قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الاثنين، اقتراح مثير، يتلخص في تجاوز الخلافات بين سوريا وتركيا والسعودية والأردن «لمحاربة الشر المطلق للإرهاب» كما قال، فيما شكك وزير الخارجية السوري وليد المعلم بإمكانية حصول هذا الأمر.

وجاءت تصريحات بوتين خلال زيارة المعلم الى موسكو حيث تلقّى الوزير السوري تأكيدات من الكرملين باستمرار الدعم الروسي لدمشق عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.

وأكد بوتين، خلال لقائه المعلم في موسكو، أن "سياستنا التي تهدف إلى دعم سوريا والقيادة السورية والشعب السوري لم تتغير"، مضيفاً "نحن مقتنعون بأن الشعب السوري سينتصر في نهاية المطاف".

وأعرب عن قناعته بأن محاربة الإرهاب والمظاهر الغاية في التطرف تتطلب توحيد جهود كافة دول المنطقة. ودعا جميع الأصدقاء، بمن فيهم الأصدقاء في سوريا، إلى بذل الجهود القصوى لإقامة حوار بنّاء مع جميع الدول المهتمة بمحاربة الإرهاب.

وقال بوتين "من البديهي أن خلافات وحالات سوء تفاهم ومشاكل تحمل طابعا آنياً، تظهر من وقت إلى آخر في العلاقات بين الجيران، لكن لا شك في ضرورة توحيد الجهود من أجل محاربة الشر الذي يهدد الجميع".

 وأضاف "نستخلص من اتصالاتنا مع جميع الدول المجاورة لسوريا، التي تربط بيننا وبينها علاقات متينة، من دون أي استثناء، أن هذه الاتصالات تدل على أن الجميع مستعدون للمساهمة بقسطهم في محاربة تنظيم داعش، واقصد هنا بطبيعة الحال تركيا والأردن والسعودية".

وتابع بوتين "من هنا ندعو أصدقاءنا في سوريا لبذل كل ما في وسعهم لإطلاق الحوار الوثيق مع جميع دول الجوار، الراغبة في محاربة الإرهاب"، موضحاً من المفهوم أن تكون هناك خلافات وتناقضات بين دول الجوار، ولكن لا بد من تضافر الجهود من اجل محاربة هذا الشر المطلق، وهو الإرهاب".

وقال "إذا رأت القيادة السورية جدوى وفائدة في مثل هذا التحالف عبر توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب فنحن سنبذل كل ما في وسعنا في هذا المجال، وسنستغل علاقاتنا المتينة مع جميع دول المنطقة لمحاولة إنشاء مثل هذا التحالف".

وقال المعلم، في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، "حصلت بصراحة على وعد من الرئيس بوتين بدعم سوريا، سياسياً واقتصادياً وعسكريا".

وشكك المعلم بإمكانية قيام ائتلاف جديد لمحاربة الإرهاب. وقال "استمعت باهتمام بالغ لما قاله بوتين حول الوضع في سوريا، وضرورة قيام تحالف دولي إقليمي من اجل مكافحة الإرهاب. اعرف عن الرئيس بوتين انه رجل يصنع المعجزات، لكن التحالف مع تركيا والسعودية وقطر والولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب يحتاج إلى معجزة كبيرة جدا".

وسأل "كيف تتحول هذه الدول، التي تآمرت على سوريا وشجعت الإرهاب وموّلته وسلّحته، إلى حليف لمكافحة الإرهاب؟". وأضاف "هل يجب أن يسقط ضحايا في السعودية والكويت وتونس وفرنسا حتى يدرك المجتمع الدولي انتشار الإرهاب. كنا نقول باستمرار، وخاصة لمن يدعمون الإرهاب في سوريا، إن هذا الإرهاب سيرتد عليكم. هل الآن تعلّموا بعد هذه الضحايا أم يجب أن يسقط المزيد؟".

اضف تعليق