو ما يمكن وصفه بالخلل الحسي المعلومة الأهم في الورقة البحثية هي أن المصاب بالتوحد يمكن أن يتأقلم بالفعل مع تصوراته المختلفة عنا فيما له علاقة بالصوت والصورة والرائحة في حال تدريب نفسه على ذلك، وأن المشاكل الحسية هي المسببة لمشكلات أخرى لدى طفل التوحد مثل عادات تناول الطعام واضطرابات النوم.

والأهم هو محاولة مساعدة الطفل على تنظيم المعلومات الحسية حتى يتمكن من الاستجابة بشكل مناسب، والمشاركة في الأنشطة اليومية في بعض العيادات والمدارس، وتدريب الآباء على الخطوات التي يجب اتخاذها في المنزل، في هذه التجربة، قاموا بقياس استجابة الغدد العرقية في أيدي الأطفال الذين يعانون من التوحد أو دونه، ووجد الباحثون أن أطفال التوحد لديهم ردود فعل ذاتية أقوى من الأطفال غير المصابين به.

في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، استخدم العلماء اختبارا آخر لدراسة حواس السمع واللمس في التوحد أخذوا فحوصا من أدمغة الأطفال حين تعرضهم للضوضاء المعتدلة نسبيا، والأصوات المرورية الصاخبة، وخدش نسيج من الصوت؛ فأظهر النتائج أن الأطفال الذين يعانون من التوحد لديهم نشاط أكبر في بعض مناطق الدماغ، لذا تشير بعض الدراسات إلى أن الجهاز العصبي لطفل التوحد قد يتفاعل بشكل مختلف مع الصوت، بحسب ما نشره موقع "لانكوميونيتي" Iancommunity التابع لشبكة التوحد التفاعلي.

وبتتبع التركيز البصري لطفل التوحد، وجد أنه غالبا ينظر إلى مركز الصور والحواف أو الخطوط المستقيمة داخل تلك الصور، بل إن تركيزه لا يتعدى بؤرة واحدة أمامه يطيل النظر إليها، ينزعج طفل التوحد من الأصوات العادية ويبحث عن الأمان بوضع يديه على أذنيه (بيكسابي).

ذكاء اطفال التوحد

كثيراً ما يتردد أن الأطفال التوحديين تكون قدراتهم العقلية (مستوى ذكاؤهم) عادية إلا أنهم لا يتركون هذا الانطباع لدى الغير بسبب ما يعانونه من صعوبات في قدرتهم على التواصل والتفاعل الاجتماعي، وتشير الدراسات إلى أن ثلثي الأطفال التوحديين تقريبا عندما يخضعون لاختبارات الذكاء تكون درجاتهم دون المتوسط أي أنهم يعانون من إعاقة عقلية بالإضافة إلى التوحد أما الثلث الأخير فتكون درجاتهم ضمن المتوسط أي أن قدراتهم العقلية عادية.

وتوفر نتائج الأطفال التوحديين في مقاييس الذكاء مؤشرات معقولة يمكن الاعتماد عليها في توقع ما سوف تكون عليه مستوياتهم التعليمية والاجتماعية، وهذا أمر مهم لأن قرابة الثلثين من الأطفال التوحديين تكون درجات ذكاؤهم دون المتوسط (أقل من 70)، وانخفاض درجات ذكاء التوحديين ليس نتيجة لتدني أو انعدام الدافعية أو عدم الرغبة في الاختبار حيث ثبت أنه عندما تكون الاختبارات المقدمة في مستوى قدراتهم فإنهم يقبلون عليها بدافعية عالية.

أرقام وحقائق

تحتفي مؤسسات دولية ومحلية في 2 أبريل من كل عام، بـ"اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد"، والذي أقرته الأمم المتحدة في 18 ديسمبر 2007، للتعريف بهذا المرض والتوعية بشأنه، والتوحد حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، إذ يتصف المصاب به بضعف التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وبأنماط سلوكية مقيدة ومتكررة وللتوحد أسس وراثية قوية، رغم أن جيناته لا تزال معقدة.

وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية عام 2016، إلى أن طفلا واحدا من كل 160 طفلا يعاني اضطرابات التوحد، التي تظهر في مرحلة الطفولة وتميل للاستمرار في فترة المراهقة وسن البلوغ، وفي الولايات المتحدة يوجد أكثر من 3 ملايين ونصف المليون شخص مصابون بالتوحد، فيما تقدر السلطات الأميركية أن واحدا من كل 68 مولودا جديدا في البلاد يولدون ولديهم هذا المرض.

وفي أستراليا، يقدر عدد المصابين بمرض التوحد بنحو 164 ألف شخص (واحد من كل 150 شخصا)، بحسب أرقام دائرة الصحة للعام 2015، غالبية هؤلاء من عمر 25 عاماً وما دون، وبحسب أرقام الأمم المتحدة، فإن حوالي 1 بالمئة من سكان العالم مصابون بمرض التوحد، أي حوالي 70 مليون شخص، مع العلم أن رقعة المرض آخذة في الاتساع.

وتكشف الأرقام أن الذكور معرضون للإصابة بالتوحد أكثر من الإناث بمعدل 4 أضعاف ولا يزال 80 بالمئة من كبار السن ممن يعانون المرض عاطلون عن العمل، وفق الأمم المتحدة. انتهى/ ع

المصادر:

-سكاي نيوز عربي

-ويب طب

-الجزيرة نت

-موضوع

اضف تعليق