يروي محل شربت زبيب حجي زبالة وسط مدينة بغداد، قصصا لملوك ورؤساء ومثقفين عراقيين وعرب أرتادوا هذا المحل المتواضع ليصبح واحدا من أهم معالم العاصمة بغداد في القرن الحديث.

ومؤسس هذا المحل هو الحاج عبد الصاحب زبالة سنة 1900 لصنع عصير الزبيب، والذي لم يتوقع ان يستمر بعمله وينال هذه الشهرة لأكثرمن قرن من الزمن.

وقد يقف القارئ على غرابة أسم هذا المطعم فقد سمي بأسم صاحبه الحاج عبد الصاحب زبالة والذي أسمته به والدته التي كان يموت كل أولادها فأطلقت عليه هذا الاسم اعتقادا منها، لكي لا يخطفه الموت حسب المعتقدات والأعراف السائدة آنذاك.

وقال الحاج محمد حفيد مؤسس المحل، إن "كل الملوك والرؤساء الذين حكموا العراق شربوا من عصيرهم، مشيرا الى أبرز الشخصيات التي زارت المحل كان أحمد بن بلة أول رؤساء الجزائر بعد الاستقلال وملك المغرب الأسبق محمد الخامس وملك الأردن السابق الملك حسين مرفوقا بالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين".

وأوضح الحاج محمد، أن "المحل حافظ على طرازه التراثي البغدادي حتى أصبحت جدرانه تروي قصة من التاريخ، مبينا حبه للصور التي تخلد قصة المحل والتي يحرص على تعليقها".

وأضاف، انه "تعرض في عهد صدام حسين، لمضايقات من رجال الامن بسبب صور الرؤساء والشخصيات التي يعلقها، إلا أنه أصر على ذلك معتبرا أنه تاريخا لمطعمه".

وتابع، أن "رجال الفن والفكر زاروا محله، ومنهم حسين أمين ومصطفى جواد وفؤاد عباس والفنان يوسف عمر وسليم البصري، واصفا إياهم بالعمالقة.

وأوضح، ان "شراب الزبيب يتميز بفوائده ال 48 والتي اختصرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقول يشد القلب ويطفئ الحرارة ويذهب بالبلغم ويطيب النفس".

وأشار الحاج محمد، ان "تزايد الاقبال على المحل من المثقفين لعراقته وما يحمله من تأريخ، معتبرين أياه تراث بغدادي عريق، متمنين بقائه وديمومته الى اجيال متلاحقة".

اضف تعليق