كشفت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في مقال لها بعنوان "المعارك الافتراضية هي السلاح الجديد للجهاديين في فرنسا" مقتطفات من تقرير سري عن "الجهاديين الافتراضيين" وخطرهم على فرنسا.

وأفادت الصحيفة في المقال أن التقرير ذا الثلاثين صفحة، يحتوي على كمّ هائل من المعلومات والرّسوم البيانية والتخطيطات والصور.

وأضافت الصحيفة أن هذا التقرير المشترك بين الوكالة الوطنية لأمن النظم المعلوماتية ووزارة الدفاع والحماية الوطنية الفرنسية، يتمحور حول مجموعة الهاكرز الذين شاركوا في حملة "أوبفرانس 2015"، وبالتحديد الهجومات المعلوماتية الموجهة ضد فرنسا منذ أحداث "شارلي إيبدو" في كانون الثاني/ يناير الماضي في باريس، حيث إن هذه المجموعات تعمل تحت اسم "الفلاقة" أو "الجيش السوري الإلكتروني".

وأشارت الصحيفة إلى أن المختصين في الوكالة الوطنية لأمن النظم المعلوماتية، يحذرون من التطور الكمي والنوعي للمجموعات المنظمة للهجومات الإعلامية، بذريعة الدّفاع عن مصالح المسلمين، ويلفتون النظر إلى وجود علاقة مباشرة بين هؤلاء المهاجمين، وحرب القرصنة الإعلامية التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وفي السياق ذاته، أضافت الصحيفة في إجابة عن بعض التساؤلات، مثل: ما هي البلدان الأم لهؤلاء المهاجمين، وما هي طريقتهم في العمل؟ أنهم من أصول تونسية وسورية وفلسطينية وأندونسية وموريتانية ومغربية، وأنهم يعملون على تشويه المواقع الإلكترونية، وإيقاف الخدمات، ونشر الدعايات والأكاذيب، وذلك من خلال العمل المجموعاتي.

 ووفق التقرير، فإنه على الرغم من تواضع إمكانياتهم التقنية وضعف التنسيق بينهم، إلاّ أنهم تمكنوا من توليد تأثير إعلامي كبير من خلال هذه العمليات الصغيرة.

وأفادت الصحيفة أن عملية القرصنة التي شهدتها القناة الفرنسية الخامسة، الأربعاء الماضي، إن دلت على شيء فهي تدل على تجدد قوة هذه الحركة، التي أظهرت مهارات لا يمتلكها سوى خبراء مخضرمون في عالم المعلومات.

وكشفت الصحيفة أن محللي الوكالة الوطنية لأمن النظم المعلوماتية، كانوا قد حذروا من خطورة هذه المنظمات منذ أقل من 15 يوما، لافتين النظر إلى أن البعض من هؤلاء المهاجمين كانوا قد بايعوا تنظيم الدولة، ونسبوا تلك العمليات إلى "أبو بكر البغدادي" زعيم التنظيم.

وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة تصريحات وزارة الدفاع، حيث قالت إن تنظيم الدولة يبحث عن تطوير أساليب عمله المعلوماتي، سواء الدفاعية أو الهجومية، الأمر الذي دعّمته الوكالة الوطنية لأمن النظم المعلوماتية، بقولها إن عمليات الاختراق للشبكات المعلوماتية بهدف التجسس أو التخريب، يمكن أن يكون تنظيم الدولة مصدرها.

وأوردت الصحيفة أن ضحية الأربعاء الماضي كانت محطة تلفزيونية، ولكن الخوف كل الخوف، "هو أن يتمكن الإرهابيون الافتراضيون من قرصنة قواعد المعلومات للمنشآت الجوية، لتكون النتيجة حوادث رهيبة، وخسائر فادحة".

وأشار المقال أيضا إلى أنه على الرغم من محدودية هذه العمليات، إلا أن جذورها متعددة، حيث صرّحت الوكالة بظهور موجة من المدونات الإلكترونية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مُدَعَّمة من إيران بهدف القيام بهجمات تحت غطاء الجهاديين.

ونشرت "لوفيغارو" أيضا قائمة بالمنظمات التي بايعت تنظيم الدولة، وهي كالآتي: "الجيش الإلكتروني للشرق الأوسط"، الذي دعا إلى القيام بعملية أوبفرانس 2015، وهو يختص بقطع الخدمات وسرقة المعطيات، وهو فريق تم بعثه في آب/ أغسطس 2014، و يترأسه أندونيسي يعمل تحت اسم "ذا غرايتست"، وتعد صفحته على الفايسبوك 6700 متابع.

ومنها أيضا، "القوات الإلكترونية الإسلامية المتحدة"، التي تم بعثها في بدايات سنة 2014، وتتكون من أندونيسيين ومعارضين لإسرائيل، وتبنى هذا التنظيم الإلكتروني ما يقارب 20 عملية اختراق لمواقع إلكترونية، كما يعمل على نشر الدعايات. ورغم مستواه التقني المتدني، فقد شارك في عملية "أوب سايف غزة" في صيف 2014، بالتعاون مع فريق الجيش الإلكتروني للشرق الأوسط.

بالإضافة لفريق "أنونغوست"، حيث بايع هذا الفريق الناشط منذ 2011 تنظيم الدولة، وهو الرأس المدبر وراء العمليات الإعلامية التي قلدها قراصنة من كينيا وفنيزويلا. ومؤسس هذا الفريق هو موريتاني أصيل من مدينة نواذيبو، يبلغ من العمر 24 سنة، واسمه إكرام آباد، ويعمل تحت الاسم الحركي "موريتانيا أتاكر".

وأشارت الصحيفة إلى مجموعة "الفلاقة"، وهي عبارة عن فريق تونسي متعاطف مع القضية الفلسطينية، يعتبر نفسه مدافعا عن الإسلام، من أعضائه المعروفين "كابو تونيزيانو"، واكتسب هذا الفريق شهرته بعد التدخل الفرنسي في مالي في 2013، حيث تبنى هذا الفريق عمليات قرصنة للمواقع الفرنسية المهمة، ومنها موقع وزارة الدفاع في باريس، وذلك في إطار الثورة الرقمية.

 أما "غلوبال رفلوشن"، فهو فريق تم بعثه في حزيران/ يونيو 2012، ويقوم بنشر الدعايات المضادة لأمريكا وإسرائيل والمملكة العربية السعودية، وذلك من خلال موقعه "حلف الفضول". ويدعو هذا الفريق إلى شن حملات ضد مواقع حلف الناتو والمجموعة البنكية "بي إن بي"، ويضع على ذمة المتعاطفين معه عدة وسائل للقرصنة، وقد قام هذا الفريق بتبني عملية قرصنة موقع الديوانة الفرنسية.

وأخيرا، "الجيش السوري الإلكتروني"، حيث يعدّ هذا الفريق الذي تأسس خلال الثورة السورية في 2011 أقل من عشرة أعضاء، ورغم ذلك فقد تمكن من السيطرة على حساب "تويتر" لصحيفة "لوموند"، وشوّه موقع المارينز الأمريكي في أيلول/ سبتمبر 2013، وموقع الصحيفة البريطانية "ذا صنداي تايمز" في حزيران/ يونيو 2014.

اضف تعليق