اعداد/ خالد الثرواني

مازال الجدل السياسي في اقليم كردستان يحتدم كلما اقترب موعد انتخاب رئيس الاقليم في آب المقبل.

ويطمح مسعود بارزاني بالبقاء برئاسة الاقليم في ظل معارضة يقودها حزب الاتحاد بقيادة جلال طالباني وحركة تغيير التي يقودها نيشروان مصطفى في ظل بقاء مسودة دستور الاقليم التي تلقى معارضة كبيرة في يد بارزاني.

ومع الجدل السياسي هناك جدل صحفي يستمر في الاقليم بسبب محاولات "مسعود" البقاء في السلطة.

اذ رد كتاب اكراد على الصحفي كفاح محمود، الذي يعمل موظفا في المكتب الاعلامي لرئيس الاقليم ويظهر في مقابلات تلفزيونية بعنوان "مستشار اعلامي" لبارزاني، مقالا بعنوان "كردستان تسأل حكيم الهند".

اذ يقارن الكاتب بين المهاتما غاندي، الزعيم والحكيم الهندي المعروف، مع مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان الحالي.

ويكتب محمود "طالعت واحدة من أروع تجليات الزعيم الهندي الكبير المهاتما غاندي وانأ ابحث عن توصيف لسلوك البعض (الديمقراطي) في مسألة ولاية الرئيس البارزاني للرئاسة وكوردستان تخوض واحدة من أشرس حروبها ضد الفاشية والشوفينية الدينية والقومية استهدفت وجودها بالكامل أرضا وشعبا وكيانا، ورغم أن الرئيس بارزاني يصر على عدم استبدال تاريخه النضالي بكرسي الحكم وهو زاهد كما يعرفه الجميع".

واضاف "كلما اقترب شعب كوردستان من تحقيق أهدافه السامية، أنتج الاستعمار لعبة جديدة تشبه بقرة الانكليز لكنها على الطريقة البعثية مجملة بإكسسوارات ديمقراطية ومعفرة بأنفاس الجيران اللدودين!".

وردا على هذه المقارنة، كتب الكاتب الكردي، بيار روباري، داعيا بارزاني الى الاقتداء بـ"نيلسون مانديلا" الذي ترك المنصب ومنع اقاربه من استغلال موارد افريقيا الجنوبية بعد تحريرها من حكم "الفصل العنصري".

وقال روباري " لو كان برزاني حكيما وزاهدا بالحكم كما يدعي مريديه، لما كان هذا هو حال الأمة الكردية، ولما تمسك البرزاني بزعامة الحزب لخمسين عاما مضت، ولم أتى إلى رئاسة الحزب وسدة الحكم بالوراثة مثله مثل بشار الأسد. ولا سمح أيضا لأفراد عائلته أن ينهبوا ويسرقوا ويستولوا على كافة المناصب الحساسة في الإقليم.. وبعد عشرة سنوات قضاها في منصب رئاسة الإقليم، مازال يفعل المستحيل من أجل البقاء في ذات المنصب لدورة رابعة !!! فهل هناك زهد أكثر من هذا الزهد؟؟".

من جهته عقد الكاتب الكردي شيرزاد شيخاني، والمعارض لبارزاني، مقارنة بين رئيس الاقليم ومعاوية بن ابي سفيان الاموي ومساعيه لتوريث الحكم لنجله.

وقال شيخاني ان "الجهود التي يبذلها حاليا وفد من حزب بارزاني مع قادة الأحزاب الأخرى بشأن تمديد غير مبرر ومخالف للقانون لرئاسة مسعود بارزاني ثم توريث السلطة لأحد أبنائه أو أحفاده، تشبه تماما ما فعله غاصب الخلافة معاوية بن أبي سفيان الذي حول خلافة الرسول الى ملك عضوض فدمر الإسلام والمسلمين لأربعة عشرة قرنا".

ودحضا لمزاعم "زهد" بارزاني بالمنصب، اشار شيخاني الى انه "قبل فترة التقى أحد شعرائنا المخبولين بمسعود بارزاني ولتملقه والحصول منه على حفنة من الدولارات المسروقة اقترح عليه فكرة تحويل إقليم كردستان الى مملكة بدلا من جمهورية أو دولة مستقلة، فأيده بارزاني بذلك"، مضيفا "يبدو أنه (بارزاني) كان يمني نفسه بأن يتحول الى ملك صاحب الجلالة ثم يورثها لأولاده وأحفاده".

ويسرد شيخاني مجموعة من "المثالب" تسبب بها عقد من حكم بارزاني للإقليم كما يلي:

1-مع تولي هذه العائلة السلطة بكردستان راودهم الطمع بالاستحواذ على عائدات الإقليم من الضرائب الجمركية بمنفذ ابراهيم الخليل فاستأثرت بتلك الموارد وحرمت الآخرين منها، ما أدى الى نشوب حرب داخلية استمرت لأربع سنوات وطحنت رؤوس الآلاف من الشباب الكردي وانتهت بخيانة 31 آب 1996 حين قامت هذه العائلة الحاكمة باستقدام قوات النظام الفاشي الصدامي لاحتلال أربيل وتسليمها ليد حزب بارزاني.

2 -منذ تلك الخيانة التاريخية انقسم الإقليم الى إدارتين منفصلتين، واحدة في السليمانية والثانية بأربيل فتكرس واقع تقسيمي لأول مرة بين هذا الشعب بفعل خيانة حزب بارزاني وتداعيات الحرب الداخلية.

3 -بعد سقوط النظام الدكتاتوري ببغداد قام هذا الحزب بخدع غريمه الاتحاد الوطني باتفاقية استراتيجية لكي يستحوذ على الخيرات النازلة من بغداد على إقليم كردستان والمتمثلة بتدفق مليارات الدولارات سنويا من حصة كردستان بموازنة الدولة، فغرق الإقليم بفعل ذلك الاتفاق بفساد عظيم ما زال المواطنون يئنون من وطأته.

4 -بادل حزب بارزاني منصب رئاسة الإقليم بالمنصب الرئاسي في بغداد مع الاتحاد الوطني ليقينه بأنه سيخسر انتخابات الرئاسة من قبل الشعب الذي كره هذا الحزب والعائلة المتسلطة عليه جراء الخيانة التاريخية في31/ آب، وأصر على إجراء الانتخابات من داخل البرلمان لكي يحصل على أكبر عدد من أصوات الكتلتين الرئيسيتين داخل البرلمان.

5 -بفضل الفساد المستشري بإقليم جراء حكم هذه العائلة استمرت أزمات ومشاكل الإقليم كما كانت بل زادت حدة، منها أزمة تجهيز الكهرباء التي مازال الإقليم يعاني منها بحيث تدنت ساعات تجهيز الكهرباء الى أدنى مستوياتها.. وظهرت أزمة البنزين بعد زيادة أسعارها بشكل مضاعف. واستمرت مشكلة الرواتب وانعدام فرص التوظيف والعمل الحر.. وأزمة فقدان القانون وعدم محاسبة الفاسدين والتجار الجشعين.

ويلفت الكاتب الى اتساع ظاهرة هجرة شباب الاقليم بسبب الازمة المالية، في حالة تذكر بفترة التسعينات.

ويختم شيخاني مقاله بالقول " في ظل أزمة الموارد فتح حزب بارزاني الأبواب أمام تدفق مليوني مواطن من بقية محافظات العراق ليس لوجهة إنسانية بل لتحضيرهم للمشاركة بالانتخابات القادمة لصالح حزب بارزاني بتسجيلهم بقوائم الانتخابات".

اضف تعليق